مساء 3 يوليو 2018م، قبل ثورة ديسمبر المجيدة بحوالي خمسة أشهر، علمت أن بعض ممثلي حزب المؤتمر الوطني الحاكم، وقتها، والذي يمثِّل الواجهة السِّياسيَّة للإسلامويِّين، سيقومون، خلال الأيَّام التَّالية، بزيارات لبعض الشَّخصيَّات المعارِضة، من مختلف المهن والأجيال، وزيارتي ضمنهم، بشأن دعوة تقرَّر توجيهها للمشاركة في لجنة كانوا قد شرعوا،
أرجو أن تسمحوا لي بأن أشدَّ على أيدي كلِّ الأخوات والإخوة في "المنتدى الثَّقافي" المرموق الذي تنظمه بمدينة جدَّة "جماعة محبي مصطفى سيد احمد" على اهتمامهم هذا بعبد الرَّحيم أبو ذكرى، حبيبنا الرَّاحل في الليل وحيداً، شاكراً لهم دعوتي لهذه المشاركة معهم، عبر الهاتف من الخرطوم بحري، في هذا الحفل الذي يصادف ذكرى رحيله الفاجع، حيث
يفغيني أليكساندروفيتش يفتوشينكو، الشَّاعر، الرِّوائي، النَّاشر، الممثِّل، الفنان التَّشكيلي، الأستاذ الجَّامعي، المصوِّر الفوتوغرافي، المخرج السِّينمائي، كاتب السِّيناريو والمسرح، خرِّيج معهد غوركي للآداب، عضو الأكاديميَّة الأمريكيَّة للفنون والعلوم، الرُّوسي من أصل أوكراني، الذي يجيد الإنجليزيَّة والأسبانيَّة إلى جانب لغته الأم، الأكثر مقروئيَّة، ليس على
اليوم الدَّولي، السَّابع عشر من أكتوبر، يعيد إلى الذَّاكرة التَّصريحات المثيرة التي تداولتها، مطلع سبتمبر من العام الماضي، الصُّحف الورقيَّة والإلكترونيَّة السُّودانيَّة، حين شدَّد عبد الله سيد احمد، الرَّئيس السَّابق للجنة الماليَّة والاقتصاديَّة وشؤون المستهلك بمجلس ولاية الخرطوم التَّشريعي المحلول، وأحد قياديِّي حزب المؤتمر الوطني، الواجهة السِّياسيَّة للحركة
(1) على حين كانت العلاقات الشَّعبيَّة تمضي في طريق السَّلام، بتلك الوتيرة المتسارعة، كما قد رأينا، كانت العلاقات الرَّسميَّة بين شريكي «نيفاشا» تمضي، على العكس من ذلك، وإن بذات الوتيرة، على طريق التَّشاكس والتَّعانف!
كثيرون هم المثقَّفون والسِّياسيُّون السُّودانيُّون الذين أفاقوا، منذ أزمان، في الشَّمال كما في الجَّنوب، على وعي جديد بخطل، بل وبخطورة فهم وتوصيف حالة بلادنا بالاستناد إلى تينك النَّظرتين المتصادمتين «العروبة الخالصة + الأفريقانيَّة الخالصة».
(1) ظلت حكومات «الجَّلابة» المتعاقبة في الخرطوم أسيرة، منذ الاستقلال، للنقوش، والظلال، والتَّلاوين الأساسيَّة، في صورة الذَّات كما تشكَّلت تاريخيَّاً لدى الجَّماعة السُّودانيَّة المستعربة المسلمة، ونخبها المختلفة، والتي لطالما بلورت وعي هذه الجَّماعة الزَّائف، والمتوطن في العِرْق العربي الخالص، واللسان العربي الخالص، والثَّقافة العربوإسلاميَّة
(1) كان تقديرنا *، عقب انفضاض الجَّولة الأولى من مفاوضات السَّلام بين الحكومة والحركة الشَّعبيَّة، بضاحية مشاكوس الكينيَّة، مع نهاية الأسبوع الثَّالث من يوليو عام 2002م، أنه، وسواء انتهت تلك المفاوضات، أو لم تنتهِ إلى أيِّ شئ، فإن أحكَمَ نظر تجاهها هو أن نكفَّ عن اعتبارها «يوم قيامة» سياسي ينجرد فيه «حساب» الحالة السُّودانيَّة «الختامي»،