تداولت بعض الصحف ووسائط التواصل الاجتماعي خبرًا يفيد باعتقال المتطرف مزمل فقيري، بل وتقديمه للمحاكمة بتهمة الردة، ومن ثم، تعريضه لأن يستتاب بواسطة "العلماء"، كما حدث للجمهوريين في عهد نميري، وكما حدث للنيل أبو قرون، في العقد الأول من عهد الإنقاذ.
كان عملاً مخجلاً، ومخزيًا، بل ومريقًا لماء وجوه السودانيين، ولماء وجه البلد، ذلك الذي قام به جهاز الأمن، حين أرسل في صباح الإثنين الثالث والعشرين من أكتوبر، ضابطًا من ضباطه، ليمنع قيام فعالية أكاديمية استغرق الإعداد لها أكثر من نصف عام.
يقف السودان اليوم على حافة الخطر، إذ تحف به، أكثر من أي لحظةٍ مضت عبر عقود ما بعد الاستقلال، مخاطر التفتيت، وانفراط عقد الأمن، وربما انهيار الدولة المركزية نفسها.
يسمى عدد من الباحثين السودانيين الدولة السودانية التي تشكلت منذ سلطنة الفونج (1504 – 1821)، مرورا بالغزو الخديوي المصري التركي (1821 – 1885)، مرورا بالدولة المهدوية، (1885 – 1898)، ثم الحكم الإنجليزي المصري، (1889 –
يمكن أن نستنتج مما تقدم، أن وقوع العمل المطلبي السوداني وسط دائرة الأدوات التكتيكية التي يستخدمها الحزب الشيوعي السوداني لمصلحته الحزبية، قد جعله هدفًا للتصفية التدريجية.