الاتفاق القادم ومعطيات المستقبل

 


 

د. زاهد زيد
12 November, 2022

 

الاتفاق الذي يلوح الان في الافق سيكون المحاولة الاخيرة من محاولات معالجة امر السلطة في السودان ، ونتمنى ان يكون الفرقاء المتشاكسون قد وجدوا اخيرا انه لا حل الا بالاتفاق وان ما جرى قد جرى ولا يمكن ان يستمر الوضع على ما هو عليه .
لم يكن من الممكن أن تكون الأمور بهذا الحال من الفوضى لولا أحلام البرهان في حكم السودان ، فطموح الرجل كان كبيرا ، ساعده في ذلك جماعة الكيزان اللئام الذين كانوا يحلمون بالعودة عبره مكررين قصة البشير الذين امتطوا ظهره طويلا على طريقة شيلني واشيلك ، هو يحكم ويسرق وهم يحكمون ويسرقون .
لكن الشارع كان ولايزال واعيا ورافضا لعودة الكيزان سواء عاى ظهر البرهان أو حميدتي الذي يبدو تائها فهذا المشهد المعقد اكبر من فهمه واعمق من تفكيره .
ساعد على المسرحية السمجة التي شاهدناها في الفترة الاخيرة الجانب المدني الذي لم ينفض يده مبكرا عندما تبين له ان البرهان واللجنة الانية تتلاعب بهم ، الكل كان يعلم بهذا اللعب واحلام البرهان في السلطة ، والكل كان يتوقع خروج المكون المدني من الشراكة ، ولو فعلها في وقتها لتبين الرشد من الغي .
الى الان لا يعرف احد تفاصيل الاتفاق المتكتم عليه ، والتكهن لن يضعنا امام الحقيقة بكاملها ، نحن الذين يراقبون عن بعد ، ليس لدينا من المعلومات ما يكفي لتحليل الواقع القادم .
لكن هناك مقدمات لو صدقت لتغير الموقف ولو قليلا ، ومنها ما أصاب الكيزان اللئام من رشاش التغيير القادم ، فكلما صرخ الكيزان كان صريخهم بمثابة البشير بأن الناس على الطريق الصحيح .
الخوف من طموح البرهان لم يذهب من الصدور الى الان فللرجل مواقف كثيرة متناقضة و وعود اكثر وخلف للوعد بلا مقدمات من الصعب الركون إليه ، أو تصديق ما يقول .
لكن تبقى الحقيقة وهي أن الرهان فيما يبدو أنه قد قنع من الوليمة بالاياب ، ولعله الآن قد اقتنع بأن من المحال أن يكون نميري آخر أو بشيرا آخر ، وعليه أن يطوي احلامه ويبحث عن ملاذ آمن يجتر فيه احلامه الغبية .
أما الكيزان فلا يبدو أنهم تعلموا شيئا ولا فقهوا الدروس التي مرت بهم ، عقليتهم مريضة بحب السلطة والمال ، لا يرون في الحياة غيرهما ، لقد رضعوا من صدر هذا الوطن ولم يشبعوا الى الان وصعب عليهم الفطامة .

zahidzaidd@hotmail.com

 

آراء