السودان وحوصاء أبو نعامة وذي القرنين

 


 

 

sanous@yahoo.com

17 فبراير 2023م

1 - حوصاء أبو نعامة اقوي بصيرة لشاننا من زرقاء اليمامة
يحتار المرء احيانا في اسس التفكير السوداني ، الفردي والجمعي. فعامة نحن قوم قد نوصف بانا ماضون في استبدال كل ما عندنا بنمط وتفكير وقيم وحياة خاصة بقوم اخرين . فمثلا نحن قوم متميزون في هذ الكون بنقل أمثال واقوال لا تمت لواقعنا ولا ثقافتا باي صلة ، وهو امر يترتب عليه التشويش على التواصل بيينا وبذلك نستحق نعوتا يطلقها علينا الاخرون ، وهي نعوتا ليست جيدة. فمن أسس ثقافتنا نقل وتبنى أمثال و اقوالا مأثورة قد لا تمت الى ثقافتنا بصلة . تلك الامثال والاقوال المأثورة غالبا ما تكون من كتب التراث العربي او من العامية لبعض من الدول العربية ، والتي أصبحت شائعة عند السودانيين من بعد انتشار الفضائيات التلفزيونية وسهولة التواصل عبر الانترنت، وما يتفرع عنها. فمثلا نحن نتداول مثلا يقول ( طلع من المولد بدون حمص). فانا في حياتي لم اجد رابط بين مناسبة المولد النبوي في السودان و الحمص . فتاريخيا نجد ان حواضرنا وأماكن التجمعات فقط هي من تحتفل بالمولد النبوي ومعها بعض من الخلاوي. فأغلبية الشعب لا تحتفل بالمولد النبوي . الاحتفال بالمولد غالبا ما يكون بالذكر والمدائح . من بعد قدومي للخرطوم في أوائل الثمانينيات شاهدت بعض من ميادين الاحتفال تعرض فيها حلوى ، كثيرة السكر، للبيع . اما الحمص والكبكبية او الترمس و الفول المصري والفاصوليا و اللوبا وبقية البقوليات فلم اراها معروضة ابدا ، سوآء عرضا للبيع او للصدقة . المثل ، اى كان، او القول المأثور او المواعظ يجب ان تكون من ثقافة المجتمع الذى يتداولها لكي تعطى مدلولا مفيدا، والا تكون نعيقا بلا فائدة . فمثلا انا احيانا اسمع في بعض وسائل الاعلام العربية مذيعة تصف مساحة ما علي انها ( خمسة ملعب اولمبي) او (ستة ملاعب كرة قدم و المقصود هنا ملعب كرة القدم الامريكية) ، فانا لا اعرف كم من العرب في كل التاريخ يعرف مساحة الملعب الأولمبي او قاس ملاعب كرة القدم الامريكية و التي لا توجد الا في بلدها أمريكا. فهذا هو النعيق الذ لا يفيد.

فى كتب التراث العربي توجد شخصية تعرف بزرقاء اليمامة. زرقاء اليمامة هي شخصية عربية جاهلية من أهل اليمامة كانت مضربًا للمثل في حدِّة النظر وجودة البصر، و قيل أنها كانت تبصر الأشياء من مسيرة ثلاثة أيام . بهذه القدرة الخرافية أنذرت زرقاء اليمامة قومها بأن وفود الملك حسان بن تبع الحميري وجموعه قادمة إليهم مستترة بالأشجار تريد غزوهم . اهل زرقاء اليمامة اتهموها بالخرف ولم يصدقوها فاجتاحهم الجيش الغازي وقضى عليهم. الأسطورة تقول أن زرقاء اليمامة كانت تُبصر الشَعَرةَ البيضاء" في اللبن وترى الشخص من على يوم وليلة...على اى حال ، ضرب العرب المثل بزرقاء اليمامة و قالوا ( ابصر من زرقاء اليمامة) للدلالة على حدة البصر وقوته . التدقيق في قصة زرقاء اليمامة يجعلنا نكتشف أن ميزتها الأساسية لم تكن قوة البصر، بل قوة البصيرة. فالبصيرة هي قوة الإدراك والفطنة. فلا أحدا يمكنه ان يبصر الأشياء العادية من مسيرة ثلاثة أيام او يري شخص من على يوم وليلة.

بما ان كثير من السودانيين قد لا يكونوا ملمين بالمثل او مغزاه الحقيقي او معرفة اين اليمامة او ان عرفوها فهل يقصد بها الإقليم التاريخي جنوب نجد الحالية ام حاضرة اليمامة الحالية ، او ملمين بتفاصيل قصة زرقاء اليمامة او من هم قومها و من كان عدوهم. الخ ، فانا سوف اكتب عن امرأة سودانية ذات بصيرة وفطنة وما تراه في مستقبل الدولة السودانية و القريب. فالمرأة السودانية هذه متواضعة البصر ولكن قوية البصيرة وذلك لان عضو البصر فيها ، وهى العيون ، ليست سليمة و انما حوصاء. وعوضا عن اليمامة التي لا يعرف معظم السودانيين اين تقع ، وجدنا مواطنتنا الحوصاء في منطقة أبو نعامة السودانية و القريبة من مدينة سنار. فحوصاء أبو نعامة تعيش في منطقة هي الأقرب لان تكون في منتصف مساحة السودان وفى منطقة سكانها يتكونون من كل مشارب السودان . فحوصائنا بعلاتها تأتينا بنبوءات خير لنا من نبوءات وتخمين الاخرين.

2- حوصاء أبو نعامة تصف اختفاء الدولة :

من كان في عام 1985م يظن ان يأتي يوما يتم فيه ضرب مواطن سوداني وقتله و يتم نهب ما عنده فى وسط النهار فى مدن مثل الخرطوم ونيالا والأبيض وبورتسودان او ان يقتل ضابط اداري نهارا جهارا في وسط مدينة ود مدنى ؟ انا لا اجزم و لكن لا احد خطر بباله ذلك. الان هذا الامر أصبح واقعا يوميا بطول البلاد وعرضها. السبب ليس ان الناس تركوا الدين او ان البنات أصبحن كاسيات عاريات او ان هذه جرائم دخيلة على الشعب السوداني ، كما يدعي البعض، ولكن السبب يرجع بصورة مباشرة الى تردي الحالة الاقتصادية. تأكل الدولة و تلاشيها يبدا بتأكل اقتصادها. دمار الاقتصاد يصاحبه او يتبعه عدم تطبيق قوانين الدولة ، الجنائية و المدنية ، نسبة لعدم حرص العاملين بالدولة، وتحديدا من هم في الوظائف الدنيا و المتوسطة و من ثم لاحقا العليا ، على تطبيق قوانين الدولة لقلة مردود الوظيفية نفسها وعدم الخوف من عدم التقدم والترقي في الوظيفة او حتي المحافظة عليها. الامر الاخر الذى يصاحب او يلي تدمير الاقتصاد هو ان العاملين بالدولة، من عساكر او مدنيين، قد يتخذوا من الوظيفة أداة لسد نقص الحاجة المادية الشخصية بدل تطبيق قوانين الدولة ليستفيد الجميع ، وذلك لان العائد التعاقدي من الوظيفة لا يساوي شيء. لذلك تكثر الرشاوي وبيع الذمم ومخالفة القانون لظلم بعض من الناس ونصرة بعض اخر دون وجه حق. ويستمر الحال بالتدهور كلما تدهور الاقتصاد والى ان يصل مرحلة تلاشي الدولة نفسها. التدهور الاقتصادي يبلغ ذروته عندما يتوقف الإنتاج وتعجز الدولة عن جباية الأموال الكافية لتسديد أجور العاملين فيها او انها تتمكن من ذلك و لكن الاجر لا يساوي شيء. حينها سوف يختفي العاملون المدنيون ولن يبقي منهم الا قلة تأتي للعمل لتحويل الجبايات لمنفعتها الخاصة او انها تقوم بجباية المال و لكن لمنفعتها الخاصة. من بعد اختفاء الجهاز المدني ، يبدا اختفاء الجهاز العسكري من شرطة و جيش و خلافهم. هنا تكون الدولة اختفت لان القوى العسكرية نفسها تتحول الى قوى مخلة بالأمن و ممارسة للنهب و السلب وقطع الطرق و بيع السلاح والذخيرة وكل جريمة. القيادات الاهلية من الشباب كل منهم يسعى لتسليح نفسه وتموين جماعته بغرض حماية مجموعاتهم الاسرية او املاكها او حتى السعي للممارسة النهب والسلب وقطع الطرق. وهذه بداية للحروب الاهلية. مئات من لعصابات والف من الجرائم. هنا سوف يتحول قادة الأجهزة النظامية السابقين ، من جنرالات و خلافهم ، الي مجموعة صغيرة و ليس لهم سلطة الا على المجموعة التي يمكنهم دفع مقابل لها لان عملة البنك المركزي سوف لن تكون مبرأة للذمة ، هذا ان لم تتمكن عصابة اكبر من الاستيلاء على البنك المركزي بدل الجنرالات القدامى.

نحن في لسودان نتجه الى هذا السيناريو بسبب العساكر ، الجيش وتوابعه و الدعم السريع و الحركات المسلحة و الجيوش التي يكونها البرهان كل يوم وكتايب الدفاع الشعبي.

. اذا اردت ان تدمر شعبا وتريه كل بغيض ومكروه وكل مر، دمر اقتصاده وابقيه هنالك. الباقي هين. يمكنك الاستيلاء علي بلده وارضه وموارده وتغيير دينه وثقافته وكل ما تريد. السودان مصائبه لا تحصي وكلها من صنع الذين يحملون جنسيه. الان وصلنا مرحلة الانحدار الأشد. فى زمن الإنقاذ وصلنا مرحلة التوقف التام. من بعدها أتت الفترة الانتقالية الاولي وتم تدبير بعض الضمادات التي حسنت الوضع بعض الشيء وتوقف الامر . تحكمت الحكومة في سعر الصرف ونظفنا سجلنا الائتماني مع الممولين الدوليين والمؤسسات المالية العالمية وحصلنا على إعفاءات ضخمة للديون واتتنا بعض المساعدات وبدانا في اصلاح بعض المرافق. اتى انقلاب البرهان في 25 أكتوبر 2021م وارجعنا الى مرحلة ما قبل سقوط البشير بأسبوع. الى الان الطريق السياسي مسدود وفوق ذلك ان تم أي وفاق فانه وفاق لن يغير كثيرا وفق المعطيات الموجودة. فعدد من دول الإقليم وضعت لها اتباع في قيادة الدولة وفق معادلة السلطة للوكيل مقابل موارد الدولة السودانية للأصيل. هذه الصفقة لا ينكرها الا عميل يزعجه هذا الكلام او مكابر او كاذب او جاهل لا يعرف شيء. بعض من الأحزاب والافراد ننصفهم ونقول انهم ليسوا طرف في هذه الصفقة التعيسة. الشعب ولجان مقاومته هم الضحايا وليس طرف في ذلك.
الامر الاخر وهو حتى ان تم التوافق على الاتفاق الاطاري ، فان البرهان و عسكره مصرون على حكم السودان ولو مات 10 مليون من شعبه واكل الشعب ورق الشجر او طين البحر . قيادة الدعم السريع قد تكون خفضت سقف طموحها و لكن لها مصالح مالية لن تستمر وتتعاظم الا بتغييب الشعب واطلاق يدهم ليتحكموا في الاقتصاد كما يشاؤون . الحركات المسلحة تعرف انها لا وزن لها لا في دارفور و لا كردفان ولذلك طموحاتها المالية و الوظيفية لن تنالها الا في ظل تغييب الشعب. الكيزان لهم ضغينة ويريدون الانتقام من الشعب ويردون رجوع غنيمتهم التي نالها في عام 1989م ليستمروا في النهب و السلب و التربح من دولة يتحكمون من مفاصلها. بالإضافة لهذا المجموعات ، هنالك افراد يروا ان التغير لم يكن في صالحهم كجهات ، لان هذا التغيير برغم محدوديته الا انه اغضب مجموعات ترى في انه اتى بأناس وضعهم التاريخي و كذلك الطبيعي هو ليس المشاركة في إدارة الدولة و انما هو استعمالهم في اكمال الحصة وبواجهات ووظائف اسمية.

الذين و جدوا لهم دولة يبيعها شعبها من طرفهم لهم مشاكل عويصة. فهم لا يعرفوا من الشعب الا عملاءهم ووكلاءهم ولا يعرفون تعقيدات الدولة والمجتمع و لا يعرفون يقرؤون مالات ما يقومون فيه في السودان. فاذا ما تدهور الوضع كثيرا فقد نصل مرحلة الحرب الاهلية و القتال في الشوارع ، فحينها لن يتمكنوا من نهب الشعب السوداني لأنه بكل بساطة لن يكون هنالك انتاج ليتم نهبه. واذا أرادوا الأرض ، فانهم لا يفهموا ان ليس هنالك من يستطيع ان يحصل على ارض دولة اخري بالاحتلال و التحايل في القرن الواحد و العشرين. وان كذبوا هذا الكلام عليهم بالاتصال بفلاديمير بوتن ويسالوه عن إمكانية ذلك . لم و لن يعترف له أحدا بأراضي جورجيا واراضي أوكرانيا التي ضمها لدولته ومهما طال الزمن سوف تعود لأصحابها. المشكلة الكبرى الأخرى التي لا يعرفها العملاء و لا يعرفها سائسوهم، هي ان الملايش ، رسمه وغير رسمية وكل من يلبس الكاكي ، التي يعتمدون عليها في تسليط عملائهم على الشعب السوداني ، وجودها يرتبط بوجود البنك المركزي وجبايات المالية وعملة مبراة للذمة ، فان انفرط عقد الدولة وعمت الفوضى سوف يتبخر البنك المركزي ووزارة الجبايات و سوف تتبخر الملايش ويتحول عملائهم مجرد رؤوس عصابات ، وسط المئات من العصابات وامراء الحرب. فالأصلاء بالخارج يزجوا بنا و بشعبنا و بعملائهم ومصالحهم الى مورد الهلاك.
مثل هذا السيناريو القريب والقاتم سوف يترتب عليه استباحة الدماء ، بسبب او بلا سبب ، و تفكيك الاسر و المجتمع وتاكل قيمة الممتلكات ويكثر فيه اغتصاب الاناث والذكور وزيادة مهولة في المواليد غير الشرعيين وحوادث السلب وسبى النساء و البنات و الهجرة و تجارة المخدرات و المسكرات و اقتناء السلاح وتهريب البشر وتوقف خدمات التعليم و الصحة والهجرة الكبيرة من البلد و انتشار اعمال السخرة و الاسترقاق و النزوح و التشرد والمجاعات وهدم القيم و الاخلاق و هلاك المجتمع ونرجع لقرون مضت . حتى لو تدخل المجتمع الدولي و أوقف الحرب، فان تدمير أجيال من الشعب لا يمكن إصلاحه خلال خمسين او ستين عاما ، وسوف يموت او يتوفى او يقتل كل العملاء و المخربون الذين امامنا و معظم الاحياء اليوم قبل ان ترجع البلد الى ما قبلهم او تختفى كرقعة جغرافية واحدة . هذا هو السناريو الواقعي و من يشكك فيه فليقرا الصفحات المشابهة في كتاب التاريخ الحديث لأوغندا وزائير والصومال و ليبيا وليبيريا وأفغانستان و تشاد السبعينيات وغيرها. فهذه ليست اسماء لمجموعات فلكية في مجرة الاندروميدا ، بل دول اوصلها عسكرها للحالة التي نتجه نحوها الان.

هذا المستقبل الكالح، يمكن ان تراه حوصاء أبو نعامة على بعد 250 كيلومتر من قصر القهر في الخرطوم.. والانحدار نحو الفوضى قد بدا...فأول أمس تمت الهجوم على شاحنات تحمل مساجين من سجن الهدى بامدرمان و قبل قليل تم الهجوم على مقار الشرطة في بورتسودان و إصابة عميد في الشرطة. اما في الأقاليم و بالأخص في دارفور ، فالناس شبه توقفت عن عد حالات القتل و السرقة و النهب و تجارة المخدرات و نحوها من الموبقات. فعساكر السودان يفككون في الدولة صباحا ومساء و لن يعرفوا ذلك الا من بعد ان يكون لكل عسكري من عساكرهم جيش خاص به او لكل قرية او حي او عشيرة جيش خاص بها تحمي به نفسها ومالها و ارضها. وقتها لن يستطيع عساكر السودان من جباية الضرائب من احد...وسوف ينصرف كل من يلبس كاكي و تسرح هذه القوى نفسها لتعيل نفسها وحماية أهلها ولان البنك المركزي الذى يمثل حبل ربط وجمع أصحاب الكاكي يصبح خرابا تسكنه الفئران بعد ان يهجره من فيه لان ورقه الذى يطبعه يصبح بلا قيمة و لا احد يقبله ثما لشيء. وها قد بدأتم ، فالمليشياوي جبريل ابراهيم غلبه تدبير المرتبات لشهر يناير 2023 ، فما بالكم بمرتبات يناير 2025م.

3- النهاية المنطقية لقادة الملايش:

وامرا اخر رأته حوصاء أبو نعامة هو ان فترة الانتقال من الانفلات الجزئي الى الانفلات التام ، تحاول هذه الملايش التمسك ببعض الآمال لكى يبقي البنك المركزي و الجبايات و في ذلك تحدث فظائع وقتل و إبادة والتغول على حقوق الانسان و ارتكاب مجازر و مذابح بين حاملي السلاح الجدد وامراء الحروب والشعب . كل هذه الفظائع سوف تنسب لقادة الملايش الحاليين وسوف توجه لهم تهم دولية و يطلب منهم المثول امام لاهاي و الا سوف تصدر أوامر بالقبض و الاعتقال و الترحيل الى هنالك. حينها سوف يتحول قادة هذه الملايش الى هاربين من العدالة و يختبئون داخليا و يرفع عنهم الاصلاء الرعاية و يطاردوا الى ان يتوفوا او يتم القبض عليهم او يصفيهم قادة ملايش منافسة اقوي منهم. سألنا الحوصاء من اين أتت بهذا السيناريو الهندي و هى حوصاء و في أبو نعامة قرب سنار وبعيدة عن الخرطوم بمئات الكيلومترات ، قالت الحوصاء ، أيها الهنود ، أيها الهنود ، اسألوا عن الجنرال محمد فارح عديد و سلوبودان ميلوسفتش و عن الجنرال حسين حبري واخرون.
انا تحديدا اعتقد في صحة كل ما تراه هذه الحوصاء، فلي تجارب معها.

4 – حوصاء بونعامة تصر على ان ذي القرنين وجد اسلاف قادة الملايش دون السدين:

بالرغم من عدم شكنا فيما تراه حوصاء أبو نعامة ، الا ان ذلك لم يمنعنا من السؤال عن ما الذى يدفع بجنرالات من رتبة الفريق و ما فوق من قادة المليشيات الرسمية و بالأخص تلك التي يدعي قائدها بانه حامي البلد و قائد المليشيات الرديفة وقادة مليشيات التكويش وقطع الطرق و فلول الكيزان وأصحاب السلطة السابقين و الذين يملكون كل المال ، ان يسوقوا انفسهم الى مهلكة مثل هذه تفقدهم سلطتهم وتهلك مالهم و امتيازاتهم وينتهي بهم الامر الى المطاردة الدولية ، ان لم يفقد الكثير منهم حياته وفق هذا البديل الذى لن يكسب منه أحدا ، فهل تفرضين فيهم الجهل ام الغباء ام عمي البصيرة؟ قالت الحوصاء ، هل على اكذب شيء اراه بعيني الحوصاوين ام ماذا؟ فنيافته وسيادته وقيافته وسعادته هم بقايا وامتداد من قال الله تعالى فيهم (حَتَّى إِذَا بَلَغَ بَيْنَ السَّدَّيْنِ وَجَدَ مِنْ دُونِهِمَا قَوْمًا لا يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ قَوْلا) . صدق الله العظيم. الكهف الآية 93. واسترسلت الحوصاء وقلت ، ذراري هؤلاء القوم هم من يتحكمون بالأمر اليوم ، فلهم من الفهم ما يجعلهم يحاولون ارضاع حمل يتيم من انثي ذئب ويظنون انهم يحسنون صنعا ..

ولله في خلقه شئون
/////////////////////

 

آراء