أبل الصدقة والشركات الحكومية

 


 

 


tahamadther@gmail.com

 

(!)
فى مثل هذه الظروف الاستثنائية.التى تمر بها البلاد.كما يقول كثير من السياسين.
الكل يستطيع أن يرسل الكلمات مجازاً او حقيقة.ويطرح المبادرات الصادقة او المنافقة او التى لها ذيول وتوابع.الكل يستطيع ان يقترح الحلول.التى ان أرضت طرفاً.أغضبت اطراف اخرى .فالكل يساعد فى إيجاد مخارج لهذه الظروف الاستثنائية.وكل حسب فهمه .ومناه ورغبته.اوكسبه ومغانمه من تلك المخارج.الكل ينثر الامنيات والبشريات.
او يحذر من عواقب وخيمة تقضى على مابقى من الاخضر واليباس..
(2)
ولكن نقول لاولئك جميعا.شكر الله سعيكم.والعاقبة عندكم فى المسرات.ونضيف مالم تنتهى سياستنا التى تشبه الى حد بعيد لعبة السلم والثعبان او الليدو.اى ان الحظ والمصادفة قد تضعك فى قمة السلم.وذات المصادفة قد تضع فى فمك الثعبان فتهوى بك الظروف فى مكان سحيق..او يبتسم لك زهر الليدو وتكسب ستتيتن وبسرعة تصل الى مربع وموقع مميز.ثم يأتى اللاعب الاخر ويزيحك من امامه.وترجع لتبدأ من جديد.فهذه سياستنا.بينما سياسات الاخرين تقوم على حسابات دقيقة.تشبه الى حد بعيد لعبة الشطرنج.فكل حركة مدروسة بعناية.وكل خطوة هى مخطط لها.بل حتى (كش ملك) لا يأتى خبط عشواء.وهذا مانفتقده نحن..
(3)
ومن أمثلة سياستنا الشعواء او العشواء.هذه الشركات والهيئات الحكومية.التى رضعت زماناً طويلا.من اموال الدولة..ولم يتم فطمها حتى اليوم.وحسناً فعل الدكتور طاهر ايلا.رئيس الوزراء القومى.عندما اعلن وانه قريبا جداً سيتم فك او فض او فطم او فرز الشركات والهيئات الحكومية عن الدولة.وتركها ترتع وترضع بعيداً عن الحكومة.مثلما فعل سيدنا عمر ابن الخطاب مع أبنه عبدالله.
(4)
فالفرق ليس شاسعاً بين ابل عبدالله بن عمر .وشركات ومؤسسات وهيئات الحكومة..فالجماعة وبحسن نية أرادوا خدمة عبدالله بن عمر .الذى كان له(مراحا)معتبراً من الابل..فقد خرج عمر الى السوق وراى ابلاً سماناً.فسأل لمن هذه الابل؟فقالوا هى لابنك عبدالله.وهنا غضب عمر.وأمر باحضار عبدالله فوراً.ويأتى عبدالله.ويقف بين يدى امير المؤمنين.ويسأله عمر ماهذه الابل يا عبدالله؟ويرد عبدالله.هذه أبلى أشتريتها بخالص مالى.(وليس من حصائل الصادر او دولارات الدواء كما فعل الكثيرون هنا)وكانت أبلاً هزيلة وذهبت بها الى المرعى.كى تكبر وتسمن وأتاجر بها..فقال عمر:وإذا رآها الناس قالوا أرعوا أبل ابن أمير المؤمنين.أسقوا أبل أمير المؤمنين.فتسمن أبلك ويربو ربجك يا أين أمير المؤمنين.
ويرد عبدالله.نعم يا أمير المؤمنين.وعلى الفور يصدر أمير المؤمنين قراراً عمرياً.لا يشبه إلا سيدنا عمر بن الخطاب.ويأمره ببيع الابل.ويأخذ رأس ماله فقط..ويرد الربح الى بيت مال المسلمين.وهذا بالضبط ماجرى هنا.فالجماعة لما شاهدوا شركات ومؤسسات وهيئات الحكومة.صاحوا مهللين ومكبرين.هذه شركة حكومية أعطوها التسيهلات.هذه مؤسسة حكومية افسحوا لها المجال.هذه هيئة حكومية أعفوها من الضرائب والجمارك!!وهكذا سمنت ووشبعت وترهلت شركات ومؤسسات وهيئات الحكومة.حتى سدت قرص الشمس.
(5)
واليوم ليس المطاوب من السيد ايلا.ان يأمر الشركات اوالهيئات الحكومية .بان ترد رأس المال الى بيت مال المسلمين(فاصلاً رأس المال هو ملك للدولة)او ترد الارباح ايضاً الى بيت مال المسلمين.(فالارباح ايضا كان يجب ان تدخل الى خزانة الدولة).ولكن المطلوب منه فقط فض وفك الشراكة الاستراتيجية القوية بين الحكومة وبين الشركات والهئيات والمؤسسات يصفوناها بالحكومية ..ولتلك الشركات والهئيات والمؤسسات ما إكسبت فى سالف العصر والزمان.ونبدأ صفحة جديدة!!وللا الفهم شنو؟

 

آراء