أثبت هلاليتك يا أرباب … بقلم: كمال الهِدي

 


 

كمال الهدي
27 August, 2010

 

تأملات

hosamkam@hotmail.com
 
•      كثيراً ما حدثنا كتاب صلاح إدريس عن حبه الجارف لهلال الملايين.
•      وكثيراً ما أكدوا لنا أن الرجل تشرب بعشق الهلال منذ سنوات عمره الباكرة، وهو ما شككت فيه مراراً وتكراراً.
•      ولا زلت عند رأيي القائل بأن الحديث عن عشق صلاح إدريس للهلال لم يكن أكثر من بروباغاندا إعلامية وظفها بعض مريديه وأبواقه لكي تعزز من نجوميته.
•      يظل رأيي الذي تمسكت به منذ أكثر من ست سنوات ظللت أقول خلالها أن أساليب الأرباب الإدارية تؤكد أنه يرمى من وراء رئاسته لنادي الملايين لتحقيق أغراض خاصة لا علاقة لها بمؤسسية هذا النادي العريق.
•      وكنت أصر دائماً على أن منح الرجل المزيد من الفرص سيؤدي بالهلال إلى التهلكة ورأيي أن ما كنت أحذر منه قد وقع بالفعل.
•      وعلى كل يظل هذا الرأي الذي عبرت عنه مجرد وجهة نظر ربما يرى البعض أنها غير سليمة.
•      والآن الفرصة متاحة أمام الأرباب لكي يثبت للأهلة هذا الحب الجارف الذي قيل أنه يحمله تجاه الهلال.
•      فالظرف الحالي الذي يمر به الهلال يحتاج لتضافر جهود كافة الأهلة، سيما من يحبون هذا الكيان بتلك الصورة الجنونية التي حدثونا عنها.
•      ربما يظن البعض أنني أعني بحديثي هذا أن يدفع الأرباب لحل بعض المشاكل المالية التي يعاني منها النادي حالياً.
•      لكنني لا أقصد ذلك مطلقاً، بل أعني أن ينأى الأرباب إن كان يحب الهلال فعلاً عن مواضع الشبهات.
•      بالأمس سمعنا عن إضراب اللاعبين عن التدريبات رغم اقتراب موعد مباراة جيش النيجر المهمة.
•      وقيل أن قائد الفريق هيثم مصطفى تغيب عن التدريب الأخير.
•      كما قيل أن بعض أعضاء مجلس الهلال رفضوا تقديم استقالاتهم حتى لا يفسحوا المجال لتعيين مجلس تسيير بقيادة الكاردينال.
•      ومثل هذه الأمور تدفع البعض وأنا منهم لتوجيه اتهامهم صريحاً للأرباب.
•      وهو اتهام لا يأتي من فراغ، بل له ما يسنده.
•      شخصياً عندما أفكر بهذه الطريقة يعتمل في ذهني سؤال رئيس هو: لماذا تغيب قائد الفريق البرنس عن التدريبات في هذا الوقت الصعب؟
•      فحجة أن ( الفلس) قد أرهقهم كلاعبين لا تقنعني لأن البرنس نفسه سبق أن دفع من جيبه لحل بعض المشاكل المالية وحينها كان الأرباب رئيساً للهلال.
•      فلماذا يدفع البرنس من جيبه مع تواجد الرئيس الثري الذي يقال أنه لا يتوانى مطلقاً في حل أي مشكلة مادية تعترض النادي، بينما يتوقف عن التدريب ويصدر البيانات بعد استقالة هذا الرئيس الثري؟!
•      وهل يحتاج الهلال لوقفة البرنس القوية ونبل مواقفه أثناء وجود رئيس ثري، أم بعد أن يغادر هذا الرئيس؟!
•      والسؤال الأهم هو لماذا واجهت الهلال مشاكل مادية ورئيسه الثري ( حلال المشاكل) ما زال على رأس منصبه؟!
•      لماذا مثلاً لم نسمع بمشاكل مادية في الغريم التقليدي قبل استقالة الوالي وحتى بعد أن غادر الرجل؟!
•      الوالي اتفقنا أو اختلفنا معه فقد دفع الكثير للمريخ وحتى بعد أن استقال لم يتوقف عن دعم النادي مادياً.
•      بينما نجد أن الأرباب العاشق للهلال قد أغرق النادي في الديون وبعد استقالته تحوم حوله شبهات العمل على زعزعة الاستقرار في النادي.
•      بالأمس القريب عندما أثير بعض الحديث حول عدم رغبة المريخ في إعادة تسجيل كلاتشي، اجتمع به الوالي وأكد له أنه باق على العهد الذي قطعه له.
•      وفي الهلال رفض سادومبا السفر مع الفريق إلى موطنه وبعد عودة البعثة ظافرة من هناك قالوا أن الأرباب اجتمع به ومنحه مستحقاته.
•      وهاهو سادومبا يعلن توقفه عن التدريبات من جديد بسبب المستحقات!
•      فكيف يكون الأرباب قد سلمه أمواله وبعد أيام قليلة يعلن توقفه عن التدريبات مرة ثانية؟!
•      ألم أقل لكم أن الضجيج الذي يثيره بعض كتاب الأرباب ليس أكثر من بروباجاندا!
•      المهم في الأمر أن الهلال يواجه مشكلة حقيقية وبدلاً من العمل على حلها بأساليب عملية مثل إطلاق نفرة يساهم فيها الجميع والبدء بجدية في فرض رسوم على دخول التدريبات وبيع أعلام الهلال، نجد أن الأهلة يركضون وراء الأرباب لدفع حوافز اللاعبين.
•      قلنا عشرات المرات أن مشكلة ناد بحجم الهلال لن يحلها فرد مهما علا شأنه.
•      وأكدنا مراراً أن الجري وراء رجال المال بهذه الطريقة يسيء لهذه الكيانات الكبيرة، لكن لا حياة لمن تنادي.
•      وكل الذي نطلبه الآن من الأرباب هو أن يتجرد قليلاً وأن يكف عن التفكير بطريقته التي عرفناها.
•      معلوم أن عدم استقالة بعض أعضاء المجلس يعيق تعيين مجلس التسيير الذي تشير كل التوقعات إلى تولي الكاردينال رئاسته.
•      ومعلوم أن الكاردينال قد طرح بعض الأفكار الجريئة وربما تخوف الأرباب من أن تنفيذ القليل منها خلال فترة مجلس التسيير ربما تعيق عودته رئيساً عبر الجمعية العمومية القادمة.
•      كل الذي نرجوه هو أن يثبت الأرباب هلاليته كما أسلفت وذلك عبر الابتعاد الحقيقي عن الشأن الهلال، خاصة في جوانبه السلبية.
•      أترك الأمور لغيرك يا أرباب فقد توليت رئاسة النادي لسنوات طويلة دون أن تحقق طموحات الأهلة.
•      فما المشكلة في أن ينجح غيرك فيما فشلت فيه؟!
•      حرام أن يعيق رجالات الهلال تقدم الفريق في هذا التوقيت الحساس الذي يبدو فيه الفريق قاب قوسين أو أدنى من تحقيق بطولة قارية طال انتظار الأهلة لها.
•      ومن المعيب حقيقة أن يفكر أي هلالي على طريقة " لابد أن ينسب الانجاز الكبير لي أو لا يكون".
•      من يحبون الهلال حقيقة لابد أن يتلقفون أي فرصة تلوح في الأفق لتحقيق الانجاز غض النظر عمن سينسب له هذا الانجاز.
•      فالمهم هو أن يرفرف شعار الهلال وعلم السودان عالياً ويقول الناس " لقد فاز هلال السودان ببطولة الكونفدرالية".
•      أعلم أن التفكير بهذه الطريقة يتطلب درجات قصوى من التجرد، فهل يتجرد الأرباب؟! أتمنى ذلك.
•      كما أتمنى أن يتجرد أصحاب بعض المؤسسات الإعلامية - الذين أثروا على حساب الهلال بدلاً من أن يدعموه كما يوهمون الناس – ويدعموا هذا النادي دعماً حقيقياً.
•      وليس بالضرورة أن يدفع هؤلاء لأنهم لن يفعلوا لكننا نتوقع منهم فقط  أن يعملوا على إطلاق نفرة تمكن الأهلة من المساهمة في حل مشاكل ناديهم المادية.
•      وأقول لهؤلاء كفاكم أنانية فقد حققتم الكثير من وراء هذا النادي وحان الوقت لأن تردوا له جزءً يسيراً من دينه عليكم.
•      كم من إعلامي صعد نجمه بسبب إيهامه لجماهير الهلال بمساعيه لرفعة هذا النادي مع أنهم لم يكونوا يسعوا سوى لرفعة رجال آخرين.
•      وكم من إداري لمع وصار رقماً وشخصاً معروفاً بعد أن أٌتيحت له الفرصة في هذا الزمن الأغبر لتولي منصب بالهلال.
•      وكم من مؤسسة انخدع فيها الأهلة وساندوها بافتراض أنها تسعى لخير الهلال.
•      كل هؤلاء عليهم في هذا الظرف الدقيق أن يعيدوا للهلال حقوقه التي ظلوا يسلبونها على مدى سنوات طويلة.
 

 

آراء