أزمنة الكرب وبعثرة الأوطان (24)

 


 

 

نقاط بعد البث
حسن الجزولي
أزمنة الكرب وبعثرة الأوطان (24)
الملازم محمد صديق ،، بطل منا!.
ودماؤه لن تضيع في ديماغوغية الإنتماء!.
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
* أجلنا أمر نعيه وتبجيله، منذ أن حملت الأنباء المفجعة الرحيل المأساوي للبطل محمد صديق على أيدي جندرمة الحرب ومعاداة الشعب، على الأقل لتتأكد لنا معلومة رحيله.
* وها قد رحل الآن مفعماً بالحب الصادق والتبتل في محراب الوطن. راحت بعض الأقلام تصنفه لهذه الجهة أو تلك، متناسية عن عمد و"تربص" آخر به، بأنه ابن القوات المسلحة ومؤسسة الفداء إن دعا داعي الدواس، وأن عقيدته العسكرية تلزمه بتأدية واجبة المهني فيما يتعلق بآداء مهامه في الدفاع عن الشعب والوطن وترابه الوطني!. ولا يمكن أن يتساوى في الأمر مع من دعوهم "للاستنفار " ملبين أو محجمين"!.
* لم يتخلف أو يتراجع شهيدنا عن تأدية هذا الواجب، وليس من مهامه أن ينحاز لهذا الفصيل أو ذاك إلا ما يمليه عليه واجبه الوطني، وقد إنحاز صديق لما أملاه عليه هذا الواجب، يوم أن وقف وأفصح بكل ما لديه من إفصاح معلناً "مخالف سعادتك". ثم أضاف ويكل ما ألته عليه مواقف "التمسك" بما أدلى به أن قال وفي موضع أشد بأساً " من ياتو ناحية" عندما أرادوا أن يرغموه على سب مؤسسته ولعنها والحض من قدرها أمام العالم ليضحى في مقام أولئك الذين "إنفنسوا" أمام الجلاد!.
*فللذين يحاولون بشتى الطرق والأحابيل "التقليل" من شأن الاستشهاد النبيل لشهيدنا محمد صديق، فها شعبنا الآن وغداً وبعده سيجهر بأن صديق " أضحى "شهيداً صديقاً"ولو كره الكارهون!.
* أن محاولاتهم لينسبوه إلى "خيبة اللجنة الأمنية" ومحاولاتها لتسليح الجماهير، ضمن فصائلهم المرتجفة ستضحى خائبة وبائسة ،، فماذا هم فاعلون وقائلون!. وكان عليكم يا مصصاي دماء شعبنا أن تتمعنوا قليلاً، فيما يتعلق بالشهداء الميامين، حيث أن استشهادهم لا يرمي ألا لوقف نزيف الدماء والعداء للحرب والعمل على محاربتها وأيقافها!. وهو ما عمل عليه الشهيد محمد صديق لو كنتم تعقلون!
* ورغم الأسئلة التي ظلت تتتالى وستتتالى منذ ورود نبأ استشهاده حول الكيفية التي تمكن بها منه هؤلاء القتلة وكيف ترك وحيداً هكذا ليواجه مصيره المأساوي وتلك التي تبقى بلا إجابة على الأقل في الوقت الحالي، إلا أن المعلوم أن محمد صديق سجل اسمه وعنوانه كنور شع في سماء الوطنيين الشهداء، ملتحقاً بشخصيات عسكرية وطنية في مقام عبد الفضيل الماظ وعلي عبد اللطيف وثابت عبد الرحيم وسليمان محمد وحسن فضل المولى إلى جانب شهداء السيادة الوطنية من العسكريين وهم يقاومون ديكتاتورية نوفمبر ومايو والكيزان. الذين حقت فيهم وفيه أناشيد المجد والخلود وكل معزوفة تترنم بها الجماهير وهي تنشد:ـ
عريس الحمى
المجرتق بالرصاص
المحنن بالدما
الضرب حما
يوم الحارة جات
قلبو ما عمى
دوخ العدا في محاكما
كان وفي شمم
هو البحاكما
روحو لا وجل راح يقدما
عزة البلد ود ملاحما
وطيب مواسما
الشمس تمش كان بلازما
إيدن آذتو ما بنسالما
وكم نندما
ورايتو يا جنا
لى جنا الجنا ما بنسلما.
وهكذا صدق محجوب شريف شاعر الشعب وصداحه في شهداء الشعب والوطن عسكرييه ومدنييه.
* نم قرير العين أيها الضابط المقدام وستترنم باسمك الباهر طفلات وأطفال وصبايا وصبيان الجيل القادم، أولك الذين عيونهم أشد من عيوننا بريقاً ،، تشع بالايمان والاصرار والانتصار لأماني وآمال شعب هذه البلاد العملاقة ببنيها وبناتها ،، فنم مطمئن البال قرير العين ،، لك الرحمة والمغفرة والخلود الأبدي وعاشت ذكرى شهداء الوطن.
ــــــــــــــــــــــــــ
* هذا زمن التكاتف، فالنعزز الدعوة له بشعار ثوار كميونة أعتصام القيادة " لو عندك خت ،، لو ما عندك شيل"!.

 

آراء