أغلي لاعب عجوز في العالم

 


 

حسن فاروق
6 January, 2013

 

أصل الحكاية

لما تقول اللاعب ده مخضرم ، مافي إساءة في الكلمة بالعكس تثبيت لحقيقة مرتبطة بعمر اللاعب وخبرته والسنوات الطويلة التي قضاها في الملاعب ، وزي مافي معمرين في الحياة ، في معمرين في الملاعب ، وتاريخ الكورة العالمية والإقليمية والمحلية يحدثنا عن نماذج من هؤلاء اللاعبين بإعتبارها حالات شاذة عن منطق الكورة التي تحتاج إلي متوسط أعمار محدد للعطاء علي المستطيل الأخضر .
في عالم المخضرمين أو عجايز الكورة في معايير العالم تقريبا متفق عليها ، من هذه المعايير الفترة الزمنية للمشاركة في المباريات ، أغلب المدربين لايشركون اللاعب العجوز إلا في فترات محددة من المباراة وتتفاوت من مدرب لمدرب ، في مدرب ببدا باللاعب المخضرم الشوط التاني ، وفي مدرب في آخر نصف ساعة أو تلت ساعة او ربع ساعة علي حسب تقدير المدرب لسير المباراة واحتياجاته لخبرة اللاعب ، في الدوري الايطالي الارجنتيني زانيتي قائد فريق إنتر ميلان إقترب من 40 عام حوالي (37 عاما) يعني قدر هيثم مصطفي لو ما أصغر ، وهو من الحالات الشاذة في عالم كرة القدم ، كابتن الفريق وبلعب الشوطين وبحماس وحيوية وبفوز بجوائز نجومية ، وزانيتي يعتبر اسطورة ، والاساطير في كرة القدم بحسبوهم حساب خاصة اللاعبين المتقدمين في العمر ، في أفريقيا روجيه ميلا الكاميروني كان إسطورة لما لعب وعمره 40 سنة وعمل الفارق لمنتخب بلاده ، مع ملاحظة إنه كان بعمل الفارق لما يشارك في جزء من المباريات ، وده كلام غارزيتو لهيثم مصطفي حا ألعبك تلت ساعة وحاتعمل الفارق للفريق .
وطبعا المخضرم هيثم رفض وقال (لا) إلا مباراة كاملة ومابقعد إحتياطي ، في إنجلترا الإسكتلندي العجوز السير أليكس فيرجسون مدرب مانشستر يونايتد أقنع اللاعب الانجليزي المخضرم بول إسكولز بالعودة عن قرار الإعتزال ، وأصر علي إستمرار اللاعب الويلزي العجوز جيجز ، وهو يستفيد من خبراتهم في جزء من مباريات الدوري ، ويشركهم في مباريات الكأس ورابطة المحترفين في مباريات كاملة حسب أهمية المنافسة وإحتياجاته كمدرب .
لذا نجد الرؤية الفنية للاعب العجوز تكاد تتفق في الاستفادة من الخبرة في فترات زمنية محددة من المباراة ، وقد يشارك اللاعب المخضرم في مباريات كاملة في منافسات أقل مثل منافسة الكاس .
وتتفق الرؤية أيضا للاعب العجوز في التقييم المالي في سوق إنتقالات اللاعبين ، فكل ماتقدم العمر باللاعب تراجعت قيمته المالية ، لأن اللاعب ببساطة ليس في وضع عمري يجعل الاندية تتنافس عليه ، مثال اللاعب الايفواري ديديه دروجبا بعد مغادرته لفريقه السابق شيلسي إنتقل للعب في الصين لم يستمر مع فريقه الجديد ويبحث الآن عن نادي في إيطاليا وكيله قال اللاعب مطلوب من ميلان وجوفنتوس ، تصريحات من ميلان نفت أي رغبة في التعاقد معه ، ولم ينف جوفنتوس ، ودروجبا تجاوز في العمر الثلاثين عاما ،يعني لو كان  عمر دروجبا 27 عاما ، مؤكد ستتهافت عليه الاندية الاوروبية ، والاكثر تأكيدا أن إنتقال دروجبا لأي نادي في الدوريات الكبيرة لن يصل المبلغ لماكان يتقاضاه في ناديه السابق شيلسي ، لأن العمر كما ذكرت له أحكام .
عندنا في السودان اللاعب العجوز هيثم مصطفي ، كل المؤشرات العمرية تؤكد أنه لن يستطيع المشاركة مع ناديه الجديد المريخ الذي إنتقل إليه بعد (17 عاما) قضاها مع ناديه السابق الهلال ، في مباريات تنافسية كاملة خاصة الافريقية ، ولن يستطيع المشاركة في جزء أكبر من الدوري الممتاز ، إذا تعامل المدرب التونسي الكوكي بعقلية المدرب المحترف وليس المدرب المجامل ، ويمكن أن يعطيه الفرصة كاملة في مباريات الكأس ، فهيثم الذي يقترب من الاربعين عاما توقف تقريبا عن المشاركة التنافسية في الموسم السابق ، وغاب كثيرا في الموسم الذي سبقه ، وهذا سيؤثر بكل تأكيد في عطاء الموسم الحالي .
وقد لايصدق أحد في عالم المستديرة إذا علم أن بهذا الوضع أنه مازال يتقاضي أجرا للاعب في العشرينات من العمر ، وهو تقييم إداري وليس فني ، فقد تم تقييم اللاعب العجوز هيثم مصطفي وكان يقترب وقتها من 35 سنة من المجلس المعين السابق بمبلع 700 مليون ، وإستفاد اللاعب من عدم تقييمه ماليا في فترة صلاح إدريس ، ليقارنه المجلس بتقييم مجلس صلاح إدريس  للاعب المعز محجوب (700 مليون) والذي كان عمره وقت الاتفاق المالي 28 عاما ، وبعد شطبه من الهلال إستفاد اللاعب العجوز هيثم مصطفي ماليا من المريخ أكثر من إستفادته من الهلال وبتقييم إداري أيضا لاعلاقة له بالتقييم الفني ، لينال من المريخ حوالي مليار وربع المليار جنيه ، في الوقت الذي قيم فيه المريخ لاعبين أصغر وافيد للفريق بمبالغ في مجملها لاتساوي المبلغ الذي دفع لهيثم ( راجي .. بله جابر .. السعودي) ، ليصبح بفعل التقييم الاداري أغلي لاعب عجوز في تاريخ الكرة ، بمعيار تقييم اللاعب في السودان.

hassan faroog [hassanfaroog@hotmail.com]

 

آراء