أهل بيزنطا والبرهان .. من يكسب الرهان ؟

 


 

 

 

تعتبر متابعة رصد عدد حالات الاصابة بوباء الكورونا على خارطة العالم ضربا من المستحيل حتى من الصحف الالكترونية التي في حالة لهاث متواصل لمستجدات الاخبار أمام ارقام واحصائيات تتقافز على مدار الساعة وفم الفايروس القاتل النهم الشره مفتوح على مصراعيه هل من مزيد .. الخلاصة ان الأرقام القابلة للشطب والتعديل بين كل ساعة وأخرى تفيد بان حاجز الضحايا كما يقول تقرير وزارة الصحة الصينية تخطى حاجز الالف في اقليم هوبي الذي تعتبر عاصمته اوهان مركز الزلازل بعد وفاة 103 شخصا في يوم واحد وهو رقم قياسي يتم تسجيله لاول مرة منذ اكتشاف المرض في ديسمبر الماضي .

(2 )
يأتي هذا مواكبا لخارطة عن المرض بثت الرعب في العالم بعد أن كشفت بأن الآلاف من السياح القادمون الى الصين نقلوا المرض الى 400 مدينة في العالم ..يأتي هذا أيضا عشية زيارة وفد منظمة الصحة العالمية الى الصين للمشاركة في احتواء الداء الذي بلغت اصاباته حتى الآن 42729 شخصا .
(3 )
دراسة لجامعة ساوثمبتون البريطانية أوردتها صحيفة ديلي ميل الانجليزية كشفت ايضا النقاب عن أن 60 ألف من جملة 5 مليون زاروا المدينة المنكوبة مهددون بالاصابة بالمرض اللعين .الصحيفة تقول بأن المخاوف العالمية بشأن افريقيا تضاعفت بعد الكشف عن حالتين للاصابة في السودان وان كان قد تم نفيهما لاحقا من قبل السلطات الصحية السودانية الا اننا لا ندري حتى الآن عما اذا وجدت صرخات استنجاد الطلاب السودانيين الملتاعة في مدينة اوهان آذانا صاغية أو سقطت على آذان صماء
Falling on deaf ears
.. كما يقول التعبير الانجليزي فضلا عن ذلك فهناك اربعة حالات في جمهورية غينيا الاستوائية تم الاعلان.

(4
الخطر المحدق بقارة كأفريقيا أو كبلد مثل كالسودان ان القارة السوداء لا تمتلك أجهزة ومعينات فنية حديثة للتعامل مع المرض القاتل وعليه ولضعف البنية الصحية فان احتواء المرض أمر غاية في الصعوبة .يقول البروفيسور جون ايدموندز اخصائي العلوم الصحية وطب المناطق الاستوائية بجامعة ساوثمبتون انه بصرف النظر عن مايملكه بلد مثل السودان من امكانيات للتصدي للمرض فهي محدودة للغاية وبالتالي فمن الصعب السيطرة على الوباء وخاصة فان الفايروس الناقل يتمتع بقدرات هائلة للاختفاء ويتطلب فحوصات مستمرة واجهزة طبية متخصصة ومع ذلك فان الفحوصات ليست دقيقة 100% ..
( 5 )
الذي يهم هنا ان تقرير البروفيسور يفيد بأنه من الطبيعي أن يكون العدد المكتشف من المرض القاتل ماهو الا الجزء البارز من جبل ثلج يسبح فوق سطح المحيط مشيرا بأن العدد غير المكتشف يفوق العدد الحالي المكتشف عشرة مرات . هناك تقارير من منظمة الصحة العالمية تتحدث عن تحذيرات منها تناقص المخزون الكلي من الكمامات الطبية لزيادة الطلب العالمي عليها الامر الذي يعرض حياة الطواقم الطبية لخطر الاصابة وبالفعل فقد اصيبت جهود الصين لمكافحة المرض بمقتل بوفاة الدكتور لي ويليانج حامل لواء حملة المكافحة متأثرا بالفايروس .
(6)
الذي يضاعف ويضفي مزيدا من التعقيد على المشكلة في افريقيا العمالة الصينية التي تتواجد بكثافة في القارة حيث تنشط في مجالات التعدين والتشييد واكتشافات البترول ولا يمكن السيطرة على تحركاتها بطول القارة وعرضها بل أنها لا تستطيع الاستغناء عن خدماتها . المحزن الذي يسترعي الانتباه هنا في السودان انه في الوقت الذي اعلن فيه العالم كله من حولنا حالات طواريء قصوى تحسبا لاختراقات الفيروس المراوغ الخطير الذي غزا الآن كل اقاليم الصين وآخرها اقليم التبت فان الامر لا يشكل اولية تستدعى التحوط لدينا اذ ان الشغل الشاغل لأهل بيزنطا الآن لا يتجاوزالمليونيات ومعارك فرق النفخة الكذابة وحرق الاطارات وصراخ الهتافات والسير اما وراء البرهان حتى تل ابيب أو مواصلة البقاء في محطة آرثر بلفور واجترار ذكريات اللاءات الثلاثة .أعوذ بالله .
hassan.abozinab4@gmail.com

 

آراء