أين المخلوع

 


 

بشير اربجي
11 March, 2022

 

اصحي يا ترس -
من الطبيعي أن يغيب متهم عن إحدي جلسات محاكمته لسبب أو لآخر مع إبداء السبب المنطقي للمحكمة، لكن أن يتغيب متهم مثل المخلوع البشير عن 5 جلسات متتالية كما تقول الأخبار، ويكون الغياب عن جلسات محاكمة إنقلاب الثلاثين من يونيو 1989م التي تجاوزت محاكمته بها مع المتهمين الآخرين العامين، فهذا ما لا يمكن فهمه ابدأ أو التعامل معه باعتيادية أو حسن ظن، خصوصا وأن الأخبار والمبررات التي يمكن أن تصاغ فى هذا الغياب شحيحة جدا ومن الممكن أن نقول أنها معدومة إن شئنا الدقة، مثلها مثل أخبار احتجازه هو ومجرمي نظامه التي لا يعرف عنها أحد غير العسكر شيئا، فمنذ أن تم التحفظ على المخلوع فى مكان آمن كما قال ابن عوف وتبعه البرهان وحميدتي، لا يعرف أهل الضحايا وأسر الشهداء أي شيء عنهم كأنما هذه الجرائم غير خطيرة أو ارتكبها أشخاص غيرهم،
كذلك لاحظ الجميع كيف وقف قادة الإنقلاب العسكري الحالي سابقا بوجه تسليم المخلوع وشلة مجرميه المطلوبين للجنائية رغم التزام السلطة التنفيذية بذلك لمدعية المحكمة الجنائية الدولية أكثر من مرة، كما قاموا بضرب طوق من السرية والحماية كذلك لكل مجرمي النظام البائد حتى انقضوا على الثورة المجيدة بانقلابهم المشؤوم فى الخامس والعشرين من أكتوبر 2021م، فى خطوتهم الأخيرة التى لن يكون لهم بعدها بمحاولتهم الالتفاف على الثورة المجيدة، ولك أن تعلم عزيزي القاريء أن المخلوع متحفظ عليه الآن بغرفة فندقية بمستشفي علياء العسكري بامدرمان منذ 46 يوما بدعوي أنه مصاب بكورونا، مع العلم أن الفايروس لا يحتاج لفترة عزل تتجاوز الأسبوعين حسب منظمة الصحة العالمية، كما أن نائبه بكري حسن صالح يقبع هو الآخر فى غرفة ملوكية بنفس المشفي منذ 77 يوما بدون مرض ظاهر، حيث يقال أنه يعاني من مشاكل تنفسية هو الآخر.
فهل هذا الوضع الحالي للمخلوع ونائبه ومجرمي سلطته وحزبه البائد وضع عادي، وهل يمكن للصحفيين أن يذهبوا للإطلاع على أحواله أم أنها نفس الأوضاع السابقة حيث يتم إخراج الأخبار كما يريد قادة الإنقلاب العسكري السابق والحالي، والي متي سيواصل قائد الإنقلاب ومجموعته الانتهازية خداع الشعب السوداني وثواره الاماجد كما يظنون، والي متي سيلقون بالأكاذيب فيما يخص الثورة والتعامل مع أهدافها فى الحرية والسلام والعدالة، العدالة التي من أجلها قام البرهان بانقلاب عسكري فوق انقلابه القائم أصلا، وهل يعتقد قادة الإنقلاب العسكري أن الشعب السوداني لا يعلم أنهم يكذبون، وأنهم فى سبيل التستر على جرائمهم منذ فض الإعتصام وقبلها وبعدها يمكنهم فعل أي شيء،
عموما الشعب السوداني وثواره يعلمون ما يحدث ويعرفون أن ما حدث فى الثالث عشر من أبريل العام 2019م كان قطعا للطريق على الثورة المجيدة، لكنهم مدوا حبال الصبر عل العسكر يرعووا ويثوبوا لرشدهم ويحققوا للشعب رغبته فى الحكم المدني الديمقراطي منذ الإستقلال، لكن يبدو أن الانقلابيون فهموا الرسالة خطأ واعتبروها ضعف من قبل الشعب السوداني لذلك واصلوا فى خططهم لضرب الثورة المجيدة، لكن هاهي لجان المقاومة والقوي الوطنية بالبلاد عقدت العزم وجددته لأجل اسقاطهم بشكل واضح، والصراع بينها وبين العسكر أصبح مكشوفا أكثر من أي وقت مضي، لذلك ستواصل فى طريق الثورة المجيدة وتأتي بالمخلوع ومن يتستروا عليه وتحاكمهم جميعا قريبا جدا، وساعتها سيعلم الذين ظلموا أي منقلب سينقلبون.
الجريدة

 

آراء