أين هى الحكومة؟

 


 

 


tahamadther@gmail.com

 

(1)

دعونا نتفق بان الديكتاتورية شئ بغيض وكريه.لا تقبله النفس البشرية إلا على مضض.
وبالقوة الجبرية وبالغصب.كما ان الديكتاتور شخص بغيض وكريه وذميم.بل هو مثل الشخص الجبان مكروه حتى من قبل والدته.وإن لم تبد ذلك او تصرح به .خوفا من بطشه وجبروته.والتاريخ يحدثنا عن طغاة وديكتاتورين بطشوا باقرب الاقربين اليهم.فى سبيل تعضيض سلطتهم.وبقائهم فى المنصب.
(2)
ودعونا لا نختلف بان الديمقراطية.فطرة إنسانية راقية.وان الحاكم الديمقراطى محبوب من قبل انصار الديمقرااطية.لان الديمقراطية هى مطلب إنسانى راق.يسعى ويهرول اليها البشر.محاولين خطب ودها.وطلب بدها.مهما كان كلف ذلك من إراقة دماء.وإستشهاد.
وفى سيبل الديمقراطية.تهون الانفس.
(3)
وبالضرورة ان الديكتاتورية.لها برنامج مصاحب.هو العبودية.والخنوع والركوع.والتسبيح.
والتحميد بامر الديكتاتور.وتمجيده.والتهليل والتكبير له.كما كانوا يفعلون للديكتاتور المخلوع البشير.بينما الحاكم الديمقراطى له ايضا برنامج مصاحب.من حرية تعبير وتفكير.وحرية الاختلاف معه.وعزله متى ماراى غالبية الشعب ذلك.
(4)
ولكن نحن شعب غريب.وعجيب.بل ان ملك الطب النفسى الصديق فرويد.ليقف عاجزا عن فهم طبيعة وسلوك الشعب السودانى.ففى عهد الديكتاتور البائد.كان نهاب ونخشى عماله وولاته.وكنا مثلا.لا نفرش البضائع بكل اشكالها وانواعها فى الاسواق.على مدار اليوم.بل كنا ننتهز فرص غياب(باشابوزق الديكتاتور)و عمال وولاة النظام البائد.ونفرش البضائع.اى كان هناك وقت محدد.نفرش فيها البضائع فى الاسواق.دون ان نخاف من (الكشات الانكشارية)التى إذا قبضت على احد الفريشة.
فانها تصادر بضاعته.وربما تدفعه غرامة للمخالفة.ولكن اليوم وبعد قيام الثورة المباركة.
صارنا لا نخاف من الديمقراطية ومن الحكم الديمقراطى..وصارت كل اجزاء السوق لنا مكانا لعرض البضائع.ففى كل شبر ترى سلعة معروضة.وفى كل (فرقة)تجد عارض لسلعة ما.بل لا نبالغ إذا قلنا ان البائعين والبائعات.هم أكثر من المشترين والمشتريات!!
فصارت الفوضى هى عنوانا بارزا لاسواقنا!!.والويل والثبور.لك إذا قلت او طالبت بحسم تلك الفوضى.فانك ستتهم انك من بقايا النظام البائد.وانك تريد ان تضيق على المواطنين.وان مصالحك التجارية قد تضررت من هولاء الفريشة.وانك تريد ان تقطع رزقهم.
(5)
ولكن نقول ايها الناس أنتم تخافون من الديكاتورية.ولا تحترمون الديمقراطية.أنتم تخشون العبودية.وتسيئون الى الحرية.وبعد الثورة .صارت الحرية.تعنى مخالفة القوانين.وتعنى اننى حر.اعرض بضاعتى كيف ما اريد.الحرية صارت تعنى ان صاحب المركبة او الرقشة حر.ان يوقف عربيته او رقشته فى عرض الطريق.وهو يعلم ان ذلك مخالف لقوانين المرور.
ولكنه يقول لك (يا اخى انا حر)ونقول له الحرية لا تعنى الفوضى.ولا تعنى ان تنتهك عرض الاسواق والشوارع.وتستبيحها كيف ماتريد.الحرية تعنى الالتزام بالقوانين .وان الحرية لا تعنى ان تبسط الحكومة يدها كل البسط.وتتجاهل فرض هيبتها.وتجعل يدها مغلولة الى عنقها خوفا من غضب وثورة الذين إستغلوا اسم الحرية ووعبثوا به كما يريدون.فالحرية بغير إلتزام هى فوضى.أحسموا فوضى الاسواق.قبل.ان تصبح الفوضى.بديلا للنظام.
والسؤال التقليدى يقول.الى أين ذاهبة الحكومة؟ولكن السؤال الاصلى يقول أين هى الحكومة؟
/////////////////

 

آراء