عبد القادر محمد احمد/ المحامي
aabdoaadvo2019@gmail.com
أنا آسف، يا أمي… السفينة غرقت بنا.
كانت كل أحلامي بحجم علبة دواء للقولون لكِ، وثمنِ تصليح أسنانك.
آسف، يا حبيبتي، لأني بنيتُ لكِ بيتًا من الوهم.
آسف، يا أخي، لأني لن أرسل لك الخمسين يورو.
آسف، يا أختي، لأن الهاتف الذي حلمتِ به لن يصلكِ.
(أنا لستُ آسف لأني غرقت؛ فقد ارتحتُ وريحت.)
هذه آخرُ كلماتِ مهاجرٍ سودانيٍّ ابتلعه البحرُ هربًا من الحرب؛ كلماتٌ تختصر وجعَ الوطن،
وكأنه يقول، نيابةً عن كل الضحايا:
أيها السودانيون المتحاربون، والمتفرجون ببرود، والمنتظرون نتيجةَ الحرب لتصفقوا،
أيها العالمُ المتحضّر: تبا لكم جميعًا، لن نسامحكم.
سودانايل أول صحيفة سودانية رقمية تصدر من الخرطوم