إتحاد المهن الموسيقية (نادي الفنانين): جار السوء ما بين الطرب والتعب

 


 

 

حي الموردة شرق الذي أشتهر بفريق ريد، يعتبر أحد أعرق الأحياء الأمدرمانية، سكانه يشكون لطوب الأرض من معاناتهم مع هذا الغرس الشيطاني الذي احتل واجهتهم النيلية.

عند تشييد دار الفنانين في أحد ساحات حي الموردة شرق، بعد أن فرضته عليهم دكتاتورية 25 مايو، تقبله أهل الحي على مضض، ومنهم  من استبشر به خيرا باعتبار أنه سيكون منارة ثقافية وصرح معرفي سيضفي على المكان بعض من بريقه وألقه، فهو الدار الذي سيجمع شمل عمالقة الطرب والغناء في السودان، أحمد المصطفى، محمد وردي، عثمان حسين، زيدان إبراهيم أبوعركي البخيت، محمد الأمين وسيكون ملتقاً للأدباء وشعراء الأغنية وملاذاً لقبيلة المبدعين، توقعوا قيام الندوات التثقيفية وجلسات الاستماع والالتقاء مع رموز الغناء والموسيقى، لكن منذ اللحظة الأولى انطوى النادي على اعضاءه من أصحاب المهن الموسيقية أتخذوه مكان للتجمع ينطلقون منه لأحياء الحفلات ومناسبات الأفراح، وأغلق أبوابه أمام سكان الحي وتحمله السكان كضيف ثقيل، لكنه في الفترة الأخيرة تحول من ضيف ثقيل إلى ضيف مزعج ومؤذي بطريقة لا يمكن تحملها لقد تغير نشاطه من ناد أو مجمع لأهل الغناء والموسيقى إلى مركز تجاري فتح الطريق لمستثمرين نهمين لا يهمهم سوى الكسب والتربح استقلوا "فوضى الطناش" بالشئون الهندسية بولاية الخرطوم فأقاموا ودون تراخيص صالة أعراس على الهواء الطلق وفندق ومداخل تتعدي على الطريق العام واشياء أخرى لا علاقة لها البتة بالغرض والهدف الذي منحو من أجله قطعة الأرض كمركز ودار وملتقى لأهل الغناء ونقابة للموسيقيين.

فهم كجيران لا يراعون حرمة لجار ولا يعطون حقاً لجيرة، فمثلا تجد أقرب البيوت إليهم قد نصبوا صيوان عزاء في فقد عزيز لديهم وأبواق مسرح الأعراس تعلوا بالغناء السمج في كأنهم في جزيرة منعزلة وليس وسط حي شعبي يراعي ويعاضد بعضهم بعضا. وزيادة في الكيد يرمون القمامة ونفايات الأعراس في الطريق العام بلا مبالاة بالبيئة أو الصحة العامة.

وتمثل الضرر الأكبر في مخلفات البناء العشوائي بالدار بعد إقامة الفندق والمسرح المفتوح حيث تم رمي مخلفات البناء في الطرق التي تحيط بالدار الأمر الذي جعل السير فيها سواء كنت راكباً أو ماشياً أمراً من الصعوبة بمكان، أما المنازل التي تحيط بالدار فصارت دون مستوى الشارع تتحول في الخريف الى برك ومستنقعات، واكتملت المأساة بثالثة الأثافي في طفح مياه مجاري الصرف الصحي بالنادي التي تتدفق امام بيوت الجيران ناشرة للأمراض والأوبئة والروائح النتنة.

فإلى متى يتحمل أهل الحي وقد تقدموا بالشكوى إلى المسئولين على كافة المستويات وفي كل العهود لكن لا أذن لمن تنادي.

يقال إن الفن إحساس، فلا ندري أمر القائمين على النادي، كيف يستقيم أن يكونوا فنانين ولا يحسون بمعاناة أقرب الأقربين إليكم ألم يسمعوا قول الحبيب المصطفى " مازال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننت انه سيورثه".

عن سكان حي الموردة شرق :

حاتم محمد العوض

 0912390080


jettatt@hotmail.com

 

آراء