——————————— "ما أكثر العبر وما أقل الإعتبار" ،،،، الإمام علي بن أبي طالب ،،،،،
✍️ إن النهاية التراجيدية التي إنتهي إليها الرئيس التشادي الراحل / إدريس ديبي "٦٩" عاماً والذي ظل يحكم جمهورية تشاد منذ العام ١٩٩١ بعد قيادته ثورة مسلحة أطاحت بحكم الرئيس الأسبق حسين حبري، لم يكن مفاجئا للمراقبين، بل كان متوقعاً في أيّ لحظة حسب مجريات الأحداث وتقلبات حكم الرئيس الراحل خلال سني حكمه المليئة بالتقلبات والبراغماتية والعنف والدماء شأنه شأن كل الطغاة الذين يقرأون من نفس الكتاب ويكررون نفس الأخطاء وجميعهم مثل ملوك البوربون لا ينسون شيئاً ولا يتعلمون شيئاً حتي يشرب آخرهم بكأس الأول وينال الخلف مصير السلف ثم يأتي آخرون يسلكون نفس المتاهة وينتهون بذات المصير وما بين بداياتهم ونهاياتهم تهاوت عروش وإنهارت دول وضاعت شعوب وأمم وتعطلت كل مشاريع البناء والتنمية!
?إن الحقيقة التاريخية تقول بأن إدريس ديبي كان دكتاتور طاغية حكم تشاد بالقبضة الحديدية داهن معارضيه ثم غدر بهم تنكيلاً وتصفية وبرع في إستخدام أساليب الطغاة القذرة في التودد والتقرّب للخصوم قبل التنكر ثم الإجهاز عليهم حتي يخلو له الساحة ليبقي في سدة الحكم لأكثر من ثلاثة عقود يلغي في الدستور ويزيّف في الإنتخابات تحيط به ثلة من الفاسدين وجوقة من المطبلين "لا يسبقونه بالقول وهم بأمره يعملون" حتي ظنّ نفسه مبعوث العناية الإلهية للشعب التشادي ولسان حاله يقول : " لا أريكم إلا ما أري "
☀️لقد كَثُرت في السنوات القليلة الماضية الدروس والعبر والأمثال في هذه المنطقة " وتلك الامثال نضربها للناس لعلهم يعقلون" ! ولكن من قال إن الطغاة من العاقلين ؟؟! لقد قدّم لهم صدام حسين درساً مجانياً وراح ضحية الجبروت والغباء وجنون العظمة ودمّر كل ما بناه في بلاده وأعاده إلي العصور الحجرية وراح مقتولاً وترك وطناً فاشلاً وشعباً ممزقاً وحضارة مدمرة !! ثم لحقه الطاغية التونسي زين العابدين بن علي والذي مات منفياً !! ثم لحقهم الفرعون المصري حسني مبارك والذي أطاح بكل المنافسين المحتملين عسكر ومدنيين مثل المشير اللامع أبو غزالة والدبلوماسي الحاذق عمرو موسي ليفتح الطريق لتوريث أبنه جمال ... ثم أنتهي ميتاً في السجن ! ولم تكن أربعة عقود من الحكم كافية للتعلم والحكمة لطاغية ليبيا معمر القذافي الذي تخلص من كل رفقاءه قبل خصومه عن طريق القتل كما حدث لبعض قادة الثورة بعد النجاح عام ٦٩، والإقامة الجبرية ( عبدالسلام جلود) والتهميش مع منح المال (مصطفي الخرّوبي والخويلدي) أو دور الكومبارس فقط (أبو بكر يونس جابر) وليفتح الطريق لتوريث إبنه وفي الأخير إنتهي مقتولاً بعد الإغتصاب!! وترك أسرته مشتتة ووطناً فاشلاً ممزقاً رغم النفط!! ثم دارت الساقية علي ثعلب اليمن علي صالح والذي أطاح بالجميع لمصلحة إبنه أحمد ثم إنتهي مقتولاً وترك وطناً فاشلاً يسكنه الجوع والموت والخراب!!! ثم جاء الدور علي طاغية السودان البشير الذي حوّل السودان مملكة لأبناء حسن أحمد البشير فإخوته وزوجته وداد بابكر إحتكروا الإقتصاد وكل شيء وباعوا حتي الجنسية السودانية وتحول ما يسمي بالحركة الإسلامية او المؤتمر الوطني الذين يستأسدون علي الشعب مجرد أشباه الرجال ولبوات في حضرة "الأسد النتر" الذي أطاح بالجميع عسكريين ومدنيين سواء بالقتل أو السجن أوالإقالة ولم يسلم حتي كبيرهم الذي أدخله القصر رئيساً وذهب هو إلي السجن حبيساً !!! وغيّر الدستور وأعلن نفسه مرشحاً لولاية سادسة ولم يستطيع أيّ من (أشباه رجال) حزبه منعه او الإعتراض عليه حتي وصل الشعب إلي نقطة اللا عودة وإقتلعه وإقتلعهم، وإنتهي به الأمر في السجن "حبيساً" ! وفي التاريخ القريب لدول الجوار هناك منقستو هايلاماريام في أثيوبيا وموبوتو في الكنغو وربما في الطريق أفورقي أريتريا ،،،،
✍️أن القاسم المشترك بين كل هؤلاء الطغاة هو ضعف من حولهم من الرجال علي الرغم من تجبرهم علي الشعب الأعزل وتهديدهم له ( ألحس كوعك ، الزارعنا غير الله يجي يقلعنا ، عندنا كتائب ظل، و و الخ) وهم الذين يفشلون في وضع حد لطغيانهم أو تكبيلهم بالدستور والتأسيس لديمقراطية مستدامة وأستقرار ثابت ، لكن عوضاً عن ذلك يتحول الحزب إلي مجرد صنم أجوف والقوات النظامية مجرد سدنة وحرّاس لشخص ويتحول المثقفين والإعلامين إلي مطبلين وحارقي بخور ورجال الدين إلي علماء سلطان وتيوس مستعارة وجميعهم " يدعونه رغباً ورهباً وهم له خاشعين " ويا عيب الشوم!! فأسقطهم ثنائية "الفساد والتوريث). قبل الختام:— إحذروا من إنقلاب البرهان فإن من يعين ظالماً يسلطه الله عليه وسوف يصبح أول ضحاياه ،،،،، ولابد من العدالة والديمقراطية والمدنية ولو طال الزمن.