إعدام يا .. إمام !!
د. زهير السراج
5 July, 2013
5 July, 2013
مناظير الجمعة 5 يوليو 2013
drzoheirali@yahoo.com
* تحدث الصادق المهدى امام المنتدى الدورى لوزارة الصحة الاتحادية قبل ثلاثة ايام رافضا الفتاوى الدينية التى شبهها بالاسهال حول موضوع استخدام الواقى الذكرى كوسيلة لمكافحة الايدز ومطالبا بقيام مجلس قومى استشارى لمكافحة الايدز معززا ذلك بضرورة ادخال الثقافة الجنسية فى المقررات الدراسية، وهو محق غير انه أخطأ باقتراح ربط القبول فى الجامعات ومؤسسات التعليم العالى والتعيين فى الوظائف باجراء فحص الايدز !!
* قد يكون اقتراحه ناجما من حرص على صحة الناس وحمايتهم من هذا المرض الفتاك، ولكنه أخطأ من حيث لا يدرى لتعارض هذا المقترح مع خصوصية الانسان وعلى الاخص المعلومات الطبية التى تشرع معظم الدول قوانين صارمة لحمايتها ومنع افشائها وتداولها واستخدامها الا فى اضيق نطاق ممكن وبموافقة صاحبها ..!!
* وبالنسبة لمرض الايدز فان القوانين اكثر صرامة حيث انها تمنع منعا باتا انتهاك حقوق المرضى او حاملى الفيروس باى شكل من الاشكال وعدم التمييز بينهم وبين افراد المجتمع الاصحاء سواء فى المعاملة او الحصول على التعليم او الوظائف او اى نوع اخر من الحقوق والا عُد ذلك جريمة يعاقب عليها القانون ..، كما يمنع اى نوع من العزل للمرضى او افشاء اى معلومات عنهم او اصدار قانون يرغمهم على الادلاء بمعلومات قد تؤدى للاساءة اليهم والاضرار بحقوقهم !!
* وفى نفس الوقت فهنالك قوانين تعاقب مريض الايدز إذا أقام علاقة جنسية مع شخص آخر ونقل اليه المرض بدون أن يخطره بمرضه إذا كان على علم به، وفى ذلك حماية قانونية كافية للطرف الآخر لا تحتاج الى ارغام الناس على اجراء فحص الايدز او او الضغط عليهم بأى طريقة للإفشاء عن اسرارهم الطبية، وبالطبع فان الحماية الحقيقية تكون فى انتشار المعرفة والثقافة والامتناع عن اقامة العلاقات الجنسية المتعددة والمفتوحة ..!!
* إذا طبقنا مقترح الصادق المهدى فإننا نكون أفشينا معلومات طبية يمكن ان يترتب عن افشائها اضرار كثيرة، وعلى سبيل المثال الحرمان من التعليم او الوظيفة، كما يطالب الصادق، وفى هذا اجحاف كبير على المريض وانتهاك واضح لحقوقه !!
* اضافة لذلك فان افشاء المعلومات لجهات غير مخول لها الاطلاع عليها او وضعها بملف الطالب او ملف الخدمة أو بأى قاعدة بيانات أخرى فيه انتهاك كبير للخصوصية يمكن ان تترتب عليه أضرار نفسية ومجتمعية على المريض، خاصة ان الاتصال الجنسى ليس هو الوسيلة الوحيدة لانتقال المرض، فما ذنب المريض حتى يحرم من حقوقه اذا لم ينتقل اليه المرض عن طريق الجنس، بل ما ذنبه حتى لو حدثت الاصابة عن طريق الجنس الا اذا كان الايدز جريمة يعاقب عليها القانون !!
* ان اطلاق مثل هذه المقترحات بدون التفكير فى عواقبها خاصة من شخص فى مقام السيد الصادق المهدى قد يقود الى العمل بها وانتهاك خصوصية المرضى وحقوقهم، كما قد يؤدى الى ربط خدمات وحقوق كثيرة فى المجتمع بفحص الايدز خاصة فى وجود من اتهمهم الصادق باصدار( فتاوى الاسهال) الذين يمكن ان يتبنوا الاقتراح ويوسعوا دائرته ويضغطوا لتطبيقه وهنا نكون قد حكمنا على المرضى بالاعدام او فى احسن الاحوال الى عزلهم عن المجتمع وهو ما يحاول كل العالم العمل على تفاديه واتاحة حياة طبيعية للمصابين ..!!
صحيفة (الجريدة) السياسية اليومية
www.aljareeda-sd.net/en/day/