إفطار الكيزان واستغلال الدين وتغييب الوعى

 


 

د. زاهد زيد
19 April, 2021

 

 

 

كأي عمل للكيزان لا يخلو من الرياء والتسميع والتكسب الرخيص من ورائه، ولا شك في أن ما أقدم عليه ناشطوهم من إفطار جماعي ، لم يكن الغرض منه إلا استعراض أنهم لازالوا أحياء يتنفسون .
يريدون إيصال تلك الرسالة ، وليس لهم من غرض غيرها ، فكل الظروف لا تساعد العاقل على أن يقدم على ما أقدموا عليه .
فلا يهمهم الظرف الصحي الذي يمر به كل العالم ، والقيود التي وضعت عالميا للحد من التجمعات ، كل ذلك في تقديرهم الضعيف ليس بشيء .
ولا يهمهم هذا الرفض الكبير لهم من الشارع ، فقد مضت فترة قصيرة جدا بين اسقاط نظامهم والاجماع على رفضه وبين الوهم الذي لازال معشعشا في رؤوسهم بعودة يحلمون بها .
لا وازع من دين ولا أخلاق يمكن أن يعيد هؤلاء القوم إلى صوابهم ، فمن من العقلاء يرى عودة للعهد المباد بعد كشف عوراتهم ؟ وما فعلوه في البلد لم يزل ينخر في جسده الضعيف .
من الواضح للعيان أن هذا التجمع يخبر بأشياء يجب أن توضع نصب أعين الثوار :
أولها أن هذا التنظيم نبت سرطاني ، من الصعب التعامل معه إلا بالصرامة والشدة ، التراخي والطبطبة لا تجدي معهم فتيلا .
ثانيا : يجب تسليم قادتهم من متهمي الإبادة الجماعية فورا للاهاى ، ما دمت الحكومة بنائبها العام ورئيسة قضائها عاجزة عن تقديمهم بتهم حقيقية يعرفها الطير في الخلاء .
ثالثا : على الحكومة المرتجفة أن تعلم أنه إذا وجد هؤلاء فرصة في القفز على الحكم فسيعلقون المشانق لهم في الطرقات ، بدون أي تردد ، وحينها سيعلمون نتيجة تراخيهم وعجزهم .
إن تنظيم الكيزان اللئام ، ما هو إلا نسخة أخرى من داعش ومن نظام الملالي الايراني ، وإن اختلفت الأشكال والصور .
فمعروف علاقتهم مع القاعدة وقادتها ، ومعروف علاقتهم مع إيران وملاليها .
والأخطر هو تلونهم بما يخدم بقاءهم ، وكلها تكتيكات ، فمن ناحية كانوا على علاقة بنظام مبارك وهم الذين تآمروا على قتله .
وكانوا سمنا على عسل مع إيران ، وهم من استقدم سفنها الحربية لموانئنا وفتحوا لهم الجسينيات والمكاتب للتبشير بالتشيع في بلادنا السنية ، ثم انقلبوا عليها ، وتوجهوا للسعودية والإمارات فأرسلوا جنودهم لقتال الحوثي الشيعي مقابل المال .
وكانت لهم صولات وجولات في أريتيريا والصومال وتشاد والنيجر وأفريقيا الوسطي . لقد دمروا علاقتنا الخارجية أسوأ تدمير ، بعدم المصداقية واللعب في أمننا القومي .
لن نتكلم عن وضعنا في قائمة الدول الراعية للارهاب ، ولن أتكلم عن بيع الجنسية السودانية لمن يدفع ، كل هذا معلوم ومسطر .
أما الداخل فكل مواطن يشعر بالدمار الذي خلفوه ، ولا نريد أن نكرر ما نحسه ونشعر به كل يوم في حياتنا من معاناة وضيق وأزمات ، سببها كلها هؤلاء الذين يحتفلون برمضان ، ويرددون بلا حياء الشعارات الإسلامية ، والإسلام منهم براء ، كبراءة الذئب من دم ابن يعقوب .
من اجتمع ذاك اليوم للافطار ، لم يكن منهم ما يعنيه الإسلام في شيء ، كلهم ما عدا المغرر بهم ، إما من المنتفعين أو اللصوص أو أصحاب المصلحة ، لا يمكن لسوداني أصيل رضع من لبن أمه بالحلال وعمل بيده ليقتات بالحلال أن يتواجد بين اللصوص والسارقين والقتلة .
هذه الطائفة منبوذة محليا وعالميا ، لا يطمئن لهم أحد ، كانت تركيا آخر ملاذ لهم ، ولكن خبثهم أوصل قادة تركيا – وليس – أردقان الكوز إلى طردهم شر طردة ، فالخراب يحل معهم أينما وجدوا ، لا أمان لهم ولا دين يرشدهم ولا أخلاق تمنعهم .
وهم بكل تأكيد إبتلاء عظيم لأمتنا ، وعلى الجميع مواجهتهم كأي وباء سرطاني أو فيروس خطير .

zahidzaidd@hotmail.com

 

آراء