كأي عمل للكيزان لا يخلو من الرياء والتسميع والتكسب الرخيص من ورائه، ولا شك في أن ما أقدم عليه ناشطوهم من إفطار جماعي ، لم يكن الغرض منه إلا استعراض أنهم لازالوا أحياء يتنفسون . يريدون إيصال تلك الرسالة ، وليس لهم من غرض غيرها ، فكل الظروف لا تساعد العاقل على أن يقدم على ما أقدموا عليه . فلا يهمهم الظرف الصحي الذي يمر به كل العالم ، والقيود التي وضعت عالميا للحد من التجمعات ، كل ذلك في تقديرهم الضعيف ليس بشيء . ولا يهمهم هذا الرفض الكبير لهم من الشارع ، فقد مضت فترة قصيرة جدا بين اسقاط نظامهم والاجماع على رفضه وبين الوهم الذي لازال معشعشا في رؤوسهم بعودة يحلمون بها . لا وازع من دين ولا أخلاق يمكن أن يعيد هؤلاء القوم إلى صوابهم ، فمن من العقلاء يرى عودة للعهد المباد بعد كشف عوراتهم ؟ وما فعلوه في البلد لم يزل ينخر في جسده الضعيف . من الواضح للعيان أن هذا التجمع يخبر بأشياء يجب أن توضع نصب أعين الثوار : أولها أن هذا التنظيم نبت سرطاني ، من الصعب التعامل معه إلا بالصرامة والشدة ، التراخي والطبطبة لا تجدي معهم فتيلا . ثانيا : يجب تسليم قادتهم من متهمي الإبادة الجماعية فورا للاهاى ، ما دمت الحكومة بنائبها العام ورئيسة قضائها عاجزة عن تقديمهم بتهم حقيقية يعرفها الطير في الخلاء . ثالثا : على الحكومة المرتجفة أن تعلم أنه إذا وجد هؤلاء فرصة في القفز على الحكم فسيعلقون المشانق لهم في الطرقات ، بدون أي تردد ، وحينها سيعلمون نتيجة تراخيهم وعجزهم . إن تنظيم الكيزان اللئام ، ما هو إلا نسخة أخرى من داعش ومن نظام الملالي الايراني ، وإن اختلفت الأشكال والصور . فمعروف علاقتهم مع القاعدة وقادتها ، ومعروف علاقتهم مع إيران وملاليها . والأخطر هو تلونهم بما يخدم بقاءهم ، وكلها تكتيكات ، فمن ناحية كانوا على علاقة بنظام مبارك وهم الذين تآمروا على قتله . وكانوا سمنا على عسل مع إيران ، وهم من استقدم سفنها الحربية لموانئنا وفتحوا لهم الجسينيات والمكاتب للتبشير بالتشيع في بلادنا السنية ، ثم انقلبوا عليها ، وتوجهوا للسعودية والإمارات فأرسلوا جنودهم لقتال الحوثي الشيعي مقابل المال . وكانت لهم صولات وجولات في أريتيريا والصومال وتشاد والنيجر وأفريقيا الوسطي . لقد دمروا علاقتنا الخارجية أسوأ تدمير ، بعدم المصداقية واللعب في أمننا القومي . لن نتكلم عن وضعنا في قائمة الدول الراعية للارهاب ، ولن أتكلم عن بيع الجنسية السودانية لمن يدفع ، كل هذا معلوم ومسطر . أما الداخل فكل مواطن يشعر بالدمار الذي خلفوه ، ولا نريد أن نكرر ما نحسه ونشعر به كل يوم في حياتنا من معاناة وضيق وأزمات ، سببها كلها هؤلاء الذين يحتفلون برمضان ، ويرددون بلا حياء الشعارات الإسلامية ، والإسلام منهم براء ، كبراءة الذئب من دم ابن يعقوب . من اجتمع ذاك اليوم للافطار ، لم يكن منهم ما يعنيه الإسلام في شيء ، كلهم ما عدا المغرر بهم ، إما من المنتفعين أو اللصوص أو أصحاب المصلحة ، لا يمكن لسوداني أصيل رضع من لبن أمه بالحلال وعمل بيده ليقتات بالحلال أن يتواجد بين اللصوص والسارقين والقتلة . هذه الطائفة منبوذة محليا وعالميا ، لا يطمئن لهم أحد ، كانت تركيا آخر ملاذ لهم ، ولكن خبثهم أوصل قادة تركيا – وليس – أردقان الكوز إلى طردهم شر طردة ، فالخراب يحل معهم أينما وجدوا ، لا أمان لهم ولا دين يرشدهم ولا أخلاق تمنعهم . وهم بكل تأكيد إبتلاء عظيم لأمتنا ، وعلى الجميع مواجهتهم كأي وباء سرطاني أو فيروس خطير .