إلا المؤتمر الوطني !!

 


 

بشير اربجي
3 October, 2022

 

أصحى يا ترس -
كثيرا ما نسمع قائد الإنقلاب العسكري المشؤوم عبد الفتاح البرهان يقول هذه الجملة في خطاباته أمام القوات النظامية التي لا يخاطب سواها، وظل قائد الإنقلاب يكررها بطريقة غريبة جدا في كل أحاديثه حتى الخطاب الذى قرأه بالجمعية العامة للأمم المتحدة، لكن ما هو واضح وتنبيء به مجريات الأمور بعد عام كامل من الإنقلاب العسكري المشؤوم وأكثر من ثلاثة أعوام من حكم البرهان للبلاد بالحديد والنار، أن قائد الإنقلاب كان يكرر هذه الجملة وهو يقصد نقيضها تماما حيث لا يزال يقوم بحماية كوادر النظام البائد، ويخرجهم قضاته من السجون ويقوم وكلاء النيابة بالقبض على الثوار وعضوية أحزاب قوي الثورة المجيدة، كما أن أعضاء مجلسه السيادي الذي لا سند قانوني له يقومون بفك حجز كل حسابات عضوية النظام البائد المجرمين، وهذا دون أن ننسى أيضا أن من عينهم ومن أعاد تعيينهم فى المحكمة العليا عقب فصلهم عبر لجنة تفكيك نظام الثلاثين من يونيو 1989م يقومون الآن بنقض كل قرارات اللجنة على قرار القاضي أبو سبيحة،
لكن يبدو أن البرهان والفلول اعتقدوا مؤخرا أن الأمر استتب لهم لذلك صرنا نسمع بعودة الفلول من تركيا والقاهرة وغيرها من العواصم التى هربوا لها بأموال الشعب السوداني، فها هم أنصار أحد الفلول والمتهم بالسرقة (الـ5مليون دولار) التي لا تحتاج لدليل بعد أن أقر بها المخلوع أمام المحكمة وحوسب عليها يعلنون نيتهم استقباله مثل ما أستقبل (كيزان) شرق السودان ايلا رغم بلاغات الفساد ضده، ورغم ثورة الشعب السوداني التي يحاول البرهان الالتفاف عليها الآن وإعادة الفلول للحكم كان شيئا لم يكن، وكأن الشهداء لم يقدموا أرواحهم للتخلص من حكم الحركة المتأسلمة المجرمة وإعادة أموال الشعب السوداني من كوادرها،
لكن لماذا امتلكت الجرأة قائد الإنقلاب العسكري المشؤوم الآن وليس قبل ذلك، هل خدعته النفس الإمارة بالسوء وروادته أحلام الأجداد مرة أخرى فقرر أن يكون حصان طراودة الذي يحمل بداخله الفلول؟، وإن قرر ذلك ألا يعلم قائد الإنقلاب المشؤوم أن الشعب السوداني وثواره الأماجد هتفوا مليا بعبارة قوية رددوها على مدي سنوات (أي كوز ندوسه دوس) وأنهم جادون في تنفيذها ولو كلفهم ذلك أرواحهم جميعا، فلن يقبل الشعب السوداني وثواره الأماجد أن يعتلي الفلول للسلطة أي كانت درجتها دنيا أو عليا وإن حصدهم رصاص البرهان جميعهم، وباطن الأرض خير للشعب السوداني وثواره الأماجد من ظاهرها إن كان ذلك مقابل عودة القتلة اللصوص من فلول النظام البائد.
والشعب السوداني جميعه يعلم أن البرهان حينما يقول إلا المؤتمر الوطني البائد، أنه يقصد ألا يقربن أحدا من الفلول وأنهم سيكونوا تحت حمايته، لذلك خرجوا جميعا من جحورهم بعد أن قام بانقلابه المشؤوم، وهو وهم لا يعلمون أن الشعب السوداني وثواره الأماجد سيهبون لاقتلاعهم جميعا لأن مثل هؤلاء القتلة لا ينبغي أن يكونوا مواطنين حتى، لكن البرهان ومجموعته يزيدون عليهم كيل بعير حيث أنهم بفعلتهم هذه سيقرر الشعب السوداني وينفذ فورا إبعاد الفلول والعسكر وكل من عمل معهم فى عهدهم البغيض.
الجريدة

 

آراء