إلغاء المفوضية والتحكيمية … شداد ينتصر للأهلية والديمقراطية

 


 

حسن فاروق
7 January, 2013

 

أصل الحكاية

( قرر مجلس إدارة الإتحاد العام في إجتماعه إخطار الجمعية العمومية بكل ملاحظات الإتحاد الدولي حول النظام الأساسي للإتحاد السوداني والتي تستوجب مواكبة وتعديل ومواءمة النظام الاساسي للفيفا في أعقاب التوجيهات التي صدرت من الإتحاد الدولي والتي تسلمها الاتحاد قبل ثلاثة أعوام وقرر الإتحاد إخطار الجهات المعنية وعلي رأسها وزارة الشباب والرياضة الإتحادية ممثلة في الوزير من أجل إزالة أي مواد تتعارض وتعيق تعديلات النظام الأساسي ليتوافق مع النظام الأساسي للإتحاد الدولي وقرر المجلس تأجيل مناقشة أي مقترحات بخصوص تعديلات النظام الأساسي إلي حين إزالة التعارض في قانون الشباب والرياضة لسنة 2003 والمضي قدما في جعل هذه الملاحظات الواردة من الإتحاد الدولي أمرا واقعا) إنتهي الخبر .
من حق العالم الدكتور كمال شداد أن تقف له الحركة الرياضية تحية وتقديرا ، وأن ترفع له قبعة الإحترام بعد الإنتصار المدوي الذي حققه بالتأكيد بهذا القرار علي أهلية وديمقراطية الحركة الرياضية . وقد يقول قائل هنا ولكن مادخل شداد ومن أصدر القرار  القيادة الحالية للإتحاد ؟ وقد يقول آخر لم نفهم شيء من هذا القرار لأنه لم يوضح المواد الموجودة في قانون الشباب والرياضة للعام 2003 التي تعيق تعديلات النظام الاساسي ليتوافق مع النظام الاساسي للإتحاد الدولي ( فيفا)؟
والإجابة ببساطة الإعلان لأن الإعلان عن هذه المواد سيفضح مواقف القيادة المهتزة والتي تراهن علي السلطة السياسية ، وتقف علانية ضد أهلية وديمقراطية الحركة الرياضية وتدعم وتساند كل الأجسام الحكومية ، والإجابة الأكثر مباشرة أن قرار الاتحاد الدولي لكرة القدم ألزم الإتحاد السوداني بإلغاء المفوضية ولجنة التحكيم من نظامه الأساسي لأنها أجسام حكومية مسيسة ، والفيفا يقف بقوة ضد السياسة والحكومات في العمل الرياضي .
وهذا القرار الذي إلتزم به الاتحاد العام مكرها يحسب فقط للدكتور كمال شداد ، وكلنا يذكر كيف أشرف الاتحاد الدولي لكرة القدم علي إنتخابات الاتحاد الاخيرة في أول تدخل مباشر من الفيفا في السودان ، وذلك بعد الهجمة الحكومية ممثلة في الوزير والوزارة وقتها وأجسامها المختلفة وعلي رأسها المفوضية ، الشيء الذي جعل الدكتور كمال شداد رئيس الاتحاد وقتها يلجأ للفيفا لإيقاف التدخل الحكومي ، والكثيرين يذكرون أيضا الموقف المهتز للقيادة الحالية التي ظلت تساند وتؤيد هذا التدخل ، وكيف كانت ترضخ لقرارات الوزير في الداخل في مهزلة إدارية سيظل يذكرها التاريخ ، وكيف كانت تخاطب الفيفا بخطاب آخر يؤكد علي الإلتزام بتوجيهاته ، ومنها وضع الطريفي الصديق في الداخل كرئيس للإتحاد بالانابة حسب القرار الوزاري ، وفي المقابل كانت الخطابات التي ترد من الفيفا وتعود إليها معنونة إلي  القيادة الشرعية بقيادة شداد ، ومرسلة من القيادة الشرعية بقيادة شداد .
وكلنا يذكر كيف ابعد الفيفا المفوضية من الاشراف علي الانتخابات ، وأجلسهم علي مقاعد المتفرجين .. لنفهم من هذا السرد البسيط لأحداث عاصفة وقتها لماذا لايجد الاتحاد العام الشجاعة ليوضح للرأي العام الإنتصار المدوي لأهلية وديمقراطية الحركة الرياضية ، ولماذا يخجل الإتحاد من الإحتفال بهذا الحدث التاريخي ، الذي كان يفترض علي الأقل وبأضعف الإيمان أن يعلنه لوسائل الاعلام من خلال مؤتمر صحفي ضخم ، لأن المكسب التي تحقق ، هو مكسب للحركة الرياضية وحماية لمكتسباتها التي ظلت تتقاذفها الرياح بسبب المحاولات التي لم تتوقف لتسيييس الحركة الرياضية .
وهاهو شداد يؤكد كل يوم أن الفكرة هي التي تنتصر دائما ، وأنه رغم إبتعاده عن موقع القرار مازال الأقوي والأقدر علي حماية الرياضة ، وأن القيادة الحالية رغم وجودها في موقع القرار مازالت تؤكد أنها الأضعف ، وأنها من باع المكتسبات بثمن بخس للحكومة ، وتؤكد أيضا بالقرارات التي ألغيت ومنها حكاية تحديد السن للمرشحين أنها أبعد مايكون عن المفاهيم الرياضية ، تحديد السن التي إستهدفت شداد أيضا وقبله محمد الشيخ مدني تحتاج إلي عودة. شكرا شداد.

hassan faroog [hassanfaroog@hotmail.com]

 

آراء