إيلاهم .. و(غ) يلانا ..!!
د. زهير السراج
5 February, 2012
5 February, 2012
drzoheirali@yahoo.com
* فى دول ( الكفر والضلال والانحلال ) يتوق المواطنون للمعاش بسبب الميزات الكثيرة التى يتمتع بها المعاشيون وكبار السن، بدءا من الاحترام الكبير الذى يجدونه فى كل الاماكن، وانتهاءا بالمتعة الكبيرة التى يحصلون عليها من ممارسة الحياة بما يحصدونه من اموال ضخمة نتيجة البرامج المغرية جدا، الحكومية والنقابية والخاصة، التى تيسر لهم التوفير واستثمارمال التوفير خلال فترة عملهم، ليجنوا العائدات الضخمة عند بلوغهم سن المعاش !!
* الحكومة (مثلا) فى معظم تلك الدول تضع مبلغا من المال فى حساب الشخص مقابل المبلغ الذى يضعه فى حساب التوفير.. قد يصل الى اربعة او خمسة اضعاف لتشجيعه على التوفير والاستثمار فيه، ومن حق الشخص ان يسحب ماله فى اى وقت يختاره قبل ان يبلغ سن المعاش، ولكن اذا تركه حتى سن المعاش فانه يحصل على مبلغ ضخم قد يصل الى ملايين بينما لم يكن صاحبه سوى موظف او عامل بسيط خلال فترة عمله ..!!
* اى شخص تجاوز الستين يتمتع بخصم مالى فى كل المرافق العامة والخاصة قد يصل الى النصف للحصول على الخدمات المختلفة مثل تذاكر المواصلات أو ( تكلفة الحلاقة) ، بالاضافة الى اعفاء كامل من ضريبة المشتريات والقيمة المضافة، والحصول على امتيازات كبيرة عند الاستثمار فى صناديق المعاشات.. وما ادراك ما صناديق المعاش فى تلك الدول، فهى صاحبة استثمارات ضخمة ونفوذ كبير على الشركات التى تستثمر فيها، وكمثال على ذلك فان شركة ( تاليسمان) الكندية التى كانت تسنثمر فى مجال النفط فى السودان وصاحبة ( 25 %) من الاسهم فى شركة النيل الكبرى للبترول فى اواخر التسعينيات وبداية الألفية الثانية إضطرت للانسحاب من من السودان وبيع نصيبها بسبب تهديد صناديق المعاش الامريكية بسحب اموالها من الشركة اذا لم تنسحب من السودان الذى ينتهك حقوق الانسان ويشن حربا عنصرية على مواطنى الجنوب ..!!
* والأهم من ذلك المعاملة المحترمة التى يجدها المسنون فى كل المرافق مثل الاولوية فى الحصول على الخدمة والجلوس فى المواصلات العامة وافساح الطريق ...إلخ، والحصول على مساعدة كل افراد المجتمع لتيسير الحياة عليهم عرفانا من الجميع بالدور الذى قاموا به خلال فترة شبابهم، بدون ان يعرف احد من هم وماذا فعلوا ..!!
* أما فى السودان، فان صاحب الجلالة ( إيلا) الاول، ملك مملكة البحر الاحمر المعظم يحرمهم بكل بساطة، وبلا خوف من خالق او قانون او حاكم، من حقوقهم المعاشية التى اقتطعت من مرتباتهم خلال فترة خدمتهم الطويلة، ويصر رغم صفوفهم الطويلة، رجالا ونساءا، امام مبانى الحكومة ببورتسودان منذ عام 2006 حتى اليوم لاستجداء حقوقهم، على حرمانهم منها وتبديدها فى مشاريعه المظهرية التى أنشأها لاستضافة الدستوريين وأذنابهم من أهل النفاق للتسبيح بعظمته وجلاله، بينما يموت اصحاب الحقوق الحقيقيون فى تلك المشاريع من الجوع والعطش والدرن .. وغدا أواصل باذن الله، انتظرونى.
الجريدة 5 فبراير 2012