تمثل منطقة حوض النيل التى تشمل احدى عشر دولة (السودان - جنوب السودان- اثيوبيا- مصر - ارتريا- كينيا-اوغندا- تنزانيا- رواندا- بورندى- الكنقوالديمغراطية) مركزا صراعيا بالغ التعقيد والتشابك فقد شهدت المنطقة انماطا متعددة من الحروب الاهلية والتوترات القبلية فضلا عن الصراعات على الموارد الطبيعية خاصة الموارد المائية وقد دفع ذلك باطراف دولية عديدة اما لاعتبارات انسانية فى الظاهراولحماية مصالحها ومناطق نفوذها الحقيقية.
تاريخيا نجد ان التنافس على حوض النيل بين الدول الكبرى لم يبدا بموتمرلاهاى او باتفاقية عنتبى اوسد النهضة لقد قام محمد على باشا بغزوالسودان عام1821م من اجل الوصول الى منابع النيل وتامينها وضمها لمصرواحتلت بيرطانيا مصروالسودان عام1898م لنفس الاسباب. وقد صدرت الاوامر للقائد كتشنر بطرد الفرنسيين من منطقة فشودة على النيل الابيض بجنوب السودان والبلجيك من منطقة الرجاف قبل ان يقوم بتامين احتلاله للسودان. ولقد لعب الاستعمار دورا خطيرا فى اذكاء نار الصراع على مياه النهرالدولى بين دوله حيث قام بوضع خريطة جديدة قسم فيها دول الحوض الواحد الى عدة دول وتم هذا التقسيم دون النظر الى الظروف الطبيعية والتى يفرضها الواقع الجغرافى وذلك بهدف ايجاد مسببات استمرارالنزاع الاقليمى بحيث يسمح بتدخل الاستعمارمرة اخرى من خلال مبررات قانونية مثل اعادة النظام وحفظ الامن . وبعد نهاية الحرب الباردة بين القطبين انذاك الولايات المتحدة الامريكية والاتحاد السوفيتى والتى ادت الى اضمحلال الكتلة السوفيتية وانشغالها بقضايها الداخلية والاقليمية برزت الولايات المتحدة كقوة احادية تهيمن وتسيطر فى السياسة الدولية ولها تاثيرها القوى على مجريات الاحداث فى العالم لتبقى هى القوة الوحيدة فى العالم على الرغم من نمو قوى اخرى حاولت خلق موازنات قوة فى العلاقات الدولية والسياسة الدولية فى العالم . موخرتداولت وسائل الاعلام االمحلية والاقليمية والدولية الطلب المصرى بادخال وسيط فى المفاوضات والمباحثات بين الاطراف الثلاث وتعنى به الولايات المتحدة الامريكية للعمل على حل الخلافات التى ظهرت فى مسارات التفاوض خاصة فى ملْ وتشغيل سد النهضة وهو الطلب الذى اتى على خلفية مااثمرت عنه مباحثات ومفاوضات سد النهضة الاثيوبى والتى انعقدت بالعاصمة السودانية الخرطوم اواخر سبتمبر الماضى ووصفت بالفشل وفقا لتصريحات وزارة الموارد المائية والرى المصرية و المفاوض المصرى فى المباحثات والمفاوضات . ووفقا لتصريحات الرئيس المصرى عبد الفتاح السيسى فى كلمته باجتماع الدورة( 74) للجمعية العامة للامم المتحدة ومناشدته الامم المتحدة والمجتمع الدولى مؤخرا بالوقوف عند مسؤوليته والقيام بدور بنَاء فى حث جميع الاطراف على التحلى بالمرونة سعيا للتوصل الى اتفاق مرضٍ للجميع ووفقا لتصريحات المتحدث الرسمى باسم رئاسة الجمهورية المصرية بسام راضى بتطلع بلاده لدور فعال من قبل الولايات المتحدة الامريكية فى قضية سد النهضة بعد تعثر مفاوضات سد النهضة ووصولها الى طريق مسدود بين الاطراف الثلاث ووفقا لبيان البيت الابيض بدعمه للمفاوضات الجارية للتوصل الى اتفاق تعاونى ومستدام ومتبادل المنفعة بشان ملْ وتشغيل سد النهضة . عليه فان السعى الامريكى للتدخل فى حوض النيل ومفاوضات ومباحثات سد النهضة يمكن قراته وفقا للاتى : - الاهمية الاستراتجية لمنطقة حوض النيل فى ظل التنافس الدولى للسيطرة على المناطق الاستراتجية الهامة فى العالم - السيطرة على مصادر المياه فى منطقة حوض النيل خاصة وان منطقة حوض النيل توجد بها خزانات مائية ضخمة ( فكتوريا وتانا ) اضافة الى المصادر الاخرى كالامطاروالانهار والوديان والخيران الموسمية - البحث عن نفوذ فى منطقة حوض النيل وابعاد القوى الاخرى الصاعدة مثل فرنسا والصين من التواجد فى منطقة حوض النيل ومنافسة النفوذ الامريكى - الحد من الهجرة غير المشروعة الى الدول الاوربية والى الولايات المتحدة الامريكية باعتبار ان المنطقة تمثل مسارات لعبور طالبى الهجرة بطريقة غير مشروعة - العامل الاقتصادى باعتبار ماتتمتع به منطقة حوض النيل من وفرة المياه والاراضى الواسع الخصبة والمعادن وتوفر العامل البشرى . Asam.salah@gmail.com مصادر - صفاء شاكر ابراهيم محمد / الصراع المائى بين مصر ودول حوض النيل دراسة فى التدخلات الخارجية د. جوزيف رامز امين / المحددات الدولية والاقليمية لقضية مياه نهر النيل //////////////////