اري تحت الرماد وميض نار. الزرق (اقوميي) إحتلال مليشيات بمباركة النظام

 


 

 

 

الزرق (اقو ميي) منطقة تقع شمال دارفور وتحت حاكورة وديار الزغاوة وهو امر مثبت في كل الوثائق والمستندات , ليس من جدال في ذلك إلا من قبل اؤلئك الذين قدمو إلي دارفور مطلع الثمانينات ، معهم القادمون حديثا من دول الجوار .والذين طاب لهم المقام في دارفور بعد ان دمروا الزرع والضرع وامعنوا في اهلها قتلا وتشريدا .
حميتي برتبته الرفيعة وبصحبة عشيرته وجيشه الجرار وتنفيذيين ودستوريين ، صال وجال كنمر من ورق وادعي ملكيتهم لهذه الارض ، وعلي الزغاوة ان يبحثو لهم عن ارض اخري ،، هكذا وبكل بساطة يود إحتلال ارض الغير ويجعلهوها موطنا حيث لم نري لهم غير ظهور الابل موطنا والنهب والسلب حرفة لا يجيدون غيرها .
ما كان لهم ان يقدمو علي ذلك لولا الآلة العسكرية الضخمة والتسليح الجيد لهذه المليشيات من قبل الدولة وباموال الغلابة من الشعب السوداني ليستخدم في صراعات بينية ونزع حواكير قبائل ، وسلبها ونهبها وتهجيرها وافقارها ، تلك ليست بطولة اوشرف تدعيها هذه المليشيات ، فمباركة النظام ودعمها غير دائم بل النظام نفسه ذاهب والشعوب باقية عبر اجيالها المختلفة وفي اراضيها وحواكيرها الطبيعية .
دارفور ارض مقسمة إلي حواكير لقبائلها ولكل إدارة اهلية تطلع بإدارة شئونها وفق اعرافها المتوارثه، تجمع بين هذه القبائل وشائج عدة ،الوئام والسلام بينهم إلا من بعض التوترات التي تحل عبر آليات تقليدية لتلك الادارات ، وبقيم واعراف متعارف عليها في فض النزاعات . اذا هذه هي حال دارفور عبر قرون مضت ، السؤال هو من اين اتي هؤلاء؟ الذين يمشون بيننا بالفتنة والفساد؟ الذين يطمعون في امولنا ، وارضنا وعرضنا ؟ الذين يقتلون ويحرقون ويغتصبون حتي صار الشر يسبق اسمهم ؟
دعم النظام لهذه المليشيات ومباركة افعالها معلوم فالمليشيات تحمي النظام ، وتجلب لها مال الارتزاق ، وهي الخنجر المسموم في خاصرة النسيج الاجتماعي لاهل دارفور وفق سياسة فرق تسد . كما ان اطماع حميتي وعشيرته في السيطرة علي المال والارض غير خافية ! السؤال : ما هو موقف القبائل العربية في دارفور والرزيقات علي وجه الخصوص من إحتلال حميتي لارض الزغاوة ؟ الاجابة مهمة ! فما لا ترضاهو لنفسك لا تقبله لغيرك والعكس صحيح ، والاجابة كذلك تحدد للزغاوة هل ارضها محتل من قبل قبائل ؟ ام من قبل قتلة مارقين علي قول الرئيس الامريكي. وهنا يجدر الاشارة الي المواقف الواضحة من بعض مثقفي القبائل العربية والرزيقات علي وجه التحديد ، عبر مقالات وتسجيلات محملين ما يحدث للنظام ومليشياته ضمن خطتها لخلق فتنة بين مكونات دارفور الاجتماعية ، وهي مواقف تحسب لها .
يخطئ حميتي ومن معه والنظام الداعم له لو ظنوا ولو لوهلة ان ارض الزغاوة ستبرد لهم ، ركونا لآلة الدولة ومباركتها ، وان قبيلة الزغاوة لا حيلة لها ولا حول ، او انهم سيستكينون للامر الواقع ويتركون ارضهم لمغتصبها ، ذلك خطأ سيعرفون نتيجته عاجلا او آجلا ، وإني اري تحت الرماد وميض نار يوشك ان يكون له ضرام . وخيرا تدثرت القبيلة ثوب الحكمة وعملت عبر الآليات التقليدية بمخاطبات وإخطارات للجهات التنفيذية والسياديه بخطورة الوضع وضرورة معالجته ، ولان الدولة متواطئة مع مليشياتها ، فلم تجد نداءات الادارات الاهلية ونائب الدائرة إلا الصمت ! والصمت دليل رضا النظام علي ما جري ، وعلي الباغي تدور الدوائر.
عبدالله مرسال
17/10/2018

tagel190@gmail.com

 

آراء