استراتيجية النهوض من الركام: عودة روسيا .. كتب: بشير احمد محي الدين

 


 

 


Boshker100@gmail.com
سقطت امبراطورة الاتحاد السوفيتي السابق بعد ان لعب الامريكييون في اقتصادياته و وهزوا نسيجه وتدخلو في اثنياته ولعبوا مرة اخري علي العامل الاجتماعي فاصبح مفهوم التقسيم علي اساس اثني واثارة النزاعات الدينية وومقولات الهامش والمركز هي ما طغي علي فسيفساء الوحدة الوطنية .
تفكك الاتحاد السوفيتي وهو يملك مخزون هائل من الاسلحه التقليديه والنوويه والجرثوميه وكل كائنات الدمار الشامل لم يسقط في ميزان القوة العسكريه وانما سقط بحسابات الاقتصاد والاختراق الاجتماعي وضعف الثقة في المؤسسات والرغبة في الخروج عن المالوف والبحث عن الافضل حتي وقع الشباب ضحية الاعلام والاماني الكواذب لهذا كان السقوط مدوي وثمنه كبير لانه طعن في قلب الدولة الامبراطورية التي تشظت وتاكلت ولم ينفعها الرؤوس النووية والترسانات الحربية .
اثبتت دورة التاريخ ان الاهتمام بالامن العسكري والتوجه للانفاق علي التسلح لم تجدي مع امم كثيرة ولعل اخرها الاتحاد السوفياتي السابق لذلك ظهرت مفاهيم جديدة للامن القومي يتخلص في الاهتمام بقضايا الامن غير التقليدية وهي علة الاتحاد السوفياتي السابق والتي فطن لها الثناني (بوتين - مدفيدف) .
سادت قبيل سقوطه المدوي ماعرف بالثورات الملونه ونوعا من الهرج ونزوع مكوناته للاستقلال (الدول) عن الدولة الام وشهدت هذي الدول الصغيرة المتفرقة عمليات استقطاب وضغط فصارت منفردة مما مكن الغرب من الاستفادة من رغبتها في الانعتاق فقد كان الحلم هو البيتزا والبيبسي وارتداء الجينز اي ما يمكن ان يوصف ب (الامركة)
بعد (ميخائيل غوربتشوف) تولي زمام الامر الرئيس (بوريس يلسن) وكان في حسابه ان الغرب يمكن يقبل بروسيا اذ انتهجت المنهج الرسمالي واعتمدت سياسة السوق وتنازلت عن الايدولوجيا الاشتراكيه وركعت لليانكي وانحنت لاروبا...فعمد علي مهادنة الغرب وسمح لهم بان يتحكموا في الحياة السياسية ويوجهوا الدولةوكان همة ان يبرز روشيا الجديدة وليست روسيا التي كانت تحت الاتحاد السوفياتي المنحل
فمحاولات الاصلاح التي تبناها (الرئيس بوريس يلسن) وسعيان يقنع بها الروس لم تلق نجاحا في الداخل علي اعتبار ان الند للشعب الروسي اميريكا وان الخنوع لن يقدم لهم كاس ماء واعتبروا اصلاحات يلسن تخبط فظيع وهو نفس الظرف الذي منح هلتر في ثلانيات القرن المنصرم ليصل الي السلطة بل اعتبر الروس ان المهادنة مع الغرب نوعامن الاستفزاز الشديد خصوصا وان موجة الكراهية للغرب وبالاخص الولايات المتحدة كانت متنامية وتجد قبولا وسط تيارات الشباب الذين يرون دولتهم تستجدي الغرب او يحسوا بتراجع دور روسيا المركزي في العالم .

لم يشفع كل هذا ل (بوريس يلسن) بل رفض الغرب تقديم دعم ‘زحف الاتحاد الاوربي ليضم الدول السابقة في الاتحاد السوفياتي ويضيق علي روسيا الخناق ويتحرك في محيطها الجيوبولوتيكي ويهدد امنها وتجارتها ويوجه لهاالنقد في شئونها الداخلية والاستفزاز في اوجه . واعتبر اكبر مهدد لامن روسيا هو احتواء دول الاتحاد السوفياتي السابق اقتصاديا وادخالها في منظومة الاتحاد الاوربي واقتصاد السوق لذلك اعتبر الروس ان العودة للواجهة لا تعتمد علي السلاح ومقعد مجلس الامن الدائم فقط انما علي إعادة رتق النسيج الاجتماعي واعداد دستور يري الكل فية مصالحة وغايات روسي .
بدا التململ الشعبي فظهر حفنه من رجال الكي جي بي بزعامه الثنائي (مدفيدف وبوتين) اسسوا حزبا سرعان ما لاقي القبول من الجماهير ووصلو الي السلطه همهم كان الاصلاح الاقتصادي واعادة بناء روسيا بعد ان ظن الغرب ان جثمان روسيا شيع لمثواه الاخير........ وان نهاية التاريخ حدثت كما اشار (فرانسيس فوكاياما) وان الصراع القادم صراع حضارات فقالوا لن تعود روسيا ةما الامس..... العدو الصين والاسلام ووجهوا طاقاتهم لضرب العالم الاسلامي واستغل الثنائي السياسي (مدفيدف – بوتين) الفترة من 2000 الي 2015م صنعوا خلالها معجزهاستراتيجية وادرك الامريكيون انهم اخطاوا حين اعتبروا ان روسيا لن تعود ثانية للمشهد الدولي بل عادت وهي تردد مناطق نفوذ الاتحاد السوفياتي لن يتدخل فيها احد امن روسيا تحرسة القوة العسكرية والارادة السياسية لشعبها المتلهف للعودة للصدارة من جديد .
عادت روسيا الاتحادية الوريث للاتحاد السوفياتي السابق وصاحبة الترسانة النوووية والقوة العسكرية التقليديه للمشهد واصدرت عقيدتها الاستراتيجيه في العام 2014م عقيدة التحدي وكانت عقيدة 2016م الاعجوبه في النهوض من الركام ...
علي الرغم من خلافنا مع اي قوي هيمنة الا ان شارل ديغول له حكمة في ما يختص بالنظام الدولي قال (القطب الواحد هيمنة والقطبان تنافس و الاقطاب المتعددة تعاون)

 

آراء