اسقاط الانقلاب على طريقة حشاش بدقينتو

 


 

 

بشفافية -
قصة (حشاش بدقينتو) معروفة ومشهورة ولا أرى داعي لتكرارها بحذافيرها، فما يهمني منها هنا هو خلاصة ما رمت إليه من أن التنظير والكلام الكثير (الساكت) والكسل و(الورجقة) لا تنتج زرعا ولا تؤتي ثمرا ولا تحقق هدفا، بل لا بدَ من عمل حقيقي دؤوب ومثابر، وأن الأمنيات دون اجتهاد وبذل لتحقيقها تظل بلا معنى مثل (أحلام ظلوط الديك المزعوط)، وتلك حكاية أخرى، فالأمنيات والتمنيات لن تبلغك مطلبك كما قال الشاعر (وما نيل المطالب بالتمني ولكن تؤخذ الدنيا غلابا)، هذا الحال الذي كان عليه السيد (حشاش بدقينتو) و(ظلوط الديك المزعوط)، هو الحال ذاته الذي تجسده اليوم أحسن تجسيد القوى المناهضة للانقلاب والساعية لاسقاطه، ولعلكم لاحظتم مثلي تكاثر تصريحات بعض رموز هذه القوى التي تتالت وتواترت في الآونة الأخيرة تبشر باسقاط وشيك للانقلاب، وحين تحاول أن تستجلي خبر هذه التصريحات وما وراء أكمتها، لن تجد سوى جملة من التشظيات والانشقاقات والانسحابات المشفوعة بالملاسنات والاتهامات والتخوين، فبهذا الحال المشلهت والمفكك الذي عليه حال مناهضي الانقلاب، فانه لن يسقط ابدا..
صحيح ان الانقلاب ضعيف و(خلاقة)، ولكن القوى المناهضة له مع حالها الذي عليه اضعف من ان تسقطه، فمناهضو الانقلاب يكابدون حالة يرثى لها من التبعثر والتضعضع والضعف والانقسام، ثم إنهم علاوة على هذه النقائص الكبيرة ليس لهم خطاب موحد ولا مركز قيادة موحد يضمهم جميعا في ائتلاف واحد، بل وليس هناك أي مستوى من التخطيط والتنسيق يجري بينهم، وبالضرورة ليس لديهم برنامج متفق عليه، فكيف لمقاومة على هذا الحال البائس أن تتحدث عن اسقاط الانقلاب وهي مبعثرة ومشتتة ومفككة الأوصال خائرة القوة والعزم، هذا حال لا يبشر بشيء سوى أن يتوعد بالقول (ابشر بطول سلامة يا إنقلاب)، على غرار حكاية الفرزدق مع مربع، كما في بيت جرير الشهير في هجائه للفرزدق (زعم الفرزدق أن سيقتل مربعا فأبشر بطول سلامة يا مربع)، وعلى قول الامام الصادق المهدي رحمه الله (مش الواحد يتفنقل على قفاه ويقول عاوز يسقط نظام الانقاذ)..وعليه ومع حال المقاومة هذا الأفضل لها أن تنتظر أن يقضي الله أمرا كان مفعولا، فحالة الانقسام والتشظي الحالية لن تؤدي الي اسقاط الانقلاب بل للمفارقة ستطيل عمره،
فلابد اذن اذا ما كان هناك عزم وجدية لاطاحة الانقلاب، ان تتوحد قوى الثورة خلف راية واحدة وتقاتل من ورائها على قلب رجل واحد، بدلا من هذه الممارسات العبثية الطفولية التي تضعف المقاومة وتفت في عضدها، وليس من مستفيد من هذا الحال سوى الانقلابيين وفلول النظام البائد، وتجدهم اليوم الاكثر سعادة بهذه الانشقاقات والخلافات التي تحول دون اصطفاف المقاومين في جبهة عريضة موحدة..
الجريدة
حرية، سلام، وعدالة

 

آراء