“الأخبار”.. سنوات من الإبداع الجميل

 


 

 

(كلام عابر)

شكل صدور  "الأخبار" في 1955م علي يد الأستاذ الزاهد  رحمي محمد سليمان طيب الله ثراه نهجا جديدا في الإخراج والطرح وإضافة للصحافة السودانية وارتبطت بقضايا الناس البسطاء ، وكانت ملتقى للصحافيين  بموقعها الشهير المطل على ميدان الأمم المتحدة في السوق العربي كما ذكر الصحافي الرائد الأستاذ عصمت يوسف ،متعه الله بالصحة والعافية، في مذكراته القيمة التي ما زالت حبيسة أدراج مكتبه، وكان الأستاذ عصمت يوسف من أقرب أصدقاء المرحوم الأستاذ رحمي. وقد واصلت "الأخبار" في إصدارها الجديد دورها المميز في الصحافة السودانية بالإضافة إلى ما تتميز به من  تحليل سياسي  يتصف بالعمق والمهنية والحياد يثري به الأستاذ محمد لطيف القاريء  في كل مرة مع تعزيز دورها كملتقى ومنتدى  للصحافيين وأهل الفكر من كل الاتجاهات ومنبر دائم للمبدعين والأقلام الشريفة.
كنت أكتب هذا العمود لسنين طويلة في إحدى الصحف الكريمة ثم توقفت عن الكتابة لأسباب تخصني فبادر صديق عزيز يشاطرني المهجر في مدينة الدمام، شرق المملكة العربية السعودية،  بالإتصال بصديقه وزميل دراسته الأستاذ محمد لطيف فوجدت ووجد عمودي بعد أيام قليلة وكلمات ومقدمات أقل مساحة واسعة في "الأخبار"، وتم الأمر ببساطة شديدة ويسر. حدث ذلك قبل أكثر من عام ونصف العام ولم يحدث خلال تلك الفترة قط أن حجب لي مقال من النشر أو أضيفت له أو حذفت منه نقطة واحدة، رغم ما قد يحتويه المقال أحيانا من تجاوز للمألوف، ولم أضطر على الإطلاق للاستفسار عن مقال تأخر أو منع نشره ، وأصبحت الكتابة في "الأخبار" جزءا من نسق حياتي اليومي. كل شيء في "الأخبار" يتم بسلاسة وسماحة وبلا تعقيد وبلا تحفظ.
لم أسعد بزيارة "الأخبار" سوى مرة واحدة حينما كنت في الخرطوم في إجازة قصيرة في شهر رمضان الماضي، وأتاحت لي هذه الزيارة القصيرة التعرف لأول مرة إلى الأخ محمد لطيف والأخت أميرة ومن سعدت بوجودهم من أهل الصحيفة وقت زيارتي، وكان مقر "الأخبار" في شمبات قبل أن تنتقل لمقرها الجديد الذي أتمنى أن تسعدني الأيام بزيارته.كانت أول مرة ألتقيهم وأراهم رؤية العين ولكنهم رحبوا بي وكأن ما يجمعنا بعمر الزمن صداقة ممتدة لسنوات طويلة . وجدت في "الأخبار" من الود والترحاب ما أخجلني وأخجل ابنيّ هشام وعمار اللذين رافقاني في تلك الزيارة.
التهاني القلبية  لكل أسرة الأخبار،وأنا واحد منها، ولقرائها  بإكمالهم ثلاث سنوات كاملة من المعاناة والالتزام والإبداع الجميل ،وأتمنى أن تكتمل الفرحة ونطالع "الأخبار" عن قريب في طبعتها الخليجية الزاهية  لتعود من جديد تعانق قراءها خارج الوطن وتشيع الفرحة والدهشة في مهاجرهم .
(عبدالله علقم)
Khamma46@yahoo.com

 

آراء