الأطماع الأثيوبية في السودان والتوسع في أرضه

 


 

 

 

 

تناقلت وسائل الإعلام خبراً بـأن أثيوبيا صرحت بأنها لا تعترف بالوساطات الدولية ولا بالدبلوماسية الدولية ـ يا شعوب أفريقيا وحكومات الإتحاد الأفريقي كيف تقبلون بوجود الإتحاد والمنظمات الإقليمية والدولية في أديس أبابا والشعب الأثيوبي على لسان حكومته لا يعترف بالدبلوماسية الدولية ولا بالإتفاقيات الدولية ولا حتى بالتحكيم الدولي ويريد التوسع في أراضي السودان بعد الإنفجار السكاني الذي يزعزع أثيوبيا! هل تعيش أثيوبيا في كوكب آخر غير كوكبنا!!
إننا نقترح أن تتفق الدول العربية والأفريقية على تغيير مقر الإتحاد والمنظمات من أديس أبابا إلى جهة أخرى أكثر استجابة لمطالب الشعوب والحكومات الأفريقية.
إن الحقيقة التاريخية التي يغفل عنها كافة المتحدثون في هذا الشأن، فإن اعتداءات ملوك أثيوبيا على السودان بدأت من الملك الاثيوبي عيزانا ملك اكسوم فقد سجل في مخطوطته الحجرية المحفوظة إنه قد اتبع نهر عطبره (الاسم الصحيح هو أتبره، ومعناها بحر اللبن بلغة البجه التبداوي وله اسم آخر في اثيوبيا هو تكزي) ليقاتل النوبه فالحمر ثم واصل الحرب ضد النوبة السود وهزمهم ودمر عاصمتهم مروي (الاسم الصحيح ميروي ومعناها الأرض المسطحةـ الحجر المسطح) وذلك في العام 350 ميلادية وهذا ما انهى دولة كوش المرويه القديمة التي هرب سكانها الداجو إلى جبال النوبة وحتى دارفور وتشاد حيث أسسوا سلطنة هناك أما الطبقة المروية الحاكمة والتي كانت من قدماء البجه، فقد اتجهت نحو الشرق بعيداً عن الإعتداءات الأثيوبية. وربما كان دافع عيزانا نشر النصرانية بدعم روماني إذ قامت على وادي النيل دول نصرانية مثل نوباتيا والمغرة وسوبا (علوه). أمّا في العصر الحديث فقد مكّنت أثيوبيا إتفاقية العام 1902م من الإستيلاء على إقليم بني شنقول ثم عند الاستقلال حصلت اثيوبيا على مدينة جمبيلا مما فتح شهية الأثيوبيين للإستيلاء على المزيد من أراضي السودان.
ونحن نقترح هنا نقل مقر الإتحاد الأفريقي إلى تونس حيث أنه لو كانت أفريقيا أم العالم فإن تونس هي أم أفريقيا، فقد جاء اسم أفريقيا من مدينة أفريقيا التونسية والتي أسسها أفريقيس بن ذي المنار وهو أحد أشهر الملوك (التتابعة مفردها تبع وتعني ملك) اليمنيين القدماء وهو الذي سميت قارة أفريقيا باسمه وهو والد الملك شمر يهرعش، وقد غزا أفريقيس تونس وأسس فيها مدينة اسماها أفريقيا عليه.
إن أثيوبيا لديها أجندة سرية تشعر بالخجل لو صرحت بها، إنها تريد بيع الماء للسودان ولمصر وربما لإسرائيل والأردن، إنها تريد أن تكسب مالاً من رزق ساقه الله للعباد فالناس شركاء في ثلاث الماء والكلأ والنار. والغرض السري الثاني هو أنها تريد مكاسب سكانية وأراضي من السودان ومن مصر لو أمكن، فهل السودان يا أثيوبيا طرد الأثيوبيين من أراضيه، نحن جيران وإخوان ونراعي ذلك ولا يمكن أن نطرد الأثيوبيين ـ بقى الغرض السري الأول هو المتحكم أي المال وهذا لعمري غرض غير إنساني ولا يمكن أن تعترف به الدول الأفريقية ـ فالنيل الأزرق هبة الله وهناك إتفاقية العام 1902م الدولية بين الإمبراطور منليك إمبراطور أثيوبيا والحكومة البريطانية ممثلة للسودان على أن لا تقوم أثيوبيا بأي عمل من شأنه أن ينقص حصة السودان من مياه النيل الأزرق.
لقد شوه حاكم أثيوبيا الحالي الحائز على جائزة نوبل للسلام (عن طريق الخطأ) صورة الدول الأفريقية بمعنى أننا لا نزال متخلفون ـ هل تفعل أوربا ذلك وغيرها من الدول. لقد أدت ممارسات حاكم أثيوبيا الرعناء إلى تفكيك أثيوبيا إلى دويلات مثلما حدث في إقليم التجراي والآن وصل الحريق لإقليم الأمهرا، وغدا العفر والعيسى وغيرها وقد سبقهم جميعاً إقليم بني شنقول السوداني.

bejawino1@hotmail.com

 

آراء