الإجابة : لست بحاسدٍ للأخت لبنى .. بقلم: د. ابوبكر يوسف إبراهيم

هذا بلاغ للناس

 

abubakr ibrahim [zorayyab@gmail.com]

وصلتني رسالة إلكترونية  وأحسب أنها من الصديق القانوني الكبير واالقطب الإتحادي الأخ/ طه حسن طه – إن صدق حدسي- وها أنذا أنقلها وأعلق وأجيب على ما ورد بها فسواء كانت منه أو من غيره  فكلاهما خير ؛ ويستحق الرد عليه بموضوعية وتجرد فالرد واجب والرسالة تحتوي على تساؤل موجه لي لا يمكن تجاهله ويستحق الرد عليه ؛  كما أن الرسالة أيضاً  تحمل معها موضوعات أخرى لا تمت للموضوع بصلة مباشرة ولن أتطرق لها لأنها خارج موضوع الأخت الصحفية لبنى الحسين وموضوع " البنطال" والأربعين جلدة!! وها هي الرسالة:

hassan taha <hitaha90@yahoo.com>         to me

 

 

(انت لبنى ديه مزعلاك فى شنو عشان القروش حقت الكتاب ديه- ماكل الناس طلعت بره وعملت ضد الحكومه الصادق الميرغنى وهلم جره -)

والرد المباشر على صديقي العزيز سليل الدوحة الإتحادية مولانا طه أقول : أن الزعيم خالد الذكر وابو الوطنية بلا منازع أو جدال إسماعيل الأزهري؛ لم يستقوِ يوماً بالأجنبي ولم (يعولم) القضايا والخلافات أو الإختلافات الوطنية بل كان يحاول التقويم والتصحيح من داخل البيت وكان دوماً يقاوم من داخل الوطن حتى كانت مواجهاته مع أعتي النظم الشمولية وإن أدى به ذلك إلى (الرجااف)!! وأنت الإتحادي المخضرم الذي لا يمكن إى أن يقر بهذه الحقائق التاريخية!! .. فالزعيم إسماعيل الأزهري هو مدرسة الأمة في ( الوطنية ) كما يقر ويعترف بذلك شعب السودان بأكمله رغم تبايناته السياسية ؛ فهل هناك من يستطيع أن يقدح فيه أو يتهمه بغير الوطني الغيور ، العف اللسان ، الطاهر اليد ؟!! إنه الرجل الذي عاش عزيزاً من أجل الوطن ومات كريماً من أجل السودان ولم يترك أي ثروة في البنوك تدل على ثراء محرم أو فساذ ذمة  فقد مات الرجل فقيراً إلا لله.!!

أخي طه ، لبنى نحترمها ونقدرها على المستوى الشخصي، ولست بناقم عليها ولا حاسد لما دره أو سيدره  عليها مؤلفها من يوروهات أو دولارات أو حتى ين ياباني أو يوان صيني ؛ ولكني أتكلم من منطلق ممارستها للشأن العام؛ فنحن إنحدرنا من مدرسة كان رمزها ومعلمنا فيها الزعيم الخالد الذكر إسماعيل الأزهري .. علمنا كيف تكون طهارة اليد وعفة اللسان وإحترام قدسية الوطن ، وما  القصة الشهيرة التي ذكرها للتاريخ الصحفي الكبيرالمرحوم عبدالرحمن مختار صاحب ومؤسس جريدة الصحافة وزوج الأخت لبنى ، وتتلخص في أن وزير إتحادي إشترى هدية لا تتعدى قيمتها ( خمسون جنيهاً إسترلينياً)  أبان زيارته لبريطانيا من أموال السفارة ؛ فتحركت الصحافة ممثلة في عبدالرحمن مختار واتصل حينها بالزعيم  بحسب أن الوزير إستغل الوظيفة واشترى من أموال  دافع الضرائب هدية لنفسه وهذا ما لايجوز فالمال العام له حرمة وضوابط انفاق ؛ فما كان من الزعيم الأزهري إلا أن طلب من الوزير توريد المبلغ لخزينة الدولة وتسليم  الحافظة إلى الأستاذ المرحوم عبدالرحمن مختار حتى لا يُصعِّد الأمر وينشره على الرأي العام!! .. هذه هي  المدرسة التي  تعلمنا فيها ومنها وإن اختلفت توجهاتنا ومشاربنا؛ ولأن هناك ثوابت أخلاقية  ومثل وقيم  تحكم الممارسة الوطنية السياسية ً  ؛ كما أننا تعلمنا من الزعيم مباديء الأمانة والنزاهة والشرف  وحرمة الأوطان وقدسيتها.!! .. علمنا كيف نختلف  وكيف ندير الحوار والإختلاف وما هي أدبياته دون أن نمس أي شخصٍ في شخصه وخصوصيته   ولكن الحكم عليه من خلال الأداء الوطني النظيف  وممارسة الشأن العا م بنزاهة وشرف وهي قيم ومباديء تعلمناها من ذاك الرجل الرمز ؛ والكثيرين لايزالون متمسكون بها ولم يَحِدْ عنها إلا من لم يقو عوده وأغواه الفساد . وأظنك تذكر ما كان بين حزب الأمة والوطني من خلافات وإختلافات على مباديء وثوابت وطنية أدت بالمرحوم  اللواء عبدالله خليل وهو من رموز حزب الأمة ورئيس لحكومة حين دعا واستدعى الجيش بقيادة الفريق عبود لينقض على الشرعية نكاية بالحزب الوطني الإتحادي والقصة معروفة للمخضرمين.

ما يحزنني أننا  لم نعد نراعِ حرمة للوطن وأن الوسائل أصبحت تبرر الغايات في كل الممارسات ؛ أصبحت الميكيافيلية هي أسلوب متأصل في ممارسة العمل  السياسي فلا مكان للمباديء ولا القيم ولا المثل؛  فشتان ما بين العمل (الوطني السياسي) يوم ذاك  و( السياسي فقط) اليوم ؛ خاصة حين شاعت في العالم ( الفوضى الخلاقة)  أو  (الفوضى المنظمة) التي تداعى لها حتى من كان يناويء  الغرب بالأمس القريب!!

آلآ تتفق معي ؛ إن  لو كانت بعض أحزابنا السياسية  تعتمد فعلاً على قواعدها وتمارس الديمقراطية داخل تنظياتها وتتداول القيادة فلا أظنها كانت تحتاج إلى ( أجنبي) لتستقوي به فالزعيم إسماعيل الأزهري علمنا  ( إنْ تدخل أي أجنبي في شأننا الوطني فعلينا أن نوقن ونجزم أنه لا يريد بنا خيراً)!!

ألا تتفق معي – وأنت القانوني الضليع – أن الأخت لبنى كان يمكنها أن تلجأ إلي القضاء الدستوري – أياً كان رأينا فيه –  لترفع  ما تؤمن وتدعي إنه إهدار لكرامة المرأة طالما أن المسألة ليست مشكلة شخصية تخصها وحدها فقط ؛ بل مشكلة عامة تمس كل النساء في كل أرجاء الوطن خاصة أنها أوردت إحصائيات بألوف النساء ممن جلدن في أعوام سابقة فلماذا كان صمتها طيلة هذه المدة ولم نسمع صوتها إلا في يوليو 2009 حينما  " لحقها راس السوط" ؟!!.. ألا تذكر معي كيف كانت تقاوم الرموز الوطنية نظام المرحوم الفريق عبود وكيف كان يؤيد رئيس قضائه الراحل (أبوالرنات) الأحكام الجائرة  أو مدير بوليسه ( أبارو) الذي كان متخصص في قمع المظاهرات وإعتقالات الرموز الوطنية وكذلك أبناء الشعب  والتنكيل بهم ؛ وأحسب أنك لم ولن تنسَ القاضي المتخصص يومذاك بإصدار الأحكام  المسيسة والموجهة مولانا ( عبدالمجيد إمام) – رحمه الله؟!!.. رحم الله الجميع ولكن التاريخ لا يُنسى والتارخلا يغفر.!!

علينا أن نستصحب التاريخ الوطني المشرف و الدروسٍ التي  تعلمناها من رموز شهد لهم القاصي والداني بالوطنية الحقة و الإستقامة السياسية وطهارة اليد وعفة اللسان وكانت لا تأخذهم لومة لآئم في الحق حتى وحتى لو كان الأمر فيه مصادرة للحرية التي عملوا من أجلها حتى نال السودان إستقلاله وحتى لو كان الثمن أن يؤول  مصيرهم  للإعتقال في ( الرجاف) – والجميع يعلم أنه أسوأ وأقسى معتقل في السودان، فرغم كل هذا فهم لم يهنوا ولم يستسلوا رغم كل ذلك ولم يلجأوا إلى الأجنبي وكانوا أول من يعترف بالخطأ حين يخطئوا  وما كان يمكنهم أن يبرروا  أخطائهم تحت مظلة فضفاضة أطلق عليها أصحابها مسمى( العولمة) فركبنا الموجة!!

وأخيراً فإن الرد على السؤال الوارد في الرسالة وهو إذا ما كنت غاضب ( زعلان) أوأغار أو أحسد الأخت لبنى على  قروش الكتاب فإجابتي هي : إن كانت الأخت لبنى في دعةٍ فلست بناقمٍ دهري عليها حسودا ، ومستورة والحمدلله  من باب رزقٍ  يأتي من كدحٍ وعرق لأني كادحٍ لربي حتى أُلآقيه ولو كنت أبغي مثل هذا العرض فما أسهل ذلك!!

وفي الختام أقول إن أردت  مني أن أفتح ملفات بعض الرموز الذين ينطبق عليهم قول الله تعالى ( كَبُرَ مقتاً عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون).. الآية ؛ فأنا على أتم إستعداد ولا مندوحة من أن نُمَلِّك التاريخ عن أحداث بعينها للأجيال الحالية والقادمة عن رموز أفسدت وتدعي الصرح والإصلاح .. وختاماً أقرأ  من محكم التنزيل هذه الآية.!!( ربنا أفتح بيننا وبين قومنا بالحق وأنت خير الفاتحين)!!

عن د. ابوبكر يوسف

Avatar

شاهد أيضاً

اين أنتم ايها المتخمون من معاناة المتضررين؟!! .. بقلم: د.أبوبكر يوسف ابراهيم

  بتجرد أين انتم فلم نسمع لكم صوت ولا حركة؟! اين دور الرأسمالية الوطنية.. اين …

اترك تعليقاً