البطيخة…!

 


 

 

 

كان أوّل من يحتفل بالبطيخة، في الحي العريق، الذي يقطُنُهُ، عم أحمد الذي ما هدتهُ السُّنُوُن،، هُوَّ: (سيد الدكان!)، و ما أن يرى (إسماعيلُ)، البطيخة المكتنزة فوق كتف العم... حتى يطمئن إلى أن تصفية جرورة العم أحمد، آتيةٌ، لا ريب فيها، بعد صلاة العصر، غالبًا.

ويشرع، إسماعيل (سيد الدكان)، بِ: (تنقيح!)، صفحة الحساب الخاص بعم أحمد، تلك الصفحة، المشرّبة بالزيت، و موية الجِبنة، وبدرة البهارات، و تفوحُ منها: رائحة البضائع، ولوازم البيت... التي كان قد اشتراها، (عمَّك أحمد)، خلال الشهر المنصرم، أو: يزيد!
ويلي إسماعيل، في البهجة و الإحتفال، عاطف: آخر العنقود، وابن العم أحمد المُدلل، الذي، عادةً، يفتح الباب، لأبيه... تحدوهُ آمالٌ عِراض، غالباً، ما: تخيب!
و ما أن يرى، عاطفٌ، البتيخة، الخضراء، التي ينوءُ، تحتها: كتفُ أبيه، حتى: يُمنِّى النفس بما ستجره عربة هذه النعمة، التي هبطت على ولي أمره، من: السماء.
فبخلاف البتيخة، و لذاذتها، فإنَّ: مصروفًا سيمنح، وستُسدد له رسوم المدرسة، فلا يُجلد أو يُهان، وسيشتري الحذاء الجديد، الذي وعده أبوه به: بعد اعتذارين، بواقع اعتذار كل نهاية شهر، و سيعتدل مزاج أمّه، لتسود حالة، من: الرفاء، و يعم السلام: (أجواء البيت!).... و لن يهينه سيد الجزارة...
فالبتيخة، تقطع قول: كل خطيِبْ!
ويدلُف عم أحمد إلى الدار، فتضجُّ الأغنام فور رؤيتها البتيخة، وتصنف نفسها: ثالث المبتهجين بالبتيخة ذات القشر الموعود...و يلبلبْ تيس السعانين، معرباً عن بهجة إضافيّة بالبتيخة، فوق بهجته بإنفراده بالمُراح... بعضاً من الليلِ و آناء النهار...
كان من الممكن، أن يكون: صاحب زريبة الفحم، هُوَ، ثاني المبتهجين بالبتيخة، ولكنه، كان، وقت قدوم عم أحمد، في القيلولة... غير طامعٍ في زبون، و هكذا تدحرج للمرتبة: الخامسة أو السادسة، بعد أم عاطف، و قبل: سيد الطاحونة!
ولكنه ما أن رأى، أم عاطف، مُتجهة صوبه: لشراء الطلح، حتى فهم أن: عمك أحمد، (قابض!).
وفي الليل، عندما يفور دخان الطلح من دكّة (أم عاطف)، و يعبِّق سماوات الحي، تبتهج جارتها آمنة، زوجة ســــيد البيت، الذي ســـيعود حتما بالإيجار، الذي كان قد دفعه، له: (عــــــم أحمد)، في صلاة العشاء، بالمسجد، طالما القصّة، فيها: (طَلِحْ!)...
و عندما يحاول، سيد البيت، أن ينكر استلامه الإيجار، تفحمه زوجته (آمنة) قائلةً له:
- أوعك تنكر، يا: فالح!... طلح (سعاد) بوخُو لاوي...
و الحقيقة، إنّ (سعادأً)، كانت، تتعامل مع: (بوخة الطلح!)، مثلها و مثل اي حَمَّام بُخار، كعلاج لآلام لرُكب، التي:
- قامت عليها، من: صباح الرحمن!... و حمتها القعدة، و اعجزتها عن المشي!

amsidahmed@outlook.com
///////////////

 

آراء