التأريخ معمل التجربة الانسانية وحتمية الجمهورية الديمقراطية الدستورية

 


 

 

(١) المماليك أُصُولهم رقيقٌ مُحاربين، استقدمهم الخُلفاء العبَّاسيين الأوائل وجعلوهم حُرَّاسًا لهم وقادةً لِجُيُوش المُسلمين، وقد ازداد نُفُوذ المماليك بِمُرور الزمن حتَّى أصبحوا يُهيمنون على الخِلافة وعلى مركز صناعة القرار، مُستفيدين من ضِعف الخُلفاء وتراجُع نُفوذهم.

وحذا السلاطين والأُمراء المُسلمين حُذو الخِلافة في بغداد، فكان لِكُلٍ منهم جماعةً من المماليك الأشدَّاء والكفوئين عسكريًّا، ومن هؤلاء السلاطين الأيُّوبيين الذين حكموا مصر والشَّام تحت الرَّاية العبَّاسيَّة. ولمَّا مات آخر سلاطين بني أيُّوب، وهو الملكُ الصَّالح نجمُ الدين أيُّوب، سنة 647هـ المُوافقة لِسنة 1249م، كتمت زوجته شجر الدُّر نبأ موته إلى أن حضر ابنه توران شاه من الجزيرة الفُراتيَّة إلى القاهرة. وحاول توران شاه أن يُقدِّم مماليكه الذين اصطحبهم معه من الجزيرة، فعيَّنهم في مناصب الدولة، فما كان من المماليك القُدماء في مصر إلَّا أن ائتمروا به وقتلوه، ثُمَّ نصَّبوا شجر الدُّر سُلطانة عليهم في سنة 1250م، وهي أوَّل امرأة وُلِّيت شُؤون المُسلمين.ومنها بدأت دولة المماليك.

(٢) من المعلوم ان بعض الديمقراطيات المستقرة استقرت بسبب التزام الجيش بالشرعية الدستورية . وفي امريكا تكون الجيش بعد تكوين الجمهورية وصنع الدستور الامريكي.

الشاهد ان السودان تكون فيه الجيش قبل
الدولة الوطنية الحديثة في القرن الماضي وقد تم تكوينه بمال الحكومة المصرية وكان يتبع لساكن القصر الحاكم العام تحت الحكم الثنائي.وهو كذلك لم يخضع لسلطة الشعب الا لفترات قصيرة.

ميلاد الجيش من رحم شرعية المستعمر ( شرعية العنف والغاب) خلق فيه ثقافة توارثتها الاجيال تستند علي ازدراء اي شرعية سوي شرعية العنف كما رسخت فيه ثقافة الولاء للحكم العسكري.

في هذه اللحظة التاريخية يصبح السؤال هل تآكل دور الجيش ومكانته وشرعيته في نظر الشعب وقلوب الملايين هي بداية الطريق للانهيار الكامل الذي يعقبه اعادة التاسيس علي قواعد متينة من ممسكات الشرعية الدستورية.

بصورة اخري هل مايجري الان من احداث طريق حتمي نسير فيه عميا ولكنه يمهد للبناء الديمقراطي الراسخ ولو بعد حين. الله اعلم .

شريف محمد شريف علي
مركز السودان للقيادة والديمقراطية والسياسات ٢٥/١٠/٢٠٢١

sshereef2014@gmail.com

 

آراء