التحالف المدني الديمقراطي لقوي الثورة (صمود): بيان حول تطورات الراهن السياسي والخطوات المطلوبة لإنهاء الحرب

تدخل حرب 15 أبريل الإجرامية منعطفاً خطيراً تتجلى فيه قمة وحشيتها واستهدافها لحياة الناس ومعاشهم وكرامتهم وأمنهم، لتخلف أكبر كارثة إنسانية في العالم، وتمزق نسيج البلاد الاجتماعي، وتدمر مقدرات البلاد وبنيتها التحتية، وتشحن النفوس بالغبن والمظالم. الحقيقة المؤلمة الماثلة أمامنا أن استمرار هذه الحرب يمثل خطراً وجودياً للسودان كوطن وكدولة، وقد قاد بالفعل إلى انفراط عقد البلاد الاجتماعي وتعقيد فرص العيش السلمي المشترك بين مكونات الدولة السودانية.

وفي هذا التوقيت المفصلي الذي تمر به بلادنا فإننا نعيد التأكيد على أنه لا يوجد حل عسكري للأزمة الوطنية التي بلغت قمة تجلياتها في هذه الحرب الضروس التي تستعر في بلادنا، وإن الأوضاع الإنسانية المزرية التي يعيشها أهل السودان تحتاج إلى جهد حقيقي وتدخلات عاجلة لمخاطبتها، وان الحل السلمي المتفاوض عليه هو المخرج الوحيد من هذه الأزمة المستفحلة في كافة مناحي الحياة. كما أن مجابهة هذه التحديات تتطلب إرادة حقيقية من الفاعلين السودانيين أولاً وتحكيماً لصوت العقل لوقف هذا النزيف الآن، وتتطلب موقفاً إقليمياً ودولياً متسقاً ومتكاملاً يساند مساعي الوصول لسلام دائم وشامل وعادل في السودان.

في هذا السياق فإننا نؤكد مرة أخري اننا ننظر بتقدير بالغ لخارطة الطريق التي اقترحها بيان دول الرباعية الصادر بتاريخ 12 سبتمبر 2025، وللجهود التي بذلتها مؤخراً في اجتماعات واشنطن، ونؤكد أن هذه الخارطة جاءت معبرة عن تطلعات قطاعات واسعة من الشعب السوداني وانها وبلا مواربة تمثل الفرصة الأكثر حظاً لإسكات أصوات البنادق في بلادنا المكلومة، عليه فإننا نناشد بكل صدق قيادتي القوات المسلحة والدعم السريع للقبول الفوري وغير المشروط بمقترح الهدنة الإنسانية الذي طرحته الرباعية، والتوقيع عليه دون تأخير لتمهيد الطريق لتنفيذ بنودها كاملة بما يؤسس لحل شامل وحقيقي للأزمة الوطنية بأعجل ما يكون.

استجابة لهذه التطورات فقد انخرطت هيئات التحالف المدني الديمقراطي لقوى الثورة “صمود” التنفيذية والسياسية في اجتماعات عاجلة، بهدف دراسة الوضع الراهن ورفع وتيرة العمل الجماهيري والدبلوماسي لمجابهة مخاطر التشظي والدمار، وبما يعزز فرص السلام، وقد خلصت هذه المداولات الطارئة إلى الآتي:

١- تكثيف الاتصالات بالقوات المسلحة وقوات الدعم السريع وحثهم للتعجيل بإقرار هدنة إنسانية شاملة في كل أرجاء البلاد تشمل فتح الممرات وتوصيل المساعدات المطلوبة للمتضررين، واتخاذ تدابير عملية واضحة وإجراءات جادة لحماية المدنيين في كل مناطق النزاع.

٢- حشد جهود السودانيين/ات داخل وخارج السودان لتفعيل العمل الجماهيري الرافض للحرب والداعي للسلام العادل والدائم بما يشمل تنسيق الجهود بصورة شاملة وفعالة.

٣- تعزيز التواصل الفعال مع المنظمات الإنسانية الدولية لاتخاذ إجراءات عاجلة تضمن توفير وتوصيل المساعدات الإنسانية وحماية المدنيين في كافة مناطق النزاع، والمطالبة بدعم عمل لجنة التحقيق الدولية المستقلة لتوثيق كافة الانتهاكات التي حدثت خلال هذه الحرب.

٤- ابتعاث وفود لعقد لقاءات مع الفاعلين الإقليميين والدوليين لطرح تصورات عملية حول كيفية تسريع وتيرة جهود إحلال السلام في السودان وفقاً لخارطة الطريق التي طرحتها الرباعية.

٥- إطلاق حملات إعلامية تحاصر خطاب الحرب والكراهية والتضليل ونشر رسائل تؤسس للسلام والوحدة والتحول المدني الديمقراطي على كافة الوسائط المقروءة والمسموعة والمرئية.

ختاماً، يؤكد التحالف المدني الديمقراطي لقوى الثورة (صمود) على أنه لن يألو جهداً من أجل وقف نزيف الدماء في بلادنا وإسكات صوت البنادق وتحقيق السلام العادل والدائم والشامل، ورفع المعاناة الإنسانية عن كاهل شعبنا. وهنا فإننا نتوجه بنداء صادق لكافة مكونات الشعب السوداني وقواه الحية أن ترفض الحرب و أن تعمل سوياً من أجل الوصول لسلام حقيقي وعاجل يجعل هذه الحرب آخر مآسي السودان التي تطاول أمدها.

لجنة الاتصال السياسي والعلاقات الخارجية
29 أكتوبر 2025

عن طارق الجزولي

طارق الجزولي

شاهد أيضاً

مركز الخاتم عدلان للاستنارة ينعى المحاميةَ والمدافعةَ عن حقوق الإنسان الأستاذة نجلاء الماحي

ببالغ الحزن والأسى، وبقلوب راضية بقضاء الله وقدره، ينعى مركز الخاتم عدلان للاستنارة المحاميةَ والمدافعةَ …