التحية لشباب الثورة الشعبية التي إنطلقت

 


 

الطيب الزين
21 December, 2018

 

 

في هذه الايام المباركة، سطر شعب السودان وشبابه بحروف من نور ملحمة ثورية شعبية، قد إنطلقت شرارتها من عطبرة مدينة الحديد والنار. 

التحية لعطبرة وشرفائها الذين علمونا كيف تصنع الحياة، ويكون التغيير .
التحية لكل مدن السودان التي إلتحمت بثوار عطبرة ودنقلا والقضارف، وبورسودان، كما إلتحم فيها تراب الوطن الغالي بدماء الشهيد الذي سقط يوم امس.
التحية لكل الشرفاء الذين سطروا اروع البطولات التي إمتزجت فيها الشجاعة والاقدام والإيمان المطلق بحقه في الحياة الحرة الكريمة، دفاعاً عن ارضه وتاريخه الناصع المرصع بالبطولات والثورات عبر التاريخ ومحاربة الطغاة ومن عبثوا بمقدرات السودان الحبيب، بكل ممارساتهم الفاسدة تحت حكم طاغية يعتبر اكبر مُستبدوكذاب ومنافق ودجال مضهطداً لشعبه مدة ثلاثين عاماً، قد أظهرت انه عدوا للحق والخير والعدالة والحرية والسلام والاستقرار والوحدة الوطنية، مصاصاً للدماء وقاتلاً للعٌزل الأبرياء .
ها هم الثوار قد خرجوا معبرين عن رفضهم لحكمه وسياساته الفاشلة التي أورثت السودان وشعبه الخراب والدمار .
خرج في اغلب المُدن، شعب السودان وشبابه البواسل وهم يقولون: لا كفاكم إستهزاء بِنَا ، كفاكم سرقة، يا كيران يا حرامية، كفاكم نهباً لخيراتنا، كفاكم كذباً وتدجيلاً ...!
السودان بعد ١٩ ديسمبر ، أرض ثانية، وشعب حر ، وشباب توّاق أن يعبر بالسودان من التخلف الى التقدم ، من القهر الى الحرية ، من الظلم الى العدالة، من الظلام إلى النور، من الحرب إلى السلام، من الجوع إلى الاستقرار والتنمية والرفاهية، متطلعاً لسودان المستقبل الذي فيه مكان وفرصة للجميع، معطياً ظهره لشعارات النظام الهلامية...!
بل راميا النظام وشعاراته في مزبلة التاريخ...!
كم مرة حذرنا وتناولنا آثار الفساد والبطالة وغياب العدالة والممارسات الخاطئة من قبل النظام ورموزه ضد الشعب وشبابه، كم مرة حذرنا وأكدنا ان الثورة الشعيبة قادمة منطلقين من تجارب تاريخية عرفها السودان في أكتوبر ومارس ابريل وانتفاضة سبتمبر في هذا العهد اللعين ، إن من إسيتقظ اليوم وثار هم شباب لا يعرفون الاستسلام والإنهزام، إنهم صناع عهد جديد خالي من طغمة الانقاذ ورموزها الفاسدين.
الغرور والعجرفة جعلت الطاغية عمر البشير يحكم السودان ثلاثين عاماً، بل يحلم بالاستمرار في الحكم الى الأبد ...!
في هذا العهد الفاسد ملايين من الدولارات إن لم تكن مليارات صرفت لشراء ذمم السياسيين الانتهازيين في داخل السودان وخارجه من اجل التغطية على جرائمه وحماقاته بحق شعبه. . . !
هذا بجانب فساد أسرته وإخوته ورموز نظامه الفاسد.
أسرد هذه الحقائق عن النظام وجرائمه، لا يفوتني أن اترحم على روح الشهيد الذي سقط يوم امس، والشهداء الذين سقطوا في هبات شعبية سابقة، ولكي تتحقق الأسس والقواعد التي ثاروا من اجلها الشهدء الابرار الثوار الأحرار ، يبقى لزاماً علينا ان نهتم بما يلي:
أولاً الإنتباه كل الإنتباه من شباب الثورة لكل المتلونين، الوصوليين سراق الثورات، خبيثي التصرّف، محسني الحديث النظري، فلا يوجد منظر لهذه الثورة الشعبية التي إنطلقت من مدينة عطبرة وفي طريقها أن تعم كل مدن وقرى السودان الحبيب، فأنتم وحدكم دون غيركم المنظرون لهذه الثورة ومن حقكم ان ترسموا طريق الخلاص ، وتحددوا مطالب الشعب، لأنها شرعية اكتسبتموها بالدم والشجاعة والإقدام.
ثانياً بعد إسقاط النظام:
أقتراح تأسيس مجلس وطني في السودان يكون ممثلاً لشباب الثورة من كل ارض السودان الحبيب لبناء الدولة الوطنية الحديثة ويعتبر المجلس انتقالياً، يقوم بتشكيل لجنة من خيرة خبراء القانون في داخل السودان وخارجه من اجل صياغة دستور يضمن الآتي :
يكون النظام في السودان جمهورياً برلمانيا، مدة رئاسة الجمهورية ورئاسة السلطة التشريعية والتنفيذية أربع سنوات تحدد ولمدة واحدة فَقَط.
إستقلال السلطة القضائية والنص على كفالة حرية التعبير والصحافة وكافة وسائل الإعلام.
ثالثاً يكلف المجلس الوطني الإنتقالي، إحدى الشخصيات الوطنية بتشكيل حكومة إنتقالية خالية من رموز النظام والتيارات المتخلفة والانتهازية ، وتعرض على المجلس وبعد إعتمادها تتولى إدارة شؤون البلاد لمدة عامين أو ثلاثة أعوام ، وتقوم بالأتي:
تسهيل مهمة اللجنة المكلفة بوضع دستور وإتخاذ مل يلزم من تدابير من أجل عرضه على الشعب السوداني في إستفتاء حر تتم مراقبته من الداخل والخارج من أجل ضمان نزاهته. وأن تهتم الحكومة الانتقالية بتحسين معاش الناس. وان تحاكم رموز النظام محاكمات عادلة، وان تلتزم الحكومة الانتقالية بفترة الحكم المحددة وتقدم إستقالتها بعد إجراء الانتخابات الرئاسية والتشريعية.
رابعاً: يكون العمل دستورياً وواقعياً من خلال المجلس الانتقالي، وأن يكون دور القوات المسلحة حماية الوطن والشعب والثورة، ولا تُمارس السياسة مطلقاً.
هذه الاجندة المهمة اقدمها بكل تواضع باعتبارها رأياً لشباب الثورة المنطلقة هذه علها تساعد في رسم معالم المستقبل وتأسس لحياة جديدة في السودان الحبيب تضمن له الأمن والإستقرار، ولشعبه العيش الكريم في وطن فيه كل مقومات الحياة. التحية للشعب السوداني وشبابه الثائر، الذي عملنا كيف تصنع الحياة .
وها هو يملأ الشوارع في اغلب مدن السودان يقول للطاغية: كفى ظلماً، كفى قهراً ، كفى جوعاً كفى فقرأ ، إنها ثورة ، ثورة ، ثورة، حتى فجر الخلاص . عاش الشعب وعاش شبابه الثائر .
التحية لكل الشرفاء .

الطيب الزين

eltayeb_hamdan@hotmail.com
////////////////

 

آراء