التراضي الوطني بدلاً من الاستقطاب والعنف
نور الدين مدني
8 July, 2013
8 July, 2013
noradin@msn.com
كلام الناس
* مازلنا عند رأينا الذي قلناه من قبل عقب ظهور نتيجة الانتخابات الرئاسية في مصر وفوز الرئيس السابق الدكتور محمد مرسي، أنّ الحل الأمثل لإحداث اختراق إيجابي يسهم في الانفراج السياسي اللازم لاستكمال مسيرة التحول الديمقراطي يستوجب التراضي الوطني وقبول الآخر وإشراكه عملياً في التغيير المنشود.
* لن ندخل هنا في النقاش البيزنطي الدائر حول الديمقراطية والانقلاب على الديمقراطية؛ لأنه ثبت عملياً أن الطرح السياسي للأحزاب عندما تكون في المعارضة يختلف عن ممارستها السياسية عندما تصل إلى السلطة خاصة الأحزاب العقائدية بمختلف مرتكزاتها الفكرية.
* نقول هذا بمناسبة استمرار حالة الاستقطاب في مصر خاصة بعد إعلان تكليف الدكتور محمد البرادعي رئيساً مؤقتاً للوزراء ـ ولابد من وضع ألف خط تحت مؤقتاً هذه ـ ففي حقيقة الأمر أن ما حدث في مصر بعد تدخل القوات المسلحة أدخل مصر في مرحلة انتقالية نراها ضرورية للخروج في حالة الاستقطاب القائمة حالياً.
* إننا نؤكد مجدداً رفضنا لإقصاء المعارضين الذين من حقهم ممارسة نشاطهم السياسي السلمي العلني بعيداً عن العنف وترويع المواطنين، والاستعداد للانتخابات المقبلة لتأمين عملية التحول الديمقراطي في مصر بدلاً من وضع المتاريس أمام المرحلة الانتقالية!!.
* نقول هذا وقلوبنا على بلادنا التي مازالت تعاني من حالة الاستقطاب الحاد بين الحكومة والمعارضة المسلحة حول السلطة والثروة دون أي اعتبار للتداعيات السالبة على المواطنين جراء عدم الاستقرار السياسي وطغيان التيارات الجهوية والقبلية المسلحة وتناميها!!.
* لذلك لن نملَّ الدعوة للحوار "السوداني السوداني" خاصة مع أهل الداخل لاستكمال سلام دارفور وتحقيقه في كل ربوع البلاد، خاصة في مناطق التوترات الحالية في جنوب كردفان والنيل الأزرق وحول أبيي، والالتفات بجدية أكثر لإحداث الإصلاح الاقتصادي الأهم لمجابهة سرطان الغلاء وانفلات الأسعار، جنباً إلى جنب مع الجهود اللازمة للاتفاق السياسي على الدستور، وعلى صيغة انتقالية وخارطة طريق .. على هدي أجندة الاتفاق القومية التي يمكن التراضي عليها إذا خلصت النوايا وجدَّ العزم لدفع استحقاقات التداول السلمي ديمقراطياً.