التسوي كريت في القرض … تلقا في جلدا

 


 

 

 

أعجب لزعماء أحزابنا وأكاد ( أطق) من الإندهاش عندما أراهم يتكئون علي المقاعد الوثيرة أمام شاشات التلفار وهم يتلذذون بمشاهدة الديموقرطية تُمارَس في الغرب !! ... ويستمتعون بمتابعة مناظرات (دونالد ترامب) و (جو بايدن) وكأنهم يشاهدون لعبة (شليل وينو اكلو الدودو... شليل وين راح... اكلو التمساح)... أو لعبة (الرمة) و (الحراس).

وأعجب أكثر وأكاد ( أطرقش) من عدم استفادتهم مما يشاهدون...
فكم كنت أتمنى أن يبدأ قادة أحزابنا من الآن (وليس غداً) في الإعداد والتجهيز للإنتخابات ... إنَّ أحزابنا وحسب قول الميكانيكي (شنبر ما بتقبلو) ... وإن الماكينة (عاملة راتب) ...
وتحتاج لعمرة كاملة ...
كم كنت أتمنى أن يبدأ زعماء أحزابنا وهم (كبارنا) في بناء هياكل أحزابهم ... وفي عقد مؤتمراتهم وتصميم برامجهم الإنتخابية.
إنّ ديموقراطية اليوم ليست كديموقراطية الأمس ... لقد تبدل الزمان ودار دورته ... فشباب اليوم لن تقنعهم أحزاب (السادة) ... ولا (الوراثة) ... ولا (العمودية) ولا (النظارة) ولا (ده ولدنا صوتولو) ... شباب (القيادة العامة) ليسوا ... كشباب (المسيد) و (التقروقة) ... ولن يأتمروا بأمر سيد أو شيخ ... إنّ انتخابات اليوم انتخابات (برنامج) ... (فافهموها صاح) و (الحشاش سيملأ شبكتو) ...
إنّ المتمعن في تأريخنا السياسي يلحظ بوضوح دورة حياة الجرثومة الخبيثة ... جرثومة الانقلابات العسكرية ... وكيف انها تعيش وتتغذي علي خلافات المدنيين ... فتنمو وتكبر ... وتفتك بالديموقراطية ... ليت ساستنا يعون الدرس ويفهمونه ... ويقال إنّ كثرة التكرار ... تعلم (الشطار). إنّ أحزابنا التقليدية تكلست وتجلط الدم في عروقها ... ولا بد من إعادة هيكلتها ... وضخ الدماء الشابة في قياداتها ... لتقدم برامج إنتخابية عصرية مقنعة تعالج مشكل (محمد أحمد) ... الذي يتوق ويتحرق شوقا لبرنامج يحل أزماته اليومية كأزمة الوقود والنقود والقوت ... ويتطلع لبرامج إنتخابية طموحة تضع حلولاً لقضايا الجهل والجوع والمرض والتخلف ... ويأمل في التنمية وانخفاض معدل التخضم وتشغيل الشباب الذي يلعب( الليدو) طول النهار ... ويتعاطي الجبنة (وتوابعها) طول الليل ... علي بنابر (ستات الشاي)!!.
ولسان حال ( محمد أحمد) يقول لكم : هذااا ... أو... ( الطوفان)!!.
علي أحزابنا أن (تطوِّل بالا) وأن ( تبقِّي روحا سلبه) وتتحمل الديمقراطية ... وألا يلجأ (الذي قنع) من الفوز في الإنتخابات الي (لعبة الانقلابات) القميئة.
وأتمني من كل قلبي ان تكون أحزابنا قد تعلمت من كثرة (المبيت والإعادة) في فصول الديموقراطية الأولى درساً هاماً واحداً هو : *( التسوي كريت في القرض ... تلقا في جلدا)*.

د. فتح الرحمن عبد المجيد الامين
الخرطوم في 22 أكتوبر2020

fathelrahmanabdelmageed720@gmail.com

 

آراء