التعريف الإضافي: جبريل إبراهيم الذي لا يحب الخواجات !!

 


 

 

حاول جبريل إبراهيم تعريف الناس بنفسه.. وقال: لمن لا يعرفنا نحن ثوار أحرار (لا نحب الأجانب)..! وقد اتعب جبريل نفسه فالناس يعرفونه ويعرفون انه عندما أتاحت له ثورة ديسمبر بدماء شبابها العودة للسودان وقف في صف الذين ذبحوا الشباب ويواصلون ذبحهم ..ولم يقف يوماً واحداً في صف الثورة التي أنعمت عليه ليس بالعودة فقط بل بان يصبح وزيراً للمالية.. ثم عندما قام انقلاب البرهان وجنرالاته ضد الثورة وقف في صف الانقلاب من يومه الأول وجلس على ذات المقعد الوزاري التي أوصلته له الثورة...ولكن هذه المرّة تحت رعاية الانقلاب..!
الناس يعرفون جبريل إبراهيم ولا داعي أن يعرّف نفسه فقد كان يضع نفسه زعيماً لحركة تحرير وطني تناضل من اجل الحرية والديمقراطية وضد الشمولية والديكتاتورية...وعندما أتاحت له تضحيات الشعب السوداني أن يعود للخرطوم وقف مع الغيلان والوحوش وأعداء الديمقراطية بل أصبح من أشد أساطين الانقلاب تطرفاً وتجبراً..!
لا داعي أن يعرّف جبريل نفسه فالناس يعرفون أنه كان يتزعّم حركة يقول إنها من اجل أجل تحرير دارفور و(بالجملة ) تحرير السودان وإزالة التهميش..وما أن وطأت أقدامه أرض الخرطوم حتى أصبح يعيش في مستوى أثرياء العاصمة وأحيائها ذات العمارات الشواهق لا سكني أهل الهامش..ولم ير الناس له عملاً واحداً من اجل النازحين وساكني المعسكرات..ولا يكاد يذكرهم بكلمة ولم يتكرّم بزيارة أطفالهم الذين لا يجدون الدواء والكساء دعك من المدرسة والحديقة..!!
الناس يعرفون أن أول زيارة لجبريل لم تكن للعزاء في آلاف قتلى دارفور الذين طحنتهم الإنقاذ ولكن كانت ذهابه للتعزية في وفاة زعيم التنظيم (والموت حق)..وقد استلفت النظر أنها كانت (زيارة عزاء سياسي) أراد بها جبريل تجديد الولاء ومخاطبة رفاق حزبه في تنظيم الجبهجية بلسان الحال الذي يقول: (أنا منكم أحبائي..وما زلت على عهدي)..!!
وعندما راق لجبريل أن يسجل زيارة لدارفور بعد أكثر من عامين من وصوله السودان (وبعد تعيين المحاسيب من خاصة قراباته) حشد أسطولاً من عشرات سيارات الرفاهية والدفع الرباعي وبكاسي حاملي السلاح من اجل حمايته الشخصية.. ولم تنل دارفور من زيارته الاستعراضية هذه غير الغبار الذي إثارته هذه (الغزوة البرادوية) نسبة إلى سيارات البرادو الفاخرة التي لم تتوفر للملك تشارلس ملك بريطانيا..وموكب جبريل يمر بغير توقف على القرى المنسية والفرقان الحزينة..والانكشارية المدججين بمدافع الدوشكا أمام وخلف الموكب يعكرون سكون القرى بصيحات الحرب..وكأن دارفور لا يكفيها ما عاشته وتعيشه من فرقعة السلاح وصيحات الجلالة التي لم تحمل إليهم غير الموت والخراب..! هل حمل جبريل معه علبة لبن أو (كرتونة تمر) واحدة أو سبورة تلاميذ..خصماً على قيمة سيارة واحدة من هذه القافلة التي لا مثيل لها غير غارات أفلام المافيا..؟!
لا ينبغي أن يجهد جبريل إبراهيم نفسه لتعريف الناس مَنْ يكون...فقد اختار عقب عودته أن يمشي بخيلاء على دماء الشباب ضحايا حكومته وجماعته ولم يقم بتسجيل أدني احتجاج على رصاص الانقلاب الذي يقتل الشباب المسالم..بل أصبح هو وكتلته حرباً على الثورة ومعه زملاؤه من الحركات التي تشبه حركته وقادتها مثل (مالك عقار) الذي قال إن ثورة ديسمبر (إرهاب ضد الدولة)..!
الناس تعرفك يا سيدي فلا داعي لتعريف نفسك..ألست أول من استخدم (سلطة الوزير التقديرية) ليس للسماح بجوال دخن من ميزانية وزارته لأسرة من النازحين مات عائلها..بل من اجل إعفاء سيارة خاصة لإبن أخ الوزير من جمارك الدولة..؟!
هل تدري يا صديقي ماذا قال جبريل في فقرة التعريف بشخصه كما وردت في وسائل الإعلام..؟! قال: (لمن لا يعرفنا نحن ثوار أحرار ولا يشرّفنا أبداً أن نكون ضمن طاقم حكومة يصنعها الأجانب)...!!
جبريل العائد من مؤتمر بشأن بلاده (تحت رعاية مخابرات أجنبية) من الأحرار الذين لا يشرفهم العمل مع الأجانب ..!!
أين كان يعيش جبريل إبراهيم طوال ثلاثين عاماً..؟ ومن أين له هذا التمويل لشراء السلاح ومئات السيارات الفاخرة ونفقة الوفود التي تغدو وتروح إلى ألمانيا وجرمانيا وليتوانيا..لقد كفانا التعليق مَن قال إن كل هذا التمويل الضخم بمئات ملايين الدولارات لحركة جبريل كان من اشتراكات العضوية.. الله لا كسّبكم..!

murtadamore@yahoo.com

 

آراء