التنوع والتعدد في السودان مدخلاً للوحدة والسلام والعدالة وليس العكس

 


 

 

 

يوجد مخطط الان مدروس يعمل لجر الجميع لمربع المواجهة بإبعاد جهوية وعنصرية بعد نجاح الناس في احتواء الجر لحرب دينية من خلال التجييش الذي حدث بافتعال العلمانية وما ادراك ما العلمانية 

فتراجع المخطط الى خانة الجهة والقبيلة للاسف بعض الممارسات بوعي او من دون وعي تغذي روح هذا التناقض حتى يقود الى الانفجار الذي ينتهي الى حرب داحس والغبرا هي امانيهم وجب علينا ان نكون سدا منيعا امام هكذا مخططات تفتيتية للوحدة الوطنية
*مع ذلك علينا البحث وبأمانه وصدق في جذور المشكلة الأساسية التي تتغذي على النعرات القبيلية والجهوية والدينية والعمل على حل المشكلة من الجذور وليس ان نكتفي بالرفض فقط، الرفض فقط دون تقديم حلول موضوعية لجذور الأزمة لا يعدوا كونه مجرد اماني والأماني لا تحل بل تزيد المشهد تعقيدا*
ان الأزمة الوطنية الشاملة حقيقة ماثلة أمامنا وتجلياتها واضحة في كل مناحي الحياة نتلمسها في كل شيء. بالتالي لتجاوز حالة الأزمة لابد من البحث في جذورها وتقديم معالجات لأسباب الأزمة الحقيقية التي أنتجت حالة الهيجان القائم على الانغلاق والانكفاء بدل الانفتاح على الآخر والتفاعل معه بايجابية من خلال تقديم نقد للذات بصدق وإشراك الجميع في الحلول دون استثناء
اي محاولة للغطغطة لا تعدو كونها ذر الرماد على العيون لتغبيش الوعي وإبعاد الناس عن رؤية حقيقة أزمات الوطن التي تحتاج وقفة جدية.
التنوع والتعدد حقيقية ماثلة ولا يمكن القفز فوق هذه الحقيقة ولابد من استيعابها بشفافية حتى ننتقل من دولة المحاصصة الى دولة المواطنة التي تقطع الطريق امام اي دعوات ذات ابعاد عنصرية او جهوية ونغلق اي باب للتدخل الخارجي كان او داخلي يهدف للاستفادة من التناقضات الداخلية وتوظيفها لتفكيك الدولة السودانية. مع انه هذه التناقضات الناتجة بفعل التنوع يجب ان تكون رافعة للوحدة الوطنية واداة منعة وقوة للدولة السودانية وإثراء لروح التنافس الشريف المفضي الى تنمية متوازنة تستوعب حاجات الجميع.

اننا نريد ان نفهم ونتفهم حقيقة الحياة الاجتماعية والثقافية والسياسية والدينية والتركيبة الاثنية في ارض الواقع بدون مساحيق او تجميل.
للاسف حتى داخل حجرة التفاوض لم نرتقي لفهم حقيقة التنوع والتعدد وهي فاجعة بالجد للاسف هذا مرض خطير جدا. والآن يتم الشحن على اسس احيانا غير موضوعية.
ان بناء هياكل المجتمع المدني من نقابات وأحزاب ومنظمات مجتمع مدني سوف يوفر روابط اجتماعية وعقد اجتماعي جديد بدلا للعقد والرابط الدموي القبلي و الجهوي مما يقود الي الدولة المدنية الحديثة

ان التنوع والتعدد اداة قوة ومنعة وحصانة متينة تحمي وتسور الدولة وتنتقل بها من خانة الاستقطاب السلبي الى الاستقطاب الإيجابي واستيعاب الآخر في حياتنا اليومية والقبول به كحقيقة لا يمكن تجاوزها او نكرانها.

aldastwour1111@gmail.com

 

آراء