الجالية السودانية ( بمحافظة خاوتنغ ) في جنوب أفريقيا، حكومة أم معارضة ؟

 


 

 


بدأت رياح الإنشقاق في الجالية السودانية بالخارج بالتزامن (الخبيث) مع إنشقاق دولة جنوب السودان ، في كل دول العالم ، في كندا في الدول العربية في أوروبا وعندنا في جنوب أفريقيا ، وحينها كتبنا ، أن يا أيها المتسيسون من معارضة الخارج ، أن محاولة شق الجاليات وشيطنتها سياسيا ، سينقل المجتمع السوداني الصغير المغترب في العالم وفي جنوب افريقيا خصوصا ، من الهدف الإجتماعي ، للدخول في شقاق ومعمعة لا داعي لها ربما تصل بالناس حتى لقطع السلام والتحايا بينهم والوصول لدرجة العداء .... المفعتل من مهووسي ما يسمى المعارضة  ، الديمقراطيون الثوريون الجدد ( مجموعة الجبهة الثورية ، المنبر الديمقراطي، وما شابههم من بني علمان )، ودمغهم كل من خالفهم على أنه ( كوز وتابع للمؤتمر الوطني والسفارات وكلاب للأمن وخلافه )، من التصنيف الممجوج والأعرج حتى يصلوا لهدفهم الوحيد في تمثيل السودان بإسم معارضة الديمقراطيين الجدد هؤلاء.

عن أي سياسة يتحدث هؤلاء ، وعن اي ديمقراطية وهم لا يحسنون ويكرهون حتى السلام على الآخر ، بعدما صنفوه ، وعن أي نضال يحدث هؤلاء ، وأي هوس وأي شيطان وأي أبتلاء دعا هؤلاء لشق عائلة سودانية صغيرة لا تتعدى الخمس عشر اسرة وحفنة من طلاب وأساتذة جامعات وأطباء إلى تكوين كيان آخر لهم يسمى الجالية السودانية بمحافظة خاوتنغ ؟

دعوني أريكم المعلن والمخفي من الأسباب :-

أولا يتكون جوهر قيادة هذا الكيان من حفنة (ديمقراطيين  ثوريين جدد )  لا يتعدى عددهم أصابع اليد الواحدة ، فكروا في تكوين هذا الجسم بأوامر عليا من جبتهم الثورية العريضة ، وما شابهها ، على أن ( يفرزوا) نارهم عن الجالية الأم بالتزامن مع إنقسام الوطن الشقي ، والسعي لإيجاد (جالية موازية)، تخدم مصالح المعارضة وتتحدث بإسمها ، تقف ضد أي شيء يتحدث بإسم السودان وصالح السودان ، ما دام أنهم يعارضون المؤتمر الوطني ، وما دام المؤتمر الوطني حاليا يحكم السودان ،  وهم بذلك لا يفرقون بين المؤتمر الوطني ، والبشير والكيزان وبين عزة والوطن والسودان .

مصيبتنا الكبيرة في السودان أننا نحارب الوطن حربا مرحلية ، أي إذا كانت الحكومة إسلامية فإن هؤلاء حربا عليها حتى لو أدى ذلك لتدمير الوطن ، والعكس صحيح ، وهي المصيبة والمرض والعلة التي إنشق بها هؤلاء وجرجروها على الجالية حتى صرنا في شقاء ما بعده شقاء .  

بعد أن شقّ هؤلاء الجالية في المرحلة الأولى ، واختاروا ( خاوتنغ)، وبعد حين من الزمان في خطتهم الكبرى لتمثيل الجالية بإسم الوطن ، وجدوا ان هذا المسمى  لا يليق بهم وأصغر من حجمهم  وآمالهم ، كما يتوهمون ، فصار هدفهم الرجوع للجالية الأم ثانية وبأي صورة ، والإستيلاء عليها ، أحيانا بخدعة الصلح وأحيانا بالتغول على إجتماعاتها العامة ، بل الآن بالتحدث بإسمها علنا بل بعقد جمعية عمومية ، بعد غد في دارها ، وبإسمها علنا ، وربما سجلوا جالية أخرى بنفس الإسم ولكن برقم آخر ، حتى يتحدثوا بإسم الجالية السودانية بجنوب أفريقيا ، لكي يكون يتحدثوا بإسم جالية وطن كامل ، ودولة  شقية إسمها السودان ، وهم في نفس الوقت حفنة معارضة ، ولكن لا يستحون ، في أن يكون وجههم بقناعين ، ولسانهم بلسانين ، وخطتهم خطتين ، وفي جوفهم قلبين ، بأن  أن يتغولوا على الجالية الأم ويحتفظوا أيضاً بفرعها في نفس المدينة ، حتى يكونوا جالية معارضة هناك ضد الحكومة والوطن ، وجالية (حكومة)، ووطن هنا في نفس الوقت ، ليطبولوا على طبل واحد بنقارتين ، حتى يعطوا المعارضة وصى والحكومة عصى ، ولم لا وهذا زمن الهوان والمهازل والنفاق والشقاء ؟ لم لا؟

الغريب جداً في الأمر مع طمعهم الزائد هذا أنهم لم يتركوا منبرا  الا حاربوا فيه الوطن بحجة محاربة المؤتمر الوطني ، ولا تركوا إجابة سالبة أو سمعة سيئة إلا كالوها للسودان بإسم محاربة البشير لأنه يقود دولة إسلامية ، وما تركوا بوقاً لما يسمى بالمحكمة الدولية التي تريد أن تركع الوطن في رمزه ، إلا نفخوا فيه  وناصروه وزعقوا بإسمه ، وعبره ، وما تركوا مؤتمرا ولا لقاءا ولا إتحادا ولا جماعة ولا مجموعة ولا فردا يتحدث عن  السودان ، في جنوب أفريقيا إلا زوه جهرا وعهرا وقهرا وشيطنت على وطنهم السودان ، وإلا كالوا لوطنهم السباب واللعن بإعتبار أنه ( حاليا)، تحكمه حكومة إسلامية  ، وما تركوا لهذا الوطن المسكين صفحة  ( صفحة ترقد عليها ) .

تخيلوا أن هؤلاء ومع هذا التجييش ضد السودان ، يأتوا أحيانا ، ليقابلوا الوافدين الرسميين والرياضايين من السودان ويجلسوا بكل راحة معهم ويتجاذبون أطراف الملاطفة والحديث المنعم والبسمات  في حب الوطن ، نفاقا ورياءا ، ( وإذا لقوا الذين آمنوا قالوا آمنا وإذا خلوا إلى شياطينهم قالوا إنّا معكم إنما نحن مستهزءون ، الله يستهزء بهم  ويمدهم في طغيانهم يعمهون ).


عينة من هؤلاء ، كاتب المقال (لا بد من الديمقراطية وإن طال النضال ١) في الرابط الألكتروني أدناه ،  يحدثنا عن الديمقراطية ، ويرمي بقتل الآخرين لقبيلته على حكومة السودان الحالية ، أيضا لأنها حكومة (إسلامية )، و هو واحد من الذين قادوا الحملة لشق الجالية وتوجيهها لتصير جالية (معارضة)،  وفي الوقت الذي يقوم بذلك ليلا ، يجري نهارا للسودان برجال الأعمال الجنوب أفريقيين وبالشركات لكي يتنزى على عتبات نفس (الحكومة)، وزاراتها ، مصالحها وحتى رئاستها ، وفي نفس الوقت أيضاً يأتي ليقف خفية ، ضد رئيسها البشير في جنوب أفريقيا في لقاءات رسمية وأمام رئيس جنوب أفريقيا ، ليحرضه على البشير وعلى تغيير سياسة دولة جنوب أفريقيا نحو النظام بالسودان  :-


"قلت للرئيس أنا سودانى و جنوب أفريقى و بلدى غنى بالموارد و أهله عظماء و لكن جاء بى الى هذا البلد حتى صرت فيه مواطنا و مثلى معظم الجالسين فى هذه القاعة النظام السياسى الظالم فى بلادنا و الذى تؤيده و تدعمه أنت و رؤساء دول أخرى مثلك مما يزيد النزوح الى البلاد الديمقراطية و اذا لم تغيروا سياساتكم فى الاتحاد الأفريقى فسيستمر النزوح من الدول الأفريقية !!!!! "
تخيلوا أن مثل هؤلاء كثر كما يدعي في مقاله نفسه ، نعم هم كثر في العالم الان مروجوا الخنا ومسلوبوا الضمير ومحدودي الرؤية الذين لا يفرقون بين البشير والسودان وبين الوطن والمؤتمر الوطني أو حكومة مؤقتة ويحاربون أنفسهم نزقاً وسفها وقلة حيلة فكرية ، كما يحاربونا نحن المساكين في جاليتنا الصغيرة ويردونا أن نكون تحت إمرتهم نتعبد أوهامهم ونحمل معهم لافتاتهم وشعاراتهم البائرة لكي نرفعها في وجه السودان وأمام سفاراته كما يفعلون ، حربا وطعنا من الخلف ونأتي لتنزق على موائد الزائرين من السودان ونأتي لكي نمثله في جالياته وكياناته الرسمية ، وبالليل نمثل معارضته وندعوها للتحدث ضده في جامعة بريتوريا وبيرغر بارك .


ما تقع فيه جاليتنا وكثير من الجاليات الأخرى ، في العالم من إستلاب ونفاق لتغيير منهجها من الإجتماعي والتواصلي مع البلدان المستضيفة ، تقع فيه كثير من الجاليات الأخرى في العالم ، بنفس قدر مصيبة السودان الكبرى بيد من يدعوننا للديمقراطية وهم لا يعرفون أنهم مجرد أبواق صدئة في ظلّ عالم مجنون ، ولكنّا لها حتى الرمق الأخير.


إقرأوا معي في الرابط أدناه ، مقال بعض هؤلاء المنشور في سودانايل في ٢٠١٥/٥/١٥ تحت عنوان ( لابد من الديمقراطية ولو طال النضال ١)،   وهو نفس  المعارض الجهور ، الديمقراطي الجديد ، الدكتور ، النابه ، الفطن ، الذكي ، والذي يدق على مليون طبل في نفس الوقت ، وهو الذي سجل جالية خاوتنغ ، كيف يهين رئيسه ونظامه ودولته ووطنه بإسم التزلف والتقرب للرؤساء في الخارج ، واذا قابله أو قابل معاونيه ، لفَحَ ذؤابته الطويلة قبل أن تنجّرَ على موائده ، ثم بالله أحكموا على مثل هؤلاء ، ورجائي ايتها المعارضة ( العاقلة )، أنقذونا وأنقذوا الوطن من مثل هؤلاء :-


http://www.google.co.za/search?q=لابد+من+الديمقراطية+ولو+طال+النصال&ie=UTF-8&oe=UTF-8&hl=en-gb&client=safari

الرفيع بشير الشفيع
بريتوريا جنوب أفريقيا
عضو الجالية السودانية بجنوب أفريقيا  

rafeibashir@gmail.com

 

آراء