( الجمارك في السودان وابقى مارق)

 


 

 

  لعل الصور المشوه التي يرسلها او يبعثها المغتربين من خلال تعامل افراد قوات الجمارك معهم توحي بالعديد من السلبيات والتعدى الفاضح والكبير نحو هذا المواطن المغترب المغلوب على امره والتائه في ارض الله الواسعة من اجل ابنائه كما لايخفى عليكم هذا الثقل الكبير من الضرائب والرسوم التي تفرض علىه الحكومة وايضا تمثل هماً كبيراً بجانب كل ذلك،ونحن في هذه السانحة لا ارغب ان اقارن مابين المغترب السوداني(البقرة الحلوب)والمغترب المصري اوالتشادي الجاراو الفلبيني،مع العلم ان جميع المغتربين المذكورين يتمتعون بامتيازات لن ولم توجد في المستقبل للمغترب السوداني من حيث شحن العفش او الامتعة الى السودان حيث نجد المغترب الفلبيني خالي الرسوم من قبل الجمارك من جميع المقتنيات الشخصية الخاصة به من الادوات الكهربائية او الالكترونية وغيرها ماعدا السيارات عليها رسوم،اما المغترب المصري ايضا  الوضع افضل من المغترب السوداني وبزيادة،فنحن الادني وفي الدرك الاسفل من المرتبة من حيث التعامل داخل بلدانا السودان، لذا نجد الكثير من السودانين تجنسوا بجنسيات اخرى هرباً من الضرائب وسوء التعامل في السودان سواء اكان مع الجمارك وغيره.   نعم ان الجمارك في السودان قضية صعبة تورق مضاجع المغتربين السودانين فالحلم الذي خروجوا من اجله لم يتم فاصبح معلق مابين جشع الدولة التي تنظر الى المغترب السوداني (كالبقرة الحلوب) حيث الضرائب والزكاه والرسوم الاخرى من جهة ومن رسوم الجمارك السودانية من جهة اخرى، فهو ثقل على كل ما يجلبه المغترب السوداني لاسرته من معدات وادوات كهربائية والكترونية وغيرها من جهة اخرى ناهيك عن السيارات ومعدات ومستلزمات الاستثمار في حاله الخروج النهائي، فلازال المغترب السوداني يكتوي بنيران حكومة السودان وما تبتدره من رسوم اصبح المغترب السوداني صريع همومه المتراكمة يومياً،في ظل الوضع الصعب لدول الاغتراب ايضا هو اسير العودة والاخيرة اصبحت اصعب او التجنس بجنسيات دول افريقية اخرى ليس بها اي التزامات اخرى وهذا ارحم ان كان للهروب مزيه من ذلك، فلعنات الجمارك لازالت تطارد المغترب السوداني في حله وترحاله بدلاَ ان يكون الوطن متكاَ اصبح طارداَ بما يحتويه من محن واهوال هي اكبر من آماله وتطلعاته، والله من وراء القصد..   

د. احمد محمد عثمان ادريس ككك

 

آراء