عبد الله جلاب:
قدمت أبادماك (تجمع الكتاب والفنانين التقدميين) في بداية عهدها في مطلع العام ١٩٦٩ احمد طه كشاعر وكان أصغر ابناء ذلك الجيل سنا ولكنه وقف في صف واحد من شعراء ذلك الوقت والزمان في صف واحد. شارك في مدينة ابادماك في حدائق المقرن التي أمها نَفَر كبير من مواطني العاصمة طوال يوم عامر بالشعر والتشكيل والمعارض والغناء والمسرح. وكما تقدم احمد طه الشاعر تقدمت فرقة الرجاف الموسيقية بقيادة اسماعيل واني وزملائه من ابناء الرجاف وجوبا كاول مجموعة ثقافية مشاركة في توسيع الفضاء الثقافي. هكذا جمعت مدرسة الحداثة الفنون والآداب واهلها كفصيل واحد. شارك احمد بحماس وجدية في قافلة أبادماك التي جابت العديد من مدن وقرى الجزيرة.
لقد تميزت شخصية احمد طه منذ ذلك الوقت بالحيوية والصداقة الصادقة والجد والحميمية. وبمثل الحماس الذي ساهم فيه كشاعر في ابادماك التقى من جديد ببعض الابادماكيين الأوائل على رأسهم موسي الخليفة لتكوين لتكوين ملتقى المثقفين التقدميين في العام ٢٠٠٤. وكما جاء الى المجال الثقافي كشاعر ناضج جميل العبارة والتعبير جاء من واقع حبه لكسلا الذي لم يفارقه قط ظل مقدما نفسه لكل المجالات كسوداني يحمل ذلك همه وفرحه كل السودان. تلك الصفات التي لم تفارقه حتى اخر يوم في حياته. وقد جمع بتلك الخصال والمواهب أصدقاء من اجيال المثقفين من بقاع السودان الشتى. وفي رحلته الاخيرة للأبيض وبارا والبشيري أدهش مستمعيه بمعرفته بثقافة وشخصيات تلك المناطق الثقافية وكيف ظل حبل الودود بينه وبينهم ممتدا على العصور. انظر الى ماكتب عن رحلته تلك وكيف رأى مثلا في الابيض و(ناس الابيض) كيف يتكون السودان في عظمته كيف نمت الابيض الثقافية التي تسامقت بان جمعت من الأعراق واشكال وأنواع الفنون والفنانين والشعراء فاوعت. لذلك فهو عندما يقول (ناس الابيض) فهو يشير الى تجربة انسانية تتسامى عن الهويات القاتلة “القبليات” وذلك وجه اخر من وجوه مدرسة الحداثة. نموذج من مثل ذلك البوح الجميل تضمنه ماكتب عن الابيض ” فحل الديوم” في سودانيز اون لاين. احمد طه جذوه من قبس الحداثة كان وسيظل متقدا.
عبد الله علي إبراهيم
سودانايل أول صحيفة سودانية رقمية تصدر من الخرطوم