الجنرال اسماعيل خميس جلاب: أبناء النوبة قد حملوا السلاح من أجل تقرير المصير ومازالوا يقاتلون حتى الآن من اجل الوصول لذلك الهدف

 


 

 

سودانايل: ترجمة : بابكر فيصل بابكر
إلى : رئيس الآلية الإفريقية الرفيعة – سعادة السيد / ثابو إمبيكي
عزيزي :
نحن, مواطنو جبال النوبة ومنظمات المجتمع المدني, في الداخل والخارج نعظِّم دوركم في محاولة التوصل لسلام دائم وحلول تلبي طموحات وآمال أبناء إقليم جبال النوبة.
للوصول لتلك النقطة فإنَّ هناك بعض الاسئلة التي تحتاج لإجابة ومن عبرها يمكنكم النظر للصورة الحقيقية لقضيتنا. هذه الأسئلة تتمثل في :
1 ماذا يريد أبناء منطقة جبال النوبة من هذا النضال ؟
2 كيف يمكننا حل قضية جبال النوبة بحيث نلبي طموحات أبناء المنطقة لحل نهائي وعادل ؟
3 من هم الناس المنوط بهم قيادة عملية التفاوض القادمة للتوصل لسلام شامل وعادل ودائم ؟
مقدمة :
تقع جبال النوبة بين خطي عرض 10 و 13 درجة شمال وخطي طول 29 و30 درجة شرقو وتغطي مساحة 82 الف كيلومتر مربع وهو ما يساوي مساحة اسكتلندا. وبحسب نتائج آخر الإحصاء السكاني الاخير غير المكتمل فإن تعداد النوبة يبلغ 2.506.000 مليون شخص, وهذا العدد لا يتضمن أبناء النوبة في بقية أنحاء السودان وخارج البلاد الذين يتعدى عددهم 4.500.000 مليون على وجه التقريب.
وبالتالي فإن سكان جبال النوبة يعتبرون من أكبر اعداد سكان السودان, بالخصوص في العاصمة الخرطوم بحسب آخر تحليلات إحصائية. قاطني مجتمع النوبة حوالى 7 مليون شخص, وهو ما يعادل حوالى %25 من مجموع السودانيين.
التركيبة الديموغرافية تضم مجموعات عرقية ومتعددة, ويمثل النوبة أكبر تلك المجموعات, بجانب أنهم سكان السودان الأصليين, ويمثلون %75 من سكان إقليم جبال النوبة, ويليهم البقارة وبعض المجموعات الافريقية الاخرى.
تمثل الزراعة والرعي عماد النشاط الاقتصادي في المنطقة على الرغم من وجود النفط والمعادن الاخرى مثل الذهب والحديد واليورانيوم والفوسفات والنحاس إضافة للصمغ والثروة الحيوانية الضخمة وبعض المصانع المعطلة والتجارة المحلية وتجارة الحدود ولكن الفشل التاريخي للحكومات المركزية حرم النوبة من إستغلال مواردهم.
الاسباب الرئيسية للنزاع في المنطقة :
تتمثل الأهم أسباب النزاع في التالي :
1 التهميش السياسي , الإضهاد وإهمال التنمية الثقافية. هذه الاسباب ادت لإعاقة التنمية بمعناها الواسع ( بشرية, سياسية, إقتصادية, إجتماعية, وثقافية).
2 السيطرة على موارد الاراضي, نهبها واستغلالها لتنمية محافظات شمالية, وإستخدامها كذلك بواسطة الاجهزة العسكرية والامنية ضد أبناء جبال النوبة, مما دفعهم للهرب و اللجوء لحمل السلاح.
3 سياسية التعريب القسري وطمس الهوية الثقافية لأبناء جبال النوبة من اجل تدجينهم حتى تسهل السيطرة عليهم سياسياً من قبل الحكومات المركزية.
4 سياسة فرِّق تسُد يتم إستخدامها من قبل الحكومة المركزية عبر توظيف الدين والإستقطاب العرقي بين مختلف المكونات القبلية في المنطقة.
5 القتل المنظم و الإبادة الجماعية تتم ممارستها على أساس العرق, وسياسة إعادة التوطين بعكس إرادة أبناء المنطقة.
لهذه الاسباب حملت نخب النوبة السلاح في بداية الثمانينيات من القرن الماضي ضد الحكومات المركزية المتعاقبة , وهم بالاسماء الرفيق الشهيد يوسف كوة مكي, الرفيق الشهيد عوض الكريم كوكو تية, الجنرال تلفون كوكو أبوجلحة, الشهيد الجنرال يوسف كارا هارون, الرفيق الشهيد يونس ابو سادور منزول, الرفيق الشهيد محمد جمعة نايل, الرفيق الشهيد جبريل كرمبا, وشخصي الضعيف الجنرال إسماعيل خميس جلاب وآخرين دفعوا أبناء النوبة لمعسكرات التدريب في إثيوبيا, وبعد ذلك قادوا كتائب لجبال النوبة للقتال في حرب التحرير. وقبل هؤلاء كان الأب فيليب عباس غبوش احد أوئل السياسين من ابناء المنطقة الذين إكتشفوا الظلم الواقع على ابناء جلدتهم, وقد حاول الإلتحاق بالتمرد الذي قادته حركة الانيانيا الاولى ولكن للأسف تم رفضه.
تجربة المفاوضات واتفاقية السلام الشامل
على الرغم من توقيع إتفاق السلام الشامل الموقع والبروتوكولات العديدة الملحقة به في 9 يوليو 2005  إلا أن ذلك الإتفاق بنى في الاساس على  بروتوكول مشاكوس الموقع في يوليو 2000, وقد بنى الاخير على إعلان المبادىء في عام 1994 والذي كان في الاساس اتفاقا بين الجنوب والشمال. ركز بروتوكول مشاكوس على قضايا لم يتم تطبيقها بصورة جادة نسبة لتصلب وفشل حزب المؤتمر الوطني الحاكم في تطبيقها سياسياً وأمنياً وذلك لعدم وجود آليات ملزمة للطرفين من قبل المجتمع الدولي إضافة لعدم تمثيل قادة النوبة, المؤسسين للحركة الشعبية لتحرير السودان في المفاوضات خاصة في القضايا الحاسمة التي تحدد المستقبل السياسي لأبناء جبال النوبة . وكما نعلم فإن أبناء النوبة قد حملوا السلاح من أجل تقرير المصير ومازالوا يقاتلون حتى الآن من اجل الوصول لذلك الهدف. وقد تم التاكيد على ذلك في  المؤتمر الجامع لأبناء النوبة في كاودا عام 2002, وقد تم تسليم قرارات ذلك المؤتمر لرئيس الحركة الراحل جون قرنق دي مابيور للحديث حولها في محادثات سلام نيفاشا.
بدلاً عن ذلك أقرت الإتفاقية عملية المشورة الشعبية التي لم تلبي طموحات ابناء النوبة , وقد ادى فقدان التوازن هذا لإندلاع الحرب للمرة الثانية, وحتى لا تتكرر هذه التجارب السالبة, نود تذكيركم باهم القضايا التي يجب أن يتم إشراك أبناء النوبة فيها بصورة رئيسية في عملية التفاوض القادمة, وتشمل :
1 سلام عادل في السودان.
2 سؤال الديموقراطية والتعددية.
3 نظام الحكم وكيف سيحكم السودان.
4 الترتيبات الامنية وإعادة هيكلة الدولة.
5 قضية الدين والدولة.
6 العودة الطوعية للوطن وقضية التعويضات.
7 قضية الأرض.
بناء على القضايا المشار إليها اعلاه, فإننا نعلن الآتي :
1 لن نقبل أن يمثلنا أية شخص لا ينتمي لجبال النوبة في المفاوضات القادمة للحديث حول القضايا المتعلقة بجبال النوبة.
2 أية إتفاق يتم التوصل إليه مع القيادة الحالية للحركة الشعبية في شمال السودان ( الذي إستبعدونا عمداً) لن يتم الإعتراف بها ولن تكون سوى صب للمزيد من الزيت على النار وهو ما يعني إستمرار الحرب بلا نهاية.
3 إذا أردنا التوصل لسلام عادل ودائم في جبال النوبة والسودان عموماً يجب ان يتم إشراك أبناء جبال النوبة, خاصة المؤسسين للحركة الشعبية في المنطقة في عملية التفاوض.

الجنرال اسماعيل خميس جلاب أورسيمي
الحاكم السابق لجنوب كردفان / جبال النوبة
بالإنابة عن مؤسسي الحركة الشعبية في جبال النوبة.

 

آراء