الحركات المسلحة أصبحت سلع مزدوجة الاستخدام

 


 

 

لم تتاح للنخب السياسية فترة كافيه للتعافي والوصول الي مرحلة من اللاستقرار السياسي تمكنهم من التفكير بشكل من الايجابية تتسم بالوطنية المجرده من كل تأثير لحل القضايا الجوهريه الشائكه ببرنامج يترجم علي الواقع كميثاق او دستور يتفق حوله الجميع منذ الاستقلال وحتي هذه المرحله وإن وجدت تكون إتفاقيات حبرا علي ورق الغرض منها إرضاع الافواه التي تصرخ طلبا للرضاعة او الاخري التي تخشي الفطامفرخت قضية الدستور المؤقت او الدائم وطريقة الحكم في السودان كل الكوارث التي توالت علي هذا البلد يتيم الساسه طويلي النفس يتحملون رالي ومارثون السياسة مما جعل الباب مفتوحا علي مصرعيه بدخول لاعبي ومحترفي دول الجوار وإحتكار رالي الخرطوم السياسي الظفر به يعني تأمين الأمن الغذائي الذي يحرم منه صاحب الارض والعرض مما جعل من الخرطوم حلبه للسباق الاقليمي من العيار الثقيل إستطاعت المملكة العربية السعوديه قراءة وفهم مزاجية الجيل الذي فجر ثورة ديسمبر التي اطاحت بدكتاتورية الأخوان المسلمين وإستحالة فرض الوصاية عليه أو الإملاء عبر العسكر او الاحزاب وتجنب التعامل معه بفوقيه مما يصعب تمرير ايي أجنده في العلن او الخفاء يعتبر تناول المملكه للمأزق السوداني مغايرا للنظام المصري الذي فضل ممارسة الفوقية والتعالي وفرض الاجنده المصرية بكل صلف دون معرفة الأوزان الحقيقية لوكلائهم في السودان ومدي الوعي السياسي الذي يتسم به هذا الجيل الواعد ففضلت الاستثمار والرهان علي محنطات لا قيمة لها ولا وزن او الاستثمار في نقاط الخلاف بتعميقها وتضخيمها لقطع الطريق أمام ايي تسويه حقيقيه تؤدي الي خلق بيئه جيوسياسيه تتوج بتحول ديموقراطي حقيقي يؤثر سلبا عليها وعلى بعض دول الجوارالمتوجس من ايي نموزج لنجاح جيل جديد يأتي بتجربة جديده ملهمه كما في الثورة السودانية التي أسقطت دكتاتورية الاسلاميين الكرتونيه في السودان التي إرتكبت من الأخطاء الكارثيه المميته لها قبل السودان الذي يدفع اقصاد هذه الكوارث من دم وأرواح أجيال ولدت وأخري لم تولد بعد.
إنتقلت ورثة الأخوان المسلمين الي كل من الجنرال إلبرهان والفريق اول حمدتي نائبا له اللذين استطاعا إدخال الحركات المسلحه الي بيت الطاعة بكل المغريات التي يسيل اللعاب لها لتعريتها من ثوب الكفاح الذي ادعته لترتدي ثوب الخيانة في إنقلاب إلبرهان حمدتي في 25اكتوبر 2021 متآمره علي الثورة التي حملتها الي الخرطوم لتسدد طعنة نجلاء للثورة بإتفاقية جوبا ثم الانقلاب المشؤم الذي نسج بأشلاء الضحايا قلة تجربة الحركات المسلحة السياسيه بطبيعة البيئة التي عاشت فيها صحاري قفار دارفور جعلها متعطشة للسلطه التي كانت لها كسراب يحسبه الظمآن ماء حتي جاءت ثورة ديسمبر التي جعلت هذا السراب ماء ليدخلو الخرطوم دخول الفاتحين وكأنهم جيش المهدي فاتحين الخرطوم وفي يدهم رأس غردون باشا قلة تجربة وخبرة هذه القوات جعلها سلعة ذات إستخدام مزدوج داخل وخارج السودان كما في قوات الدعم السريع التي كانت تنعم بحماية ودعم الرئيس المخلوع عمر البشير الذي فصَّل لها رداء من القانون علي مقاسها وهو الذي علمها الرماية حتي إشتد ساعدها فكانت هي التي رمته واودت به الي التهلكه الحركات المسلحه ملشيا لا تختلف عن ايي مليشيه في العالم يمكن مساومتها في ايي شئ لأنها ببساطه لا عقيده لها ولا قيم تشتري وتباع بالمال أصبحت هذه الحركات كجثث الهندوس ألتي أعدت لها الأخشاب لحرقها بعد أن جردت نفسها من قيم الحرية والسلام والعدالة لتذري رمادا في نهر الثورة المقدس وصول هذه الحركات المسلحة الي أعلي قمم في هرم السلطه دون علم او كتاب منير علي نهج الافلام الهوليوديه مما يعكس هشاشة التركيب البنيوي لنظام الحكم الذي يخضع بين الفنية ولاخري لعمليه جراحيه لإستئصال الأورام السرطانية من علي جسد نظام الحكم والتي سرعان ما تعود في مكان آخر بمعية المتربصين أصحاب المصالح لإطالة أمد هذا الصراع في تنامي واضح لظاهرة العمالة ولإرتزاق دون إعتبار للمصلحة الوطنية او الأمن القومي للبلاد وفتح منصات خارج البلاد بأفواه متعدده لعرقلة الوصول الي إتفاق قد يخرج الجميع من هذا النفق المظلم إذا أدخل شباب الثورة الثائر في موقع إتخاذ القرار الجيل الذي ليس في حوجة الي تلقين دروس في حب الوطن والوطنية و لايقبل الوصاية والتعامل الفوقي وفرض شروط وإملآت علي الاراده الوطنيه فالحل من داخل السودان هو الترياق الذي يمكن أن يشفي كل الجراح التي مازالت تنزف وتنادي بأعلي صوتها للتحول الديمقراطي دون محاصصات حزبية او حركيه

alsadigasam1@gmail.com

 

آراء