منذ عرف السودان مولد الاحزاب السودانية فى بدايات الحركة الوطنية على شرف مؤتمر الخريجين 1938لم يشهد تاريخه مولد حزب يملك المؤهلات لان يصبح حزبا مؤسسبا ديمقراطيا يوجه مسار البلد فى اطار تحول ديمقراطى حقيقى غير الحزب الوطنى الاتحادى رغم انه كان يعانى من علاقة وان كانت يومها محدودة الاثر مع طائفة الختمية قبل ان ينقلب الحال ويصبح ما ا تفق على تسميته باسم حزب الحركة الوطنية ضيعة اوعمارة تمتلكها اسرة المراغنة يتوارثها ابناء الاسرة رغم انهم لم يكونوا عند نشاته اكثر من شريحة جانبية من مجموعة احزاب نجحت مصر فى تجميهعا فى حزب واحد تحت الدعوة لوحدة وادى النيل وهو ما تراجع عنه الحزب بعد الاستقلال نعم هو بلا شك الحزب الوطنى الاتحادى والذى انتهى اخيرا مصيره بثلاثة كلمات لاغير تقول ( خرج ولن يعود) والمفارقة انه خرج منذ كان طفلا يحبو لم يتعلم المشى بخطى ثابته الى ان كانت نهايته الماساوىة ان يتنازع ملكيته من أل الميرغنى الحسن ابن السيد محمد عثمان الميرغنى وابن عمومته ابراهيم الميرغنى حيث شهد السودان العديد من القرارات المتضاربة والتى تناقض بعضها البعض و يبلغ التعارض بينهما ذروته عندما تصدر قرارات وبيانات من السيد محمد عثمان نفسه تزيد الموقف غموضا فالحسن الميرغنى ابن السيد (رئيس) الحزب ومالكه فى حقيقة الامرظهر فجاة دون مقدمات ليعلن عن نفسه انه الرئيس القادم ولم يحدث ان سمع بوجوده اى من الاتباع المملوكين للاسرة التى ورثت الحزب وهو ذات السناريو الذى ظهر به فجأة فى مسرح السياسة السودانية السيد الصادق المهدى الذى لم يسمع به احد الا يوم خرج واطاح بالرمز الوطنى الكبير رحمة الله عليه محمد احمد محجوب ولكن ذلك الموقف وقتها لم يكن له نفس ردة الفعل من الحسن لان حزب الامة مو لدا ونشاة هو ملك اسرة المهدى وليس حزبا مخطوفا من مؤسسيه وملاكه من الشعب السودانى اكبر رموز الحركة الوطنية فى بداياتها وعلى راسهم الشهيد اسماعيل الازهرى ورحمة الله عليهم يحيى الفضلى وحسن عوض الله ومبارك زروق والشريف حسن الهندى وان كان هئؤلاء الذين حازوا ثقة الشعب الذى انحاز لهم وحقق لهم اول واخر اغلبية برلمانية يتمتع بها حزب واحد تاكيدا لتتويجه بحزب الحركة الوطنية وهو ما لم يتحقق ولن يتحقق مرة ثانية الا ان هذه القيادات الوطنية رغم تاريخها ونقائها وعفتها الا انها ارتكبت فى حق الحزب اكبر خطئين : اولها انها لم تولى اهتمامها بترجمة هذه الشعبية والانعطاف القاعدى نحو الحزب فى مؤسسة ديمقراطية كانت ستشكل صمام الامان لمستقبل الحزب ولكنهم لم يفعلوا ذلك ثانيا عندما انشقت طائفة الختمية عن الحزب وانفصل ال الميرغنى من الحزب فى فترة الديمقراطية الاولى وتحالفوا مع حزب الامة فى تشكيل حكومة عزل منها حزب الحركة الوطنية فلقد قدم ال الميرغنى يومها خدمة كبيرة للحزب باخلاء ساحته من اى انتماء طائفى وقد تجلت عظمة قاعدة حزب الحركة الوطنية عندما اكدت عبر صناديق الاقتراع انها ترفض الطائفية حيث حقق الحزب اكثرية نيابية عن ما حققته الطائفية الا ان هذه القيادات نفسها عادت رغم انحياز القاعدة الحزبية لهم ضد الطائفية عادت لتقبل عودة الطائفة للحزب مرة ثانية التى انتهت هذه النهاية الماساوية فوضعت الاساس لهذه الانتكاسة ثالثا وبالرغم من ذلك الخطأ الذى اعاد الطائفة واسرة الميرغنى المهيمنة عليها للحزب فلقد نجح الشريف حسين الهندى بشخصيته السياسية القوية الطاغية ان يعيد شعبية الحزب ويجعل من وجود الطائفة شانا هامشية لا وذن له مستغلا فى ذلك مواقف اسرة الميرغنى من انقلابى نوفمبر ومايو والذى اضعف من وجودهم فى الحزب بعد ان هيمن الشريف على الحزب بشعبيته الجارفة ولكنه لم يصحح الخطا الذى ارتكبه الحزب فى ان يؤسس الحزب وقاعدتهه تاسيسا ديمقراطيا يشكل الضمانة لمستقبله وهو الامر الذى عرض الحزب لاسوا مواقفه عقب انتفاضة ابريل وعودة الديمقراطية الا ان الحزب كان قد فقد الشريف حسين الذى رحل قبل الانتفاضة كما ان الحزب فقد الكثيرين من قادته ورموزه ولكن رغم ذلك كانت اسرة الميرغنى فى اضعف مواقفها داخل الحزب بسبب ارتباطها بنظام الحكم المايوى ووجود رحمة الله عليه السيد احمد الميرغنى عضوا فى المكتبالساسى للاتحاد الاشتراكى لهذا وجد السيد محمد عثمان الميرغنة نفسه وسط موجة قوية رافضة له فى الحزب قادها رموز الحزب فى ذلك الوقت وعلى راسهم رحمة الله عليه حاج مضوى لهذا كان الميرغنى فى موقف ضعيف فى تلك الفترة خاصة فى مواجهة هيئة دعم وتوحيد الحزب الاتحاد التى عرفت يومها بجماعة دار المهندس والتى اسست فى عام 86 والتى تبنت مشروع توحيدالحزب الذى اعود اليه فى المقالة القادمة فقد تبنى ذلك المشروع 37نائبا من نواب الحزب بحساب انهم يحملون تفويضا من قواعد الحزب التى انتخبتهم الا ان مشروع توحيد الحزب الذى استهدف لم شتاته بعد ان انقسم بين مجموعة كبيرة وغالبة رافضة ومطالبة بتصفية وجود الطائفة من الحزب وبين الذين يتمسكون بها كدعم يحتاجه الحزب الذى تشتت قواعده فكان الانقسام خطيرا وسطك الهيئة الخمسينية التى اتفق عليها بصفة مؤقتة لحين عقد مؤتمر عام للحوب واوكان الشريف زين العابدين الهندى هو الوحيد الذى اختارته الهيئة الخمسينبة امينا عاما مؤقتا لحين انعقاد المؤتمر الذى حددت له مبدئيا فترة ستة اشهر الا ان هيئة الدتبنت عم ووتوحيد الحزب حلا وسطا يحافظ على وجود الطائفة بشرط ان يكون زعيمها راعيا للحزب وليس زعيما سياسيا فى مؤسسة الحزب وقد حظى المشروع المقترح بقبول واسع الا ان الشريف زين العادين الامين العام المؤقت رفض المشروع واجهضه منحازا للسيد محمدعثمان الميرغنى ووجوده فى الحزب سياسيا ويالها من مفارقة هذا الخطا الذى سبق وارتكبه قادة الحزب يوم اعادوا الطائفة لحظيرته عاد الشريف زينالعابدين ليرتكبه فى حق الحزب للمرة الثانية وهو الموقف الذى هيا للسيد محمد عثمان الموقف ليحكم قبضته على الحزب والمفارقة الاكبر ان اول من دفع الثمن واكبر النادمين على ما اقترفه فى حق الحزب كان الشريف زينالعابدينا الهندى الذى بلغ الخلاف بينه والسيد مححمد عثمان الميرغنى فى القاهرة ذروته لدرجة انه انشا الحوب الاتحادى الامانة العامة فى مواجهة الحزب الاتحادى الذى اصبح ملكية خاصة لاسرة الميرغنى اما كيفاحكم السيد محمدعثمان الميرغنى قبضته على الحزب الذى نشهد صراع ابناء الاسرة اليوم من اجلامتلاكه والحديث هنا يطول الى المقالة القادمة