الحصار !!

 


 

 

أطياف -
منذ إعلان منبر جدة عن إستئناف التفاوض أعلنت الوساطة إنها ستناقش قضيتي وقف إطلاق النار والمساعدات الإنسانية، وقامت بتوزيع الأدوار على عدد من المنابر وفق الخطة الأممية المطروحة
وذكرنا وقتها أن أديس أبابا ستتولى مهمة الملف السياسي وبالفعل نجحت إثيوبيا في أن تكون غرفة للإعداد الذي أخرج أكبر تجمع مدني، وولدت ( تقدم ) بأسنانها،
وبالأمس أكدت جيبوتي انها قمة ضربت خيامها لتناقش نقاط متقدمة وضع خطوطها منبر جدة على الطاولة، وان القمة مهمتها فقط التوصل إلى تفاهمات في هذه النقاط وهذه واحدة من الأدوار التي وزعت لدفع عجلة منبر جدة
لكن أكثر ماهو ملفت أن القمة قصدت أن تلمح عن موقف سياسي دولي واضح ينهي انقلاب الفريق عبد الفتاح البرهان ويعلن عن التعامل المباشر مع الحكومة المدنية الشرعية برئاسة الدكتور عبد الله حمدوك وكتبت القمة بالأمس نهاية مشوار البرهان السياسي
وجيبوتي جهزت لتمثيل فاعل للمجتمع الدولي حتى تخاطب البرهان بصفته حاكما انقلابيا في الوقت الذي قدم فيه المجتمع الدولي حمدوك بصفته رئيسًا لوزراء حكومة شرعية معترف بها سلبها الحق البرهان بالبندقية
وكان ذلك واضحا أن القمة ألقت على البرهان مسئولية الفشل السياسي بعدم الاعتراف بحكومته وفي ذات الوقت الفشل العسكري وذلك بدعوتها الفورية للعودة لمفاوضات جدة والتوقيع على وقف إطلاق النار
كما أن القمة أيضا لم تمنح البرهان شرفا عسكريا وذلك بعدم إدانتها لما ارتكبته قوات الدعم السريع من انتهاكات سيما أن البرهان قدم شكوته لها، فالدعوة الفورية من القمة لوقف النار تعني أن الطرفين إرتكبا معا جرائم وحماقات ضد الشعب السوداني
لذلك ان القمة اعتمدت كليا على قراءات سياسية سابقة قدمها دكتور عبد الله حمدوك للمجتمع الدولي لمد يد العون والمساعدة لإقامة دولة المؤسسات وإصلاح المنظومة العسكرية والأمنية ، جاء ذلك كله في مطالبته بالبعثة الإدارية وقتها
لذلك كشفت القمة عن إلغاء دور البرهان في القرار والإشارة الواضحة للتعامل مباشرة مع كل القرارات والمطالب الصادرة من حكومة حمدوك
فإن كان المجتمع الدولي باسم الأمم المتحدة إستجاب لرغبة حمدوك السابقة في التدخل الدولي لترتيب فوضى الدولة السياسية، ما الذي يمنع أن يستجيب الآن لترتيب الفوضى العسكرية
فالقمة لم تخلو من تلويح باللجوء إلى خيارات عسكرية إقليمية للتعامل مع الأزمة السودانية.
طيف أخير:
#لا_للحرب
عودة مرتقبة لطاولة التفاوض تسبقها قرارات حاسمة
الجريدة

 

آراء