الحكومه الإنتقاليه .. التقويم والإصلاح .. أم الهجر والفراق

 


 

مجدي إسحق
30 August, 2021

 

لا يختلف إثنان في عدم الرضاء عن أداء حكومتنا الإنتقاليه وما أسهل ان نخط قائمة تطول من بطء في تحقيق شعارات الثوره ضائقة معيشيه..عدم إكمال للهياكل والقوانين.. مع تراجع في الخدمات.. وتفلتات أمنيه وغياب كامل للشفافيه وعدم تمليك الحقائق للجماهير.
هذه القائمة كل واحدة فيها تكفي أن كون تربة خصبة لتنمو عليها مشاعر الإحباط والغضب وما يتبعها من دعاوي التغيير.
إن التغيير قد أصبح ضرورة.. حيث التعايش مع الواقع مستحيل..فحتما لا يمكن ان يستمر الحال كما هو فالتدهور الخدمي والمعيشي وحده كفيل بإشعال فتيل الإنفجار.
إذن فالسؤال الذي يفرض نفسه الان قد تجاوز ضرورة التغيير الى نوعية التغيير.
هناك دعوتان للتغيير إحداهما تؤمن إن الحل هو في ترتيب الوضع الحال وذلك بدعم الحكومة الانتقاليه والعمل على معالجة سلبياتها... وبين دعوة أخرى فقدت الأمل في حكومتنا الإنتقاليه وتدعو لإزالتها.. وعلى صفحة بيضاء نبدأ بتكوين سلطة و حكومة جديده.
إن وجود أطروحتين للتغيير ليس ظاهرة سالبه ولا غضاضة في أن تختلف قوى الثوره بين تغيير السلطه أو تقويم مسارها.. بل نزعم إن هذا الإختلاف قد يكون في مصلحة الثوره إذا أحسن إستغلاله.. وإلتزمنا بأدب الإختلاف وإحترمنا الرأي الآمر بلا إستخفاف أو تخوين.. نفكك جوهر الفكره ننظر لإيجابياتها ونرفض سلبياتها..فربما يفتح التحاور الموضوعي أعين كل فريق لما تحمله دعوته من قصور... وربما يقودنا ذلك لتطوير دعوتنا وتعديل جزء من مواقفنا.... وفوق ذلك قد يقودنا لإستنباط طريق ثالث يحمل مافي الدعوتين من إيجابيات.. ويتجاوز سلبياتهما وبذلك ستنفتح الأبواب المغلقه لتتوحد قوى الثوره من جديد.
أحبتي
أبناء الثورة..
دعونا نتفق على أركان التغيير..و دعائمه التي تستند عليه.. وهي فرائضه التي لايكفر بها الا من في قلبه مرض. أو. قلبه معلقا بنظام الإفك والفساد.
أولا
إن هدف الثوره الأساسي هو إزالة دولة القهر وبناء دولة عدالة القانون والمؤسسات.
ثانيا
إن مهام السلطه الإنتقاليه هي تحقيق الهدف الأساسي بالإضافة لأهداف ومهام أخرى من إدارة شئون الدوله من إقتصاد وتوفير الخدمات.
ثالثا.
إن إدارة شئون الدوله لاتنفصل تماما من الهدف الأساسي.. حيث تدهور الإقتصاد والخدمات وبطء العداله والتفلتات الأمنيه لا تنفصل من موروث الدوله الفاسده وعدم قيام مؤسسات الثوره البديله... لكن حتما.. هذا لا يعفي السلطه الإنتقاليه من مسئوليتها في القصور فهي تتحمل مع السلطه السياسيه جزء كبيرا في بطء تفكيك سلطة القهر.. وبناء دولة القانون والمؤسسات... بل يمكننا القول إنه حتى في إستمراريةوجود موسسات دولة القهر كان هناك مساحة للعمل والحركه لم تستغلها وفشلت في غرس بذور التغيير.
رابعا
إن غالبية مكونات المجتمع (ماعدا خفافيش الظلام من المتأسلمين) من مصلحته قيام دولة السلام والقانون... لذا فهم رصيد في مركب الثوره يصبح من عدم المنطق إقصائهم ومن الغباء السياسي إستعدائهم.
خامسا
يجب الفصل من بين القيادت كأفراد وقواعدهم... قد نرفض مواقف قيادات بعض الأحزاب.. ونعترض على رؤى بعض قيادات الحركات المسلحه.. وقد نشكك في ولاء بعض قيادات الجيش والشرطه والأمن... لكن يجب الا ننسى إن كوادر هذه الأحزاب كانوا وقود الثوره.. وأن قواعد الحركات المسلحه هم أبناء الوطن الذين إكتووا بنيران الإنقاذ وفقدوا الكثير لذا لن يتوانوا بالتضحيات لحماية دولة القانون... ويجب أن لا ننسى أن المؤسسه العسكريه الموحده هي حلم يعيد للعسكر كرامتهم وهيبتهم التي مزقتها الإنقاذ... إذن علينا دوما ان نتذكر من هم الثوار نبحث لما يجمعهم ويقربهم... فما أسهل ان نقع في حبائل الإقصاء والتخوين عندما نهاجم الأفراد ونعمم هجومنا على قواعدهم فنبني حاحزا بين قوى الثوره.. ونمهد لهم طريقا معبدا للإرتماء في أحضان خفافيش الظلام.
إستنادا على هذه الثوابت يمكن ان نفتح صفحات الحوار... بلا وجل... وقلوبنا على هوى رجل واحد.. وأرواحنا متناغمه تسعى لتقريب الرؤى والعمل سويا تتجاوز أشواك التشكيك والتخوين.
فلنفتح صفحات الحوار بموضوعيه ودون أراء مسبقة...
إن الدعوة الأولى تستند على إن الحكومة الإنتقاليه مهما كانت سلبياتها فهي حتمامرحلة إيجابيه لا يمكن إنكارها... فهي تمثل تحالفا عريض من الأحزاب والحركات المسلحه والجيش والدعم السريع.. ومازال هناك قطاع واسع يؤمن بأنها يمكن أن تقود التغيير بإعتبارها تمثل تحالفا سياسيا رغم هشاشته ولكنه ضرورة مرحليه ليس هناك بديلا لها... لكن السؤال الذي يحاصر من يدعو لتقويم الحكومه وليس إزالتها...
كيف يتم التقويم ولماذلا لم يتحقق حتى الان؟
ماهي القوى التي ستقوده؟
ماهي أدواته؟؟
في الجانب الآخر.. نجد إن الدعوه لإسقاط الحكومه الإنتقاليه ترى أن السلطه القائمه هي سلطة تسعى للحفاظ على دولة القهر ومؤسساته بتبني التغيير التدريجي البطئ لما. يعرف الهبوط الناعم.. وبعبدا عن الشحن العاطفي السالب يحق لنا نتساءل..
وهل تعتبر فكرة سيئة ان نسعى للهبوط الناعم وليس الخشن... وما الغضاضة في ذلك.. وحتى ان كان ذلك طريقا للتغيير غير مقبولا فهل يعتبرا سؤا في التقدير أم خيانة وعماله؟؟
إن السؤال الذي يفرض نفسه على دعوة إسقاط حكومتنا الإنتقاليه..
كيف سيتم ذلك.. ومن هي القوى التى ستقوم بالتغيير؟
وفوق ذلك...
ماهو موقف هذه القوى من قوى الحكومة الانتقاليه؟
هل ستسعى لسلطة جديده... ليس فيها تمثيل للجيش.. والدعم السريع.. والحركات المسلحه.. والأحزاب؟؟
كيف ستفرض عليها التخلي عن دورها وتضمن عدم وقوفها في خانة المعارضه.. هل ستلغي اتفاق السلام وماذا ستفعل مع الحركات المسلحه؟
هي تساؤلات تستدعي الوقوف.. والتأمل.. والحوار الموضوعي.
الاعزاء..
ما أسهل الشعارات...و الدعاوي للتغيير؟؟
وما أسهل كسب الأعداء وخسارة الأصدقاء وإقصائهم... ؟؟
إن أي خطوة خاطئه.. ودعوة تحركها المشاعر المنفلته.. لا تستند على المنطق والوعي.. إنما هي خطوه تقود للشقاق.. تفتيتا الجهود.. تفكيكا لقوى الثوره ودفعا للشرفاء دفعا للإرتماء في أحضان خفافيش الظلام..
فلنختلف
فلا أحد يمتلك الحقيقه..
فليس كل دعوة نتبناها تعني خلوها من العيوب.. وليس كل دعوة نرفضها تعني خلوها من الإيجابيات والمنطق القويم..
فلنجلس سويا اليوم قبل غدا..
فلننطلق من منصة الثورة يجمعنا الحرص عليها نتقبل الإختلاف..دليل صحة وعافيه.. ونفتح ابواب الحوار.... هدفنا الوصول لما يجمع قوى الثوره...نسند بعضنا البعض.... ننشر ضؤ الوعي... نحارب التشرذم والشتات... نصلح مانراه إعوجاجا في حكومتنا الإنتقاليه تقويما او تغييرا.. لايهم.. المهم ان نتفق على نوع التغيير ووسائله بلا تخوين ولا إقصاء... نضمن وحدة قوى الثوره... فلا معنى لسلطة لا تحقق أهداف ثورتنا ولا فائدة لتغيير يقود للتشرذم والشقاق...
فإن صفت النفوس.. فالحوار.. سيرسم لنا طريقا آمنا لقرى الثوره توحدهم وتبني المستقبل المضئ
/////////////////

 

 

آراء