الخبر هو أن يَعٌض المعارضون المؤتمر الوطني …. بقلم: عبد الله علي إبراهيم
31 May, 2010
(IbrahimA@missouri.edu)
استحقت الأستاذة عوية مختار بجريدة الصحافة التهنئة على تناولها المهني الموفق لخبر افتتاح البرلمان السوداني. ركز نبأ كل من قرأت له على إنتخاب السيد أحمد إبراهيم الطاهر للرئاسة بأغلبية 383 صوتاً في مقابل 26 صوتاً لمنافسه، الدكتور إسماعيل حسين فضل، المؤتمر الشعبي، الذي حصل على 26 صوتاً. وكانت الأصوات التالفة إحدى عشر. خلافاً لذلك تناولت علوية الخبر من زاوية هذه المنافسة غير المتوقعة من المؤتمر الشعبي. فقد نبهت دون غيرها من المخبرين إلى كيف فوجيء المؤتمر الوطني بهذه المعارضة التي ظنها: (قالو فتنا وقالو متنا وقالو للناس إنتهينا). واضح أن المؤتمر الوطني لم يستعد لخصمه اللدود. فقد كانت السيدة سعاد الفاتح، التي ترأست جلسة افتاح البرلمان، بصدد إعلان الطاهر فائزاً بالتزكية حين خرج عليها دكتور إسماعيل من حيث لم تحتسب. بل قالت علوية إن السيد على عثمان محمد طه جاء بغير قلم فلما أحتاج له ليؤشر به على بطاقة الاقتراع لرئاسة البرلمان أضطر لاستلافه من أحد الصحفيين للتصويت للطاهر الذي ظنه "مايحتاجش".
على ضوء هذا النظر الصحفي الدقيق المحيط جاء عنوان خبر علوية في غاية في الابتكار: (الشعبي يربك البرلمان) خلافاً لغيرها من الصحفيين الذين جعلوا عناوينهم عن افتتاح البرلمان وانتخاب الطاهر بأغلبية ساحقة وإيراد بعض أفكاره من خطبته. لم تر علوية خبراً في هذا الروتين السياسي. وحق لها ذلك. بل قالت إن الطاهر قد جرى انتخابه ل "ولاية ثانية". ودخلناه الفلم دا من قبل. ونوهت أن البرلمان احتشد بنفس الوجوه القديمة من وطني وحركة. ومن جدّ من النواب "البرالمة" مثل نائبين جنوبيين انشغلا بأخذ صور لبعضهما البعض في مواضع مختلفة من البرلمان. ومن فرط التكرار لاحظت علوية أن السيدين أندريا جورج وحسب الرسول عادا نائيبين في البرلمان ليمارسا روتينهما في قراءة آي من القرآن والإنجيل عند بدء كل جلسة. وقد فعلا ذلك في جلسة الافتتاح. ووصفت الهيئة من فرط ثباتها بأنها "كما كنت".
وعليه فالخبر يوم البرلمان لم يكن عن الافتتاح ولا الطاهر ولا تصريحاته. فكله محسوم سلفاً للقاريء ومعلوم بالضرورة منذ الإنتخابات التوسنامي. فقد عدَّم الوطني الأحزاب نفَّاخ النار. فالخبر حقاً كما تناولته علوية هو في حيوية المؤتمر الشعبي التي بدا حتى للدكتور الترابي أنها قد خمدت. ففي هزء بالذات ندر عند الرجل قال إن حزبه لم يحصل سوى على نصف الاستحقاق ليشمله التمثيل في دوائر التمثيل النسبي. ورغم ذلك أصبحت للشعبي بقدرة قادر زعامة المعارضة. وهذه من سعة حيلة الشعبي الذي ليس له سوى أربعة نواب معتمدين. فهو الحزب الوحيد الذي ما يزال يعتنق السياسة بينما الآخرون "عشاق" لها في لغة كيد الكوتشينة. ولاحظت علوية بنباهة أن من رشحت دكتور إسماعيل لم تحسن لفظ اسمه. وتكهنت أنه ربما جاءها "توجيه" مباغت من ساكن سجن كوبر، الدكتور الترابي، لترشيح زميل لها لم تهضم اسمه بعد.
إذا حوّلنا استحساننا خبر علوية إلى مصطلح المهنة قلنا إن عنصر الخبر يتلاشى إذا عض المؤتمر الوطني حزباً أو أحزاباً. عادي زي الزبادي. فالخبر يقع متى عض حزب معارض المؤتمر الوطني. وقد كان ذلك في يوم البرلمان. وقد خرقت أكثر صحفنا هذه القاعدة فحدثتنا عن عضاض المؤتمر الوطني بينما حدثتنا علوية عن عضاض الشعبي. ولذا كان خبرها طريفاً مخدوماً بعدة المهنة. برافو!