الدعوة إلي المصالحة مع حزب المؤتمر الوطني المحلول خيانة للشهداء وخرق للوثيقة الدستورية

 


 

 

abdelrahimhassan299@hotmail.com

انها ليس بالموضة وليست نزعات شخصية بل هي مناداة حقيقية لمشروع ضد رغبة الشعب السوداني كان جاري التخطيط له قبل سقوط النظام البائد وتشهد على ذلك خارطة الطريق الامبيكية والتي كانت مفاوضاتها تجري من أجل المصالحة في أديس أبابا بينما الاحتجاجات تزحف لتقضي على سلطة المؤتمر الوطني الفاسدة وكانت آخر تلك الجولات في ١٣ ديسمبر ٢٠١٨ وفي هذا الوقت تحديدا كانت جماهير الدمازين تعلن وتضع توقيتا لبداية الثورة .
فالذين ينادون بالمصالحة الان ويصرخون من أجل أن يأتيهم المؤتمر الوطني لينقذهم من ورطتهم في أنهم تبوأ مناصبا ليست من حقهم والأصح أنهم سطوا على تلك المناصب بسطوتهم على الثورة وهذا الموقف جعلهم ليس لديهم برامج وجعل بعضهم لا يزال تحت تأثير الجلادين فمازال في داخلهم المواطن المقهور لذلك يروا أنهم من غير المؤتمر الوطني لن يستطيعوا انجاز اي شي وياتوا للناس منادين بالمصالحة وان هي الخلاص وهذا كله لان هم مناوي وأصحابه ليس لديهم شي يقدمونه للشعب السوداني وان كانت الثورة قد قامت من معسكرات اللاجئين ومن الكراكير ومن حطام القرى التي حرقها ودكها قيادات المؤتمر الوطني وأتباعهم الذين تنادون للشعب لمصالحتهم وتظهرون للناس بتصريحاتكم أنه من غير المصالحة البلد لن تمضي الي الامام فهذا قول تعيس وممتلئ بخيانة الثورة والعهد وينبي عن مراوغة وخبث ورثه القادة السياسيين وقادة المليشيات من تنظيم الاسلامين في السودان ( المؤتمر الوطني ).
حزب الإسلاميين حزب المؤتمر الوطني هو حزب افظع من النازية والفاشية ولازالت دماء ضحاياه سائلة لم تجف ولا تزال أجساد ضحاياه حتى من بين صفوفه لم تتحلل بعد فكيف يدعو من هم في السلطة الان الي مصالحة حتى قبل أن ينجزوا العدالة المستحقة للضحايا في كل مجازر المؤتمر الوطني المستمرة منذ أن سطى على السلطة قبل ثلاث عقود والحق بالبلاد دمارا وخرابا محسوبا على أجيال قادمة تدفع في ثمنه حتى قبل أن تولد . خبر شعبنا سلوكيات وأخلاق المؤتمر الوطني من فعائله وطرق ابتزازه لأعدائه فهل نفكر في أن المنادين بالمصالحة مع حزب محلول بحكم الثورة ونص الوثيقة الدستورية واقعين تحت الابتزاز من المؤتمر الوطني الفاسد المحلول ؟
ومن عجائب الأمور أن المؤتمر الوطني المحلول بقدر ما كان يمتلك من بجاحة وتسلط وهو في السلطة لم يتجرأ ويعارض على حله لانه يعلم تماما أن لم تكن هذه الثورة سلمية لكان أعضائه وقادته في خبر كان وكانت سادت شرعية ثورية لاحقتهم في الشوارع والمخابي لكن شعبنا كان اوعى يريد لماساة الحلقة الشريرة أن تنتهي فرفع شعار الحرية والسلام والعدالة ويريد أن يحاكم من ارتكبوا جرائم في حقه لذلك لم يمس أعدائه ولم يتعرض لهم ابدا بل يقابلهم في قاعات المحاكم رغم جبروتهم ورغم ما مارسوه من تشريد وتعذيب وقتل غير حياة اسر وأجيال نتيجة لسياسته فكيف يأتي مناوي وهو عايش وهناك شهداء وضحايا ويقول أنا من أكثر المتضررين من نظام المؤتمر الوطني ؟ انت يا مناوي أكثر من الشهداء أكثر ممن حرموا من اهلهم ومساكنهم ؟ انت أكثر ممن تدعي تمثيلهم والذين حتى في العيد تركتهم لتعييد بعيدا عنهم ؟ انت يا مناوي ؟
هل تعلم انت ووالي إحدى ولاياتك والذي قال إن المؤتمر الوطني فيه ناس خُلص. اين الخلص ديل لما كان الناس بتموت برصاص المؤتمر الوطني ومليشياته اين هولاء من النهب والتعذيب والأموال المنهوبة واين هي شهاداتهم التي تبرئهم من تلك الجرائم التي ارتكبها تنظيمهم ؟ الم يجبر هذا التنظيم أبناء وبنات الوطن من الجنوب بالقتل والتشريد على اختيار الاستقلال من قبضة السودان ؟ فلنسال الوالي حلية والحاكم مناوي كم عدد أبناء وبنات دارفور في المعسكرات والذين شاركوا حول العالم ومن الذي شردهم وماهو أفق العودة ؟ اين أموال البترول والذهب ؟ ولماذا الخزنة خاوية ؟
اذا نسينا الثورة والشهداء والضحايا وهذا واضح أن المنادين بالمصالحة تناسوه تماما ، على الأقل احترموا قرارات الحكومة ولا تحرجوا الحاضنة التي تضمكم فحتى الآن لم تجف أحبار قرارات تكوين مفوضية العدالة الانتقالية والعدالة الانتقالية بالطبع لا تعني المصالحة .
لتأسيس دولة حقيقية لابد من معاقبة المجرمين عقاب رادع حتى لا يتجرأ أحدهم ليفعل مافعل المؤتمر الوطني المحلول والجهر بالدعوة للمصالحة معه ليست شجاعة بل هي خذلان لشعب ثار وقدم التضحيات من أجل واقع افضل وشعب كان يعلم أن فلول المؤتمر الوطني المستبد لن يختفوا في يوم او يومين لذلك ردد كثيرا وجود الدولة العميقة وبدأ اجتثاثها مواصلا في ثورته رغم تراجع البعض ووصولهم الي السلطة وتخليهم عن مطالب الثورة التي لو نفذوها لما تجرأ المؤتمر الوطني المحلول أن يشاكس .
وتبقى الرسالة للمنادين بالمصالحة مع النظام البائد أو أعوانه تصالحوا معهم لوحدكم وواجهوا أسر الشهداء والجرحى والمفقودين والمفصولين وملايين المشردين والمشردات ، واجهوا الذين طردوا أعوان النظام من منابر المساجد وواجهوا رفاق الشهداء الذين استشهدوا في تروسهم وهم عزل من اي سلاح سوى إيمانهم بالشعب حبيبا وأباً. واجهوا الشعب الذي خرج الي الشوارع هاتفا الجوع ولا الكيزان . شعب السودان قادر على التصدي للكيزان فإن غلبتم من ذلك وانتم في السلطة فتنحوا واتركوها لمن يستطيع وليس هناك عيبا في التنحي . واي كوز ندوسه دوس الشعار الذي أزعج البعض هو السائد كما أن الدعوة للمصالحة مع المؤتمر الوطني المحلول خيانة للثورة والشهداءوخرق للوثبقة التي أصدرت قانونا بحل المؤتمر الوطني لجرائمه وفساده وحظر أعضائه وقادته من ممارسة النشاط السياسي وتبوء المناصب .

 

آراء