الراحلة المقيمة عادلة محمد الطيب ومثال الفاعلين الجدد في الدبلوماسية التكاملية

 


 

 

 

استطاعت الاستاذة عادلة محمد الطيب سيف الدولة والتي رحلت عن دنيانا الفانية لنحو شهر ونيف مضى ان تسجل اسمها باحرف من نور في تاريخ ريادة توطين الزمالات المهنية الأمريكية في مجالات المحاسبة الإدارية بعد ان استطاعت أن تكون اول سودانية تحصل على زمالة المحاسبة الأمريكية الذي اجتهدت وكدت لاجله من مقر إقامتها في الرياض حيث مغترب زوجها المهندس إسماعيل إبراهيم محمد. ولم تستسلم لصناعات الفراغ وحياة الدعة كما تفعل كثيرات في مغتربهن، يتقلبن في ثراء أزواجهن.

ولم تفكر في التكسب المشروع والوظيفة المرموقة من زمالتهاوانما كان ملؤها رسالتها تجاه وطنها وأبناء جلدتها بان تنشئ معهدا لإعداد الخريجين لنيل الزمالات المهنية في السودان، فأنشئت معهد الاولى لاعداد الطلاب لنيل زمالةالمحاسبين الأمريكية وطرقت كل الابواب لاختراق الحجب الكثيفة للعقوبات الأحادية الأمريكية واستطاعت بمجهودات جبارة الحصول على اسثناءات في الجوانب الأكاديمية بما يشمل زمالات المحاسبة الأمريكية.
كما كان للأستاذة عادلة سهم سابق وعظيم في المبادرة لتكوين اتحاد المراجعين السودانيين واستضافة مقره بمعهدها لما ينوف عن السنوات الثلاث. وظلت نشطة وذات إسهام وافر في مجالها المهني في المحيط العربي والافريقى والاسيوي.
وتعتبر فتوحات الراحلة المقيمة الاستاذة عادلة محمد الطيب مثال لأفول نجم الدبلوماسة التي محورها الدولة State Centered Diplomacy وسطوع نجم الدبلوماسة التكاملية Integrative Diplomacy والتي لم تعد فيه وزارات الخارجية تلعب دور حارس البوابة وانما المنسق لادوار طيف واسع من الفاعلين الحكوميين وغير الحكوميين بما يخدم المصالح الوطنية.
وتحدث العديد ممن زاملوها في انشطتها في السودان وخارجه عن كرمها وأنشطتها الخيرية وحرصها ان تنهض كليتها برسالتها في توطين الزمالات، حريصة الا تقف الإمكانات المادية عائقا في طريق اي من طلابها للحصول على الزمالات المهنية. ولعل ما اوردناه محض جزء يسير من حياة هذه المرأة الشابة التي انجزت الكثير في خلال عمر قصير ، وسيكون الكتاب الذي يعد عنها أكثر انصافا وموثوقية عن حياتها الحافلة بالانجازات والعطاء الوفير في خدمة البلاد والعباد.
الا رحم الله الاستاذة عادلة ووالدها المهندس محمد الطيب سيف الدولة الذي سبقها الى دار البقاء قبل أربعة أيام واسكنهما فسيح جناته وبارك في ذريتهماوالهم اهلهما وزملائها وطلابها وعارفي فضلها على امتداد المعمورة الصبر والسلوان. انا لله وانا اليه راجعون.


murtada235@gmail.com

 

آراء