الرافضون والموقعون كلهم ثورة!! … بقلم: صباح محمد الحسن

 


 

 

أطياف -
كل القوى السياسية والثورية، والأحزاب السودانية المختلفة التي عارضت نظام المخلوع ، وتلك التي كانت لها بصمة واضحة في الحراك الثوري ، وكل السودانيين من كافة الشعب ، والذين هم بدول المهجر الذين ساهموا وشاركوا في عكس الصورة الصحيحة للثورة بالخارج ، وشكلوا الرأي العام للمجتمع الدولي، ودونهم لجان المقاومة السودانية الباسلة ودورها على الأرض وتضحياتها بالدم والروح ، التي كانت ومازالت الوقود الحقيقي لهذا الحراك ، كل هؤلاء شركاء في ما تحقق من انجاز عظيم ومشروع كبير اسمه ثورة ديسمبر المجيدة.
فلا احد ينكر دور الأحزاب السياسية الموقعة على الاتفاق الإطاري ، ولا أحد يستطيع ان يقلل من أهمية وتأثير الاحزاب الرافضة له ، اما الشارع الثوري يجب ان لا يخضع لمقاييس القسمة والطرح ، فالشارع للجميع ، كما أن الموقعين على الاتفاق الإطاري والداعمين له لا يعني مغادرتهم للشارع فالسير في طريق ايجاد حل سياسي قد لايتفق عليه جميع الناس ولكنهم يجب ان لايتفرقوا بسببه ، فالخلاف على الاتفاق الإطاري يجب ان يقف عند حد الرفض فقط ومواصلة المشوار عبر الشارع لإسقاط الانقلابيين ومحو أثرهم من الوجود ، و ان لا يفتح باباً ونافذة لدخول وتسلل أعداء الثورة وفلول النظام البائد التي( يسعدها جداً ) ان ترى أنصار الثورة ينقسمون الي رافضون وداعمون ، فهي كل همها ان ينشغل الجميع بالخلافات عن الهم الأساسي لهم أن كان إنهاء الانقلاب عبر اتفاق سياسي او اسقاطه عبر الشارع هذا التشرذم والاختلاف هو الذي تسعى جاهدة حتى يكون واقعا ملموسا يحقق لها العودة من جديد او عبر انتخابات مبكرة ومزورة ، لسان حالهم يقول ( نحن لن نتدخل سنجعلهم يضربون بعضهم بعضاً) .
لذلك يجب على القوة الثورية والمدنية ان لاتكون جزءا من تحقيق هذه الأهداف (الخبيثة)؛ بقصد أو بدونه ، عارض التسوية هذا من حقك ولا أحد يستطيع ان يصادر حقك ، ولكن يجب أن لا تشغلك هزيمة التسوية عن هدفك الأساسي ، وقتك لاتهدره في النيل والتشفي من رفيقك بينما عدوك يراغبك عن بُعد ، يتفرج بسخرية ، أن كيف انك بارع في ضرب السهام الطائشة !!
حتى البعض من العسكريين الذين هرولوا الى قاعة التوقيع على الاتفاق الإطاري تعجبهم هذه الاجواء المشحونة بأوكسجين الخلاف ، لان ليس لهم قوة إلا بعد ان تتم عملية إضعاف المكون المدني ( فرق تسد )
والبرهان الذي قال من قبل(نسلمها لمنو خليهم يتفقوا) ربما ينتظر الآن أن تتعمق الخلافات وينقسم الشارع الثوري ويعود ناكصا للوعد كما عهدناه ، فالذي بينه وبين المركزي كله ( اتفاق إطاري ) والسؤال عن اذن لماذا تثق القوى السياسية في البرهان ؟ اجابته ، قد يكون الخوف والخشية ، الآن ليست من البرهان ، لأن الفرصة موجودة لإبعاده ،
الخوف من هزيمة بعضنا البعض ، من ان نكون نحن من يوأد امل وعشم المدنية ونعطي كل هذا للعسكريين وانصار المخلوع على طبق من خلاف فالعقليات السياسية والثورية الراجحة يجب أن تتجاوز هذه المنعطف الخطير ، هذا التجاوز لا يكون إلا بالحكمة والحوار وقبول الآخر ، حتى في الشارع الثوري أنت وهو ، رافض وداعم للتسوية ، حزبي او مستقل ، انتم جميعكم الثورة ، لا فرق بينكم إلا في وجهات النظر فالذي يسعى لإنهاء الانقلاب قطعاً يهمه إسقاطه .
طيف أخير:
لجنة التفكيك لجنة مستقلة وتحقق رغبة حزب البعث ورغبة الشعب السوداني في تفكيك نظام المخلوع لذلك عودة الأستاذ وجدي صالح للجنة التفكيك يجب ان لا تتأثر بموقف حزبه من التسوية هذا الرجل ملك للشعب وليس لحزب البعث فقط.
الجريدة
/////////////////////////////

 

آراء