السودان يكون أو لا يكون: مبادرة حملة سودان المستقبل لإيقاف الحرب واستعادة الاستقرار

 


 

 

اسباب المبادرة:
لقد منح الشعب خلال أربعة سنوات الوقت الكافي والثقة الكاملة للساسة السودانيين والقادة العسكريين ممثلين في قوى الحرية والتغيير وشركائهم العسكريين الذين قالوا إنهم انحازوا الى خيار الشعب لإحداث التغيير.
ولكن ما حدث من فشل وفساد وتمكين وخلافات ونزاع بين هؤلاء الشركاء خاصة بعد انقلاب 25 أكتوبر والذي كان سببه الاساسي هو تطويل الفترة الانتقالية والسيطرة العسكرية عليها تسبب بالانهيار الأمني والاقتصادي وزيادة تعقيد المشهد السياسي.
كما إن بطء سير عملية السلام مع الحركات المسلحة الموقعة على اتفاقية جوبا والأخرى غير الموقعة واهمال قضايا النازحين والفشل في الاجراءات الأمنية وتمسك الجميع بمنهج المحاصصة قد ساهم في تفاقم النزاعات والفشل.
ثم وقعت الطامة الكبرى باحتراب جنرالات البشير وقيادة مليشيا الدعم السريع مما أدى إلى انزلاق الوطن إلى الحرب الشاملة وجر على البلاد مزيداً من الدماء والخسائر البشرية والمادية وفي البني التحتية والقدرات العسكرية.
أدى كل هذا لفتح فرص التدخل الأجنبي وامكانية ولوج الحركات الارهابية كالقاعدة وداعش للسودان وينذر بتقسيم البلاد الى دويلات متحاربة ويهدد الامن الوطني والاقليمي ويجهض الثورة العظيمة التي ضحى الشعب والشباب من أجلها.

بنود المبادرة:
عليه نقترح في حملة سودان المستقبل هذه المبادرة لإنهاء الحرب واعادة الاستقرار والأمن على الوجه التالي:
1- الوقف الفوري للحرب وانسحاب القوات المتصارعة الى مواقعها قبل يوم 15-ابريل حقناً للدماء وصوناً لوحدة السودان أرضاً وشعباً، ولتجنيب شعبنا وبلدنا المزيد من الخراب والدمار.
2- ابعاد قيادة الجيش وقيادة الدعم السريع من المشهد السياسي تماماً، وفي حالة رفضهم الانسحاب الطوعي دعوة الشعب السوداني والمجتمع الدولي للتعامل معهم كمجرمي حرب وفرض أقصى العقوبات عليهم، واصدار اوامر من المحكمة الافريقية لحقوق الانسان والشعوب أو المحكمة الجنائية الدولية بالقبض عليهم.
3- تكوين حكومة انتقالية مدنية غير حزبية تتولي مهام تصريف الاعمال والاعداد لانتخابات حرة ونزيهة تحت رئاسة رئيس دولة انتقالي مدني (يمكن ان تقبل حملة سودان المستقبل بالسيد عبد الله حمدوك في هذا المنصب رغم اعتراضاتنا العديدة عليه)،
4- تكوين مجلس أمن ودفاع وطني من قيادات الصف الثاني للجيش والدعم السريع وقادة الحركات ووزراء الدفاع والداخلية والخارجية والمالية المدنيين، تحت رئاسة رئيس الدولة الانتقالي، وتكون مهمته الاساسية وضع التصورات والخطط والمصفوفات لدمج القوى المسلحة وتكوين جيش وطني موحد ومحترف، على ان يجيزها رئيس الدولة الانتقالي ومجلس الوزراء الانتقالي،
5- تعمل الحكومة الانتقالية بمساعدة الاتحاد الافريقي والأمم المتحدة على انجاز مهامها المتمثلة في توفير الامن والاسعاف الاقتصادي والتحضير للانتخابات العامة ويكون مداها الزمني 9-أشهر فقط لا يمكن تمديدها، ويعتبر تمديدها جريمة سياسية وقانونية وجنائية، ولا يجوز ترشح اي عضو فيها في الانتخابات القادمة،
6- تعمل الأحزاب السياسية ومنظمات المجتمع المدني ولجان المقاومة خلال الفترة الانتقالية على بناء نفسها ومساعدة الشعب وتطوير وطرح برامجها الانتخابية ودعم الحكومة الانتقالية دون الدخول في قوامها.

خاتمة:
ان السودان قد وصل الى طريق الهاوية، وخيار أن يكون أو لا يكون. ولا بد من حلول جذرية وصحيحة تراعي مصالح الشعب وليس اصحاب البندقية أو المصالح الأجنبية.
إن حملة سودان المستقبل تلتزم بدعم وتسهيل هذه المبادرة وتدعو كل الشعب السوداني والقوى السياسية للوقوف وراءها، لضمان أمن واستقرار البلاد وعدم وقوعها مرة اخرى في براثن الديكتاتورية العسكرية أو المدنية أو أتون الحرب أو مزالق الانهيار والتفكك.

المكتب التنفيذي
حملة سودان المستقبل
27 ابريل 2023م
(اليوم الثالث عشر من انطلاق الحرب المدمرة (

 

آراء