حكاية البنت {ام دلاقين} … بقلم: د. إشراقه مصطفى حامد

 


 

 

 

فوانيس
fawanesi@hotmail.com

رافقنى الدلقون بحنان منذ فجر الذاكرة  و {المعراكة} تعركنى عجنة حزن غريب  اعوسه فى صاج الحياة- النار تحرق اصابعى الصغيره والدخان  يدمع عيونى و ما علق من  عجنة فى الدلقون المعروك  اشعل به وجهى- دلكة الفقراء – اللخوخة التى لخت سنوات عمرى فيها- فى دلقون كان الحكاية وبقى كل الحكاية.
هو نفسه- طويل وشاهق لنرفع به {جرادل} تراب الروح فى سقف حنانى المفقود فى موية مطرة شهدت ماشهدت من الانهمار  على سباليق الشجن.
النقّعاع... دلقون لنقع العكر الذى اصاب الروح من الف عام
دلقون  ضد شوائب الذات
لاجل صفائها... احب الدلقون..
احبه يزهو متصوفا فى اجساد الدراويش
وخلاخل حجول صبرة وجدية وبت هيرون- نساء حلتنا- اللآتى غيب عقلهن الفقر والقهر فهامن فى وجه الدنيا بلا ملاذ... كانن وبقين ملاذى.
دلقون ربطه ود ابتمرا- تلون فى عيونى الصغيرة زمانئيذ ومازال وهو يدور الفات الفات- ثم يغفو منتشيا- ظنيتها من الجوع وكان يقينه الذى سندنى  فى صغرى- ود ابتمرا ودلقون يربطه فى رجليه الحافيات- لم اراه الاّ حافيا ومكسيا بكل غناوى الدلقون حبيبى.
دلقون جميل كوستى- شلاتيت- تنور فى حفلات الاعراس وهو يهيم الليل- كل الليل ولاتفرهد {شلاتيته} الاّ حين طبل.. ينحشر وسط الدارة والبنات يشحن بوجههن عنه وماكنت {بنتا} حين راقصته يوما على انغام حسن كاروشة ومبروك عليك الليلة يانعومة ومحطة  قطارى كانت عيونه- عيون الكاروشة والفساتين التى اشتهيت فكستنى وهو- فنان حلتنا يلبس كاروهات المنى فى خدود البنات وفى شعرى الممشط الدهباية يعلق دلاقين قميصه لحفلة قادمة.  كانت حكاية حين راقصت جميل كوستى اب دلاقين {المقطع}- لم يكن مقطعا الاّ  فى حشا الرضا- والقناعة التى رافقتنى كدلقون يشدو معى للتصالح وراحة البال.
الدلقون الذى بقيت اثاره على يدى حين ربطته  جدتى من امى بكمون اسود
وسحنت فيه محلب اشواقى ووضعته فى فمى الصغير لتنهض اسنان تقاوم تكشيرة الدنيا التى استقبلتنى منذ اعلنت لها عن دلاقين روحى.
دلقون ربطت فيه خالتى آمنة تمرات هن شربوت كفاحها وهى تمشط سيدات المجتمع.
دلقان  {تمرت} به كبابى روحى فلمعت- دلقون من اول قميص فتحت زراته الاولى لتسقط مزن الحبيبة معلقة على فروع نبتت من صدر حبيبى... حبيبى انت فى العالمين.
شديت به عنقريب اشواقى   ولعبت به {كمبليتة} الحياة علنى انتصر..
 دلقان.. فرهدّ  حين سطوة  طلح الانتظار وشاف الرغبة الدفينة..
وفى يدى نشفت  به  بخار من شملة الشوق ليلة زلزلت الارض زلزالها واخرجت الروح اثقالها.
وكان غطائى..الدلقان..
ظلّ ردائى فى  غربتى
دلقون هو ذاكرتى الصاحية باشواقها لرائحة قميص جبريلى- قميصه الوحيد المعتق بعرقه- اشمه ليلا فتنمو حدائقا للعشاق فى وجهى , الايام والحزن رفيقان- مثلى و{فتلة قميصه}- فتلته وربطت خيوطه لآتيه متى ماشاءت ارادتى.. متى ماشاءت اشواقه التى تتلافحه فيمشى هائما- جبريل هو دلقانى الاول- دلقان روحى التوأم.. اضمه وسادة تحت رأسى واشمّ فيه دهن كركار عّرسى ورمل بلهّ مطر ليلة الجسد الأولى .دلقان بقى من  فركة قرمصيص الهطول  مثل ام لعابى اعرف ان امارس جنونى لاقصاه وان الحبال التى ربطتها من قميص حبيبى ما استطاعت ان تلجم  المهرة حين تركض فى غابة الروح- تقول الشعر وتعزف الكمنجات  وتلون عينيه ومن ثمّ ترقص الحقول.
على سيرة الدلقون سألتنى بدرية التى كانت تكبرنى بثلاثة اعوام- البت كانت تفتيحة - عن بت ام {لعابى} ودعتنى واياها لنلعب لعبة عروس وعريس مع  ود ام لعابها.
حينها لم يكن لىّ بت ام لعاب تخصنى  فما اردت صنعها الاّ من دلقون الونه بامنياتى واحلامى الصغيرة- اذ انى اردتها بت دلقون مميزه.
احمدين  عيسى الترزى الوسيم العينين يخيط لنا  ماتيسر مما يستر  اجسادنا النحيلة بسبب سوء التغذية التى ادركتها لاحقا فى سنوات مابعد غربة الذات.
فى طريقى للسوق الصغير  لمرافقة  أمى  فى طريق عودتها الى البيت محملة ببضعة قريشات وكسرة  قد تبور او يفتقدها طبق سعفته جارتنا البقارية.
أحمدين وصرة حواجبه الخشنة التى تشبه مقاشيشنا- المقشاشة ليها  ايضا حكايات’ – وعينيه التى كانت تأسرنى فالعيون اول ما ابحث عنه فى جسم الانسان. تحييه امى واقف الهو فى شوارع عينيه الكحيلة وكان حين ينادينى لاناوله صعود من جدى استجيب فقد كنت {بنت مطيعة ولحبيبى  سميعة {مالعلاقة بين الام والحبيب}.
بدرية تلحّ علىّ ان تكون لىّ بت ام لعابى..
القصاصة التى احتوت على بقية الكرمبلين والتريفيرا والدمورية الساده  والملونة بالطوبى وبقية من الدبلان وتياب الساكوبيس والزراق الذى لم تعرف نساء حينا سواهم. اخذت ماتيسر من قصاصات واكثرت من الطوبى وعدت ادراجى الى البيت الذى يبعد خطوات من احمدين ابو عيون كحيلة. يتوارى جسمى النحيل وصلاح احمد عيسى  يدندن العيون السودا  من الراديو الوحيد فى السوق.. { ولغة العيون كاتلنى.. و... شوق الوصال اضنانى} اغنيها الآن.. شوق الوصال اضناااااانى!!
جلست يوما  لاصنعها- بت ام لعابى-  خيوط والوان  وقصاصات اقمشة ودمورية مصبوغة-  بالطوبى- كانت تشبهنى-  سألتنى بت البرقاوية  جارتنا عن السر فى انى جعلت  شفتيها  مكتنزة و انفها افطحا وصغيرا- الانف الافطح لابدّ ان يكون كبيرا قالت  وكانت ايضا تفتيحة  تكبرنا حينها بعشرة اعوام من حلم الانوثة.
قلت لبدرية حين طلبت بت ام لعابى ولود لعابها بان بنتى لابدّ لها من ان تذهب للمدرسة وان تستحق احمدين وسوف اصنعها بمزاج مجنون وقد فعلت.
اكتملت يومها انوثة القمرة وشىء لزج  احسسته حميما  ونديا كانت حكايات الشوق تجوسان فى جسد الليل وسعفة فى يدى ربطتها لىّ امى لتحمينى من العيون السودا- احمدين كان  {اول حبيب من دون الاحبة, اظهر لىّ غرامو وبادلنى المحبة}- رائحة الكمون الاسود تفوح كاحاديث البنات اللآتى كن يكبرننى  باعوام- فرحات كن  على غير تلك الليلة التى جزت فيها السعلوة ثمرة بديعة خوفا من ان يقتسمها {الفقرا}- {بدلقون} ربطت امرأة فخذ البنية حتى  لا تصحو  مهرات الجسد الفتى وتثور ضد جز الشوق المدفون- كانت نبقة حنينة- وكنت اشتاق ان اعرف اين قبروها  وتتبعت خطواتى آثار سعفة دفنت معها ودم  أنثى يهدر فى الارض.
بت ام لعاب ترمقنى بحزن وانا افتقد جزء حميم من طفولتى وبراءتى.  ظلت ترافقنى اينما حللت وتحكينى واحكيها- كانت لغتنا {دلقون} حميم هو الاصل فى كل الحكاية.. هو الباقى فى الحكاية,  تلك التى  شبت دون توقع او انتظار فى روحى – حرقتها وماحرقت الدلقون.
حين برزن {دومتين}- لا يتنمن لدومة ود حامد بل ينتمن الى البرد والخوف- البرد كان شوقى المكبوت حين اضغط بصدرى على حبال العنقريب الذى رافق عزلة جسدى منذ ختمت السعلوة على صلاحية انوثتى لكل زمان. اما الخوف فقد ظل سيد الموقف فى كل مكان وظلّ دلقون حلمى صامدا مثلى.
الدلقون كان اول من اقتسم معى  ليلة خصوبتى الاولى والنداوة الحميمة التى  بللتنى والقمرة.  رأيت وجهى فى خرائط سفرى  - كان طازجا برائحة الخصوبة ودم طوبى – ماكان ممكنا ان يكون قانيا والفقراء انتمائى.
ماعدت اكسى بت ام لعابى فساتين اختلقتها من رغبتى فى أن  البس فستان {كلوش} مفرور مثل ضحكة سعاد حسنى حين رأيتها فى  التلفزيون الوحيد فى الحلة البعيدة- فى بيوت اشلاك البوليس وكنا نعبر تلك الظلمة والبرد يصطك فى خطواتنا.. سعاد حسنى- اشتهيت يومها ان اكور جسدى مثلها وان احول بت ام لعاب الى  ود ام لعاب انفث فيه من روحى فيتشكل كما اشتهى فاضغط باصابعى على حبال صوته وجعرة ليلى { الشقى ومجنون}.
سيطرت علىّ الفكرة منذ ذاك  الوقت..
و {الدلقون} ينتشى كل ثمانية وعشرين يوما- تماما بعدد ضلعات خلقت منها.
آمنت بالخلق و بالحب مخرجا..مخرجا لبيوت عرشها بقايا دلاقين حرصت حواية وابكر . ميرى واكوى ان  {يزينوا} به بيوت النزوح والحروب ونزف الفقد فى أ رواحهم... تسطع عيون ميرى ودلقون من قميص حبيبى يحكى  سيرتى وضريرة المعرفة للبنات.
دلقون وضعته جدتى فى برطمانية شقاها وولعت فيه نار من صاج الحياة وكفتها على {كراضم} و {فلايت} فى ظهر افراسها التى منحتنى لتخرج {قطائع} التعب المجنون.
ثنائى النغم- و رنين ثالث هو صوتى قبل ان ينخرش بالهزيمة                                                                               
{ وحيدة وغريبة كنت
ساهدة وقلبى يبكى
قال لىّ عن همومه وعن اشجانه يحكى
عيونى معاهو ساهدة ومن الآمها تبكى..
تبكى حبيب جفاها وما راعى المحبة}
وكان  الدلقون منديلى مع البنات..
امسح به دمعاتى ..و عرق تصبب من وجه امى – جففته فاحرق اناملى وبقى وشما ينقع دمى من شوكه..وضعته على ظهر حصانى فانطلق للمدى.. لبلاد بعيدة حرضتنى مثل جبريلى ان اكتب حكاية الدلقون- حكايتى..
هذه البلاد- غربتى- كما جبريل- فهو منها واليها ينتمى- لكل الارض وجنونى.
جنون أسئلة ماحمتنى حين اتانى المخاض وحين احسست فداحة الفقد..فقد الدلقون
كان دلقونى  زمانها حنينا ويعرف  دروبى
فى غرفة صغيرة فيها قطن هو حزن تلك البلاد ومن قطفوها ليهنأ به {غرب}  العالم وجهتنى الممرضة الرقيقة اليها..
دلقون غزله طفل هندى- جائعا يهتز جسمه من البرد والفقر  ليزهو به اطفال {اوربا}
اشتاق الى الدلقون الذى مسحت به الام بقايا النزلة المعوية.
فى فم {غنماية} لهفتى
او أمين على  {قريشات} نسوة الشاى والزنجبيل والقهوة التى تفوح الآن  فى غرفتى.
الدلقان- رفيقى- فى اى مكان مرمى
فى الصحراء العربية او فى صحراء بيوضة
فى يد صبيه تداوى  او فى يدّ فنان يتصبب من حصار عفاريت الحنين- حنينى لاشك..
دلقون.. حيث سيطرت علىّ الفكرة القديمة.. ان انفحّ فيه من روحى
ان يكون لىّ.. اشمه كما لم اشمّ.. اشمه حشائشا خضراء يفور ويمور على اثرها البحر وترقص تلك الانثى المرجانية..
أخرجت يومها والدنيا شتاء- بت ام لعابى..
حكيتها رغبتى ان يكون لىّ ود ام لعاب..لا بل دلقون.. دلقان لن يجرؤ  قلبى على رميه الاّ فى صحارى بعيدة. هى صحارى روحى العطشى.
ارميه ويرمى ثماره واشواقه وغربة روحه- روحه توأم روحى
مجنونة ..
مجنونة بالدلاقين اين كانت وكيفما  سترت الارواح قبل الاجساد..
وروحى سترتها ضحكته واصابعه حين تصهل فيها الانهار واصهل من نارها
لابدّ من دلقون.. دلقون بروح هو حبيبى
دلقون لا يهترىء
كلما قدم تعتق فاحتسيت نبيذ حزنه..
اشرب {عرقى} الغبائن من دربه
ليشقنى اذن كما شق  دلقون طفلة سهرت الليل تجفف به دمعها وذبد ام غائبة فى وادى الغبينه..
اريده ..
دلقانا طوباويا غانى- ظلّ  فى ذاكرة الرمل نحيب صبية عافرها حصان مهووس بالرجولة المختصرة همزة وصل لحبيبة ماحسّ المها ونقطتين على سطر جسدها الذى همدّ حين بانت منه ابتسامة صفراء عنوانا لرجولته التى حملها على دلقون يزهو به وسط القبيلة ونسوة مقهورات خرجت منهن زغاريد مشروخة كاليالى الخيبات.
حدث هذا فى ليلة الدلقون والبدر يستدير وخصوبتى تركتها تبل صهد رمل تلك القرية وبقايا لحصحاص ظل عالقا فى دلاقين  امرأة  لفتها على ماعون كبير يشبه كفتيرة الشاى ولها خرطوم ابخرته هى دموع النازحات فى اطراف تلك العاصمة. سمعت اهل تلك القرية بالقرب من تلك المدينة  فى الاتجاه الغربى للقلب انها  منفيه  بامر القبيلة اذ انها جاءت نتيجة شهوة مجنونة شهدت عليها رمال تلك القرية وفارت, فارت, فارت كالعرقى الذى يغلى فيها وفى ماعونها الذى وضعته على نار  هادئة وفى جخنون سموه كورنيك- ساقتنى  لهفتى على الدلاقين- الى قطيتها وزيارتها حرام مؤكد.
احدى عشر عاما كنت و.. انشرح وجهها حين رأتنى وحضنتنى بامومتها المنتزعة اذ انها فعلت ايضا والعهدة على الرواى العارى بلا دلقان حنين يستره- انها فعلت فعلة امها وفى  قرية مجاوره ومازال شجر الخروع يدشر  حليبه حين يعود فصل شهوتها من كل عام.. هو دلقون الذاكرة التى تصحو الآن تماما.
صحت حين وقفت ليلة امس امام المبنى الذى اسكن متأملة صندوق نظيف جمعت فيه بعض من  دلاقين الاوربيات والاروبيين رحمة  بعوالمنا – لارسالها لاطفال أفريقيا او الهند الذين نسجوها بدلاقين شجونهم ولهف قلوب الامهات تكسيهم محنة وسترة حال. غمغمت باسية ودلقون مرشوش على ظهر زريعة الحلومر الذى طعمت به حياتى الحلومرة.
دلقون فيه من  ازرق فجيعتى
والوان نواحى البلاد { ويابنى السودان هذا رمزكم}.
دلاقين جمعها اطفال العراق لشابة اوربية درست الفن التشيكلى وتخصصت فى دلاقين هوايا.. حكتنى تجربتهم والفرحة التى شعت من خيوط هزيمة دجلة فى ليل الفرات.. وحكيتها انتصار النيل فى كرة الشراب- انتصر النيل والاطفال مازالوا عطشى وانا العطش يمشى على دلاقين روحى..
سالتنى ان درست الفنون..
درستنى الدلاقين فى دروب الحياة الممتده.. وصهرتنى فى نار بقت حين طقش حجر ليل بعيد حجرالمهرة بقت/اشتعلت/ انهمرت ودلقان حبيبى جائعا لدم ندىّ من بين طواحين  المشى التى عركت الدروب
يوم اكملت مسيرة حزنى فى دائرتها وحلزونية لعنتى نفحت فيه من روحى..
كان طلاء غرفتى الاخدر الفاقع مرارة الحرمان يلمع جراء جمرات سطعت من  الدلقون..
واللوحة على جدار  اصحو على رمل بحرها ووقع اقدام اعرفها كما عشقى للبحر
وبجانبها طفلة هى حياتى وغدى الاجمل..
ورساله من رجل مضى قرأتها فلم تقشعر الاّ الاحزان  وسيرة الانقلابات.. { لقد تعبت من غيابك}- كتبها ومضى وبقي دلقان بلوزتى الحمراء الوحيدة التى رافقتنى ايام شقيت ظهر المعرفة بشغف قلبى وتنانير عقلى- تنورة اشتقت ان البسها والمس نعومة على ساقىّ جراء لخوخة المعراكة ومابقى منها غطيت به زئير نبض الحريق الذى شب فى اول الشجن ومنتصف فحيح عقرب تمص فى دمى وتنفث سمها والدلقان المربوط يشاركنى نتح الالم ولذة الامل. بنت الدلاقين- بنت بكره- بكرة الدلقان حبيبى.
ثم.... الدلقون يجفف الآن دمعاتى الهتونة!!
والخريف يقف على بابى مودعا ويفتح نوافذ روحى للشتاء..
سيكون شتاء  غريبا واسياً وسا فتقد فيه هزات لن يستوعبها الشعراء الاّ بعد العام المليار من الصبابة. وسيأتى صوت اعرفه- اعرفه كما قفرى وشدو ليلى الحزين..صوت {وسط القلوب انا  بعرفو ومليون كمنجة بيعزفوا}
سيكون بردا للاسئلة التى يعود صداها من منتصف الشوق..والمسافة
عله ينام دون ان يخدش  سكونه ضجيجى وجنونى..
الدلقون- حياة خضراء تسرى فيه.. من قلبى وحرائقه..
لهب النار اخدر من شهقة اغنيات وطبول شقت  ليل فيينا فى شتاء ما
 الدلقون.. صامدا امام حرائقى ونيرانى ولست صامده امام وجه الغائب فى ركائب المدينة وفراغاتها- التى تملؤها سماحته.. جنونه.. و قهوته السادة المدلوقه على اخاديد وجهى وتعرجاته, بلون الذبد صارت, ذبد لم تذهب رغوته الاّ جفوة لا تشبه بساطة الدلقون.
الدلقون.. فى ايادى البنات يلوحن به لعشاقهن
وفى يد امرأة انتظرت حبيبها طويلا فجففت به انهماراتها. انهمار هو العشق فى اقصى الريح لتخج  فى البحر سفينة غرقت,  خشبها شجرا اخضرا غدا فى جوف البحر حبيبى.
والدلقون فى يدى.. الوح به فى وجهه- انشّ به نحل الاحزان عنه فلا  يشيحه عنى- جميل هو فى نزوعه وغضبه وعنفوان صمته..جميل  وحلو بيقين { يكوس}  رزقه بضراع اشواقه الخضراء.
دلقون بحياة حقول  ملظية بشوقى وسهادى,  يهبّ فى ليله.. يغشاه بآمان قلب يسكنه وما باليد حيلة..
وبالعقل الف حيلة وحيلة واليه المصير.
ودلقون أخير, هو كفنى .. غربتى كفنى  وانا ابحث عن قبر فى بلاد هى حكايتى- حكاية  {البت ام دلاقين}.
فيينا- ذات { دلاقين}.

 

آراء