الغباء هو ضعف في الذكاء، و الفهم، و التعلم، والشعور أو الإحساس، وربما يكون السبب فطري أو مكتسب أو مُفتعل ويُعرف الغبي في اللغة العربية بعدة ألقاب كالأحمق والمعتوه والأبله والمغفل يعتبر كتاب "القواعد الأساسية للغباء البشري" The basic laws of human stupidity للمؤلف كارلو م سيبولا، من أفضل الكتب التي شرحت طبيعة الكائن البشري في تعامله مع قضايا الغبي
فإن الأغبياء هم أناس "يدمرون غيرهم، واحيننا يدمرون أنفسهم مع الآخرين؛ فالأغبياء يفسدون للإفساد فقط"
كتب الزعيم الروسي نيكيتا خريتشوف في مذكراته قال اتصل بي الرفيق ستالين وقال يجب أن تحضر إلى مكتبي وبسرعة لدينا مشكلة كبيرة .
قال وصلت آلية وبسرعة قال ستالين يارفيق لدينا مصنع إطارات وظل ينتج الإطارات منذ سنوات وبصورة ممتازة وجودة عالية ولكن فجأة ومنذ ستة أشهر بدأ المصنع في التراجع بصورة مخيفة لأن إلاطارات تنفجر بعد بضعة كيلومترات من الاستخدام مما أدى لخسائر كبيرة ولا يعرف أحد السبب، لذلك فأنني أريدك أن تذهب إلى المصنع فوراً وتكتشف لي ما هو السبب.
قال وصلت إلى المصنع وباشرت في التحقيق فوراً، وكان أول ما لفت نظري هو مدخل المصنع حيث تم وضع صور لأفضل الموظفين والإداريين المتميزين والذين عملوا بجد ونشاط خلال ذلك الشهر.
وبدأت البحث مباشرةً من الإدارة حتى أصغر موظف في المصنع ولكن لا احداً منهم يعرف أسباب هبوط جودة الإطارات المفاجئ.
قال قررت المبيت في المصنع حتى اتوصل الى أساس المشكلة وحلها
وفي الصباح كانت البداية هي من أول خط الإنتاج للإطارات وقمت بمتابعة عملية تصنيع الإطارات من نهاية خط الإنتاج وحتى خروجه الإطارات من المصنع.
وكانت المفاجأة بأن كل شيء طبيعي وصحيح وبناءاً على معايير الجودة للمصنع
إذاً لماذا ينفجر الإطارات بعد بضعة كيلومترات من الاستخدام؟
قال قررتَ الاجتماع بجميع المهندسين والإداريين والموظفين في المصنع واحضرت معي خطة الإنتاج وقمت بتحليل المواد الخام المستخدمة في صناعة ذلك الإطارات حتى نصل إلى حل لمشكلة الإطارات.
علماً بإن تحليل المواد الخام المستخدمة في الإطارات أثبت بأنها ممتازة جداً ومطابقة للمواصفات الدولية لصناعة الإطارات ولا يوجد أي سبب مقنع لأنفجار الإطارات.
وأصبحت في حيرة من أمري وأصبت بالإحباط تماما.
قررت أن اتمشى مرةً أخرى في المصنع للبحث عن أفكار ممكن أن تساعدني على حل المشكلة .
وهنا لفت نظري مرةً ثانية اللوحة التي تحتوي على صور واسماء الموظفين والإداريين المتميزين في مدخل المصنع.
حيث لاحظت بأن أحد المهندسين هو على راس قائمة الموظفين المتميزين ولدية (خبرة) و(كفاءة) ما لفت نظري أكثر بأن هذا المهندس كان على رأس القائمة لمدة ٦ أشهر متواصلة أي منذ بدأت مشكلة إنفجار الإطارات بدون سبب.
ولا ادري لماذا بدأت أن اربط مشكلة إنفجار الإطارات بدون سبب مع هذا المهندس المتميز الذي تم ذكر اسمه ٦ مرات متواصلة على لوحة الموظفين المتميزين والاكفاء
لذا قمت بطلب هذا المهندس بالذات للمقابلة في مكتبي والتحدث معه عن إنجازاته والتي كانت سبباً في تفوقه لمدة ٦ أشهر متوالية.
قال : أن سبب تميزي في الشركة هو أنني (خبير) وقد استطعت أن أوفر الملايين من الروبلات (الروبل عملة روسيا) للمصنع والشركة فقلت له: وكيف استطعت أن تحقق ذلك؟
قال: بكل بساطة قمت بتقليل عدد الأسلاك المعدنية في الإطارات وهكذا استطعنا توفير مئات الأطنان من المعادن يومياً وتقليل تكلفة صناعة الإطارات وزيادة الأرباح للدولة .
هنا عرفت سبب مشكلة إنفجار الإطارات بدون سبب السبب هو هذا المهندس الفاشل
قال :اتصلت بالرفيق ستالين فوراً وشرحت لة ماحدث
قال ستالين بالحرف الواحد أين دفنت جثة هذا الغبي
اجبتة في الواقع لم اعدمة سوف ارسلة إلى (سيبيريا) لأن عامة الناس لن يفهموا إعدام شخص مميزا وخبيرا وكفاءة في نظرهم
حقيقة.
كم في حياتنا الان من أغبياء في أرض الواقع عدد كبير جدا ولكن للأسف الشديد ليس لدينا، (سيبيريا،)
ومااكثر الأغبياء والضعفاء وتزاحمهم على الرتب والمواقع الحساسة في هذه البلاد
وصدق الشاعر حينما قال :
كل في السودان يحتل غير مكانه
المال عند بخيلة
والسيف عند جبانة
قيل سأل سوداني احد الخبراء اليابنين ما سر نجاحكم؟
أجاب :نحن اليابانيون لدينا ذكي واحد من بين كل عشر اشخاص
وانتم لديكم تسعة أذكياء من بين كل عشر اشخاص
السر في نجاحنا كيابانيون نحن نعين الذكي مسؤلا عن الأغبياء التسعة وانتم السودانيين تعينوا الغبي مسؤلا عن الأذكياء التسعة وهذا هو السر.
عندما تدار الدولة على عقلية الموظف الضعيف بناءاً على اختيار الولأ الشخصي والجهوي فقط وتجاهل الكفاءة والذكاء في الشخص فإن المؤسسة اوالدولة لايمكن أن تنجح أو تعبر أو تنتصر
ولكن من المؤكد ان تكون النهاية مؤلمة للغاية للجميع
وعندما يكون اختيار شخص ما مجاملة أو مخاصصة من دون كفاءة أو تجربة ودون رؤية أو رسالة اوقيم أو أخلاق بل مجرد شعارات فقط ومواضيع إنشائية فإن الدولة تستطيع أن تحصل على جسد الموظف ولكن بدون عقل اوقلب أو ضمير أو قرار
ليس بالضرورة أن يكون الانسان فاسداً أو سارقاً ليؤذي ويدمر من حوله،
يكفي أن يكون غبياً في قراراته.
لتدمير اي مؤسسة أو شركة أو حكومة يكفي فقط أن تضع (الاغبياء) و (الضعفاء) في (اللجان) أو في المواقع المهمة والحساسة والأساسية وتقوم بترقيتهم وتكريمهم