القبول للجامعات ، الأسس والمعايير: رغبة الطالب وحوجة الوطن

 


 

 


بسم الله الرحمن الرحيم
وجهة نظر

الإمتحان هو الطريقة الوحيدة المتعارف عليها حالياً لتقييم مستوي الطالب للتخطي للمراحل الأعلى بما في ذلك الدخول للجامعات أو نيل الدرجات فوق الجامعية .

رفعت حكومة الإنقاذ يدها عن التعليم ً في جميع المستويات ومع إستمرار نظام الإمتحانات والقبول التقليدي ، ظهرت أسس ومعايير جديدة أفقدت منافسة الدخول للجامعات عن أطرها ، وفي الدول التي تقدس العلم والمتفوقين والنوابغ فإن هؤلاء الطلبة توفر لهم الدولة كل الإمكانيات للتحصيل ومساعدتهم لأنهم هم أمل المستقبل للأمة وهذا هو الاستثناء الوحيد .
ظهرت نتائج إمتحانات الشهادة السودانيه ، وفرح وزغرد الكثيرون ، وبكي وحزن آخرون ، بعضهم يدخل برغبته أو رغبة أسرته وآخرون دون رغبة وغيرهم كثر يصيرون فاقدا تربويا و جيوش عطالة تزداد عاما بعد آخر ، ومع ذلك فما خطط له للقبول بالجامعات السودانية لهذا العام بعد تخرجهم سيواجهون بواقع مرير ومؤلم ومحزن ومحبط ومخيب لآمال كثير من الأسر، ألا وهو العطالة والتي تزداد سنويا بالملايين ولاوجيع، لافي وزارة العمل ولا ديوان شئون الخدمة ولا التعليم العالي والبحث العلمي ولا الموارد البشرية .
قبل أن نغوص في أعماق سياسة القبول هنالك تساؤلات يتداولها المجتمع قبل إعلان كل نتيجة ، ألا وهي :: سياسة الpush ، ولاندري مدي صدقيتها !!هل فعلا يتم ترفيع الدرجات .؟ ماهو الهدف ؟؟ نحنا أولادنا تمام التمام وثورة التعليم العالي أتت أكلها !!!
بدأ العام الدراسي وأولياء الأمور يدينم في قلوبم من الإسهال المائئ الحاد؟؟أي بداية هذه ؟؟ لاإجلاس لامعلمين لاكتب ولا حتي موية ساكت ولا مراحيض ولا تثقيف صحي ومطرة واحدة كشفت عورة الجهوزية! لماذا العجلة؟
نعود لموضوعنا الأساسي ونلخص وجهة نظرنا ومآخذنا علي نظام القبول بالجامعات حتى الخاصة منها فيما يلي إيجازاً :
1/ الطالب الجامعي عماد الوطن ومستقبله ، وعليه فإن الدخول للجامعة يفترض أن يكون أساسه هو نتيجة الإمتحان .
2/ في عهد حكومة الإنقاذ وصل عدد الجامعات حكومية وخاصة إلي حوالي 126، لا بأس من ذلك من اجل رفد الوطن بأعداد مقدرة من الخريجين في جميع التخصصات لتعود علي ما تبقي من الوطن بالنفع والتنمية ،ولكن كان يفترض أن يتم وفق رؤية وتخطيط علمي .
3/ نسبة القبول للكليات فيها مفارقات عجيبة، كلية طب يقبل لها أعلي من 90%، وطب أخري ربما70%!؟
4/ نعم نحتاج لتخريج عدد كبير من الأطباء والمهندسين والصيادلة والزراعيين والبياطرة والأقتصاديين وغيرهم ، ولكن وفق دراسة فعلية للحوجة ومستوي أكاديمي ليس فيه أستثناء مهما كان .
5/ يفترض أن تتساوى نسب دخول الكليات أو أن تكون قريبة جداً من بعضها، فالأساس للبناء المتين هو قوة ومتانة قواعده وبدون ذلك لا يصلح البناء مهما كان منظره جميلاً .
6/ نعود لنسبة الدخول ، هل يستقيم ذلك من ناحية تربوية وأكاديمية بحتة أن تكون نسبة الدخول بهذا الفرق الشاسع بين كلية طب(أ)وكلية طب (ب) ؟ أم أن هذه الكليات نظرتها مادية بحتة لمن يستطيع أن يدفع يمكن أن يتم إختياره في دراسة الطب أو غيره ويتخرج في أي كلية يختارها حسب رغبته فقط ومقدرة الأسرة علي دفع المصاريف وإن إقتضى الحال بالعملة الصعبة ، ولكن قطعاً لا يستقيم الظل والعود أعوج ، أليس كذلك ؟
7/ هنالك إستثناء آخر وهو ولو أننا لدينا وجهة نظر فيه وهو المقاعد المخصصة للولايات الأقل نمواً ، ما هي الأسس التي وضعت وما هو تعريف الولاية الأقل نمواً وكيفية تحديد نسب المقاعد ومن يقوم بتحديد نسب الدرجات المؤهلة للمنافسة والدخول ، وإن كانت تلك الولاية بها نفس الكلية هل يتم تطبيق نظرية ومبدأ الولاية الأقل نمواً علي جامعاتها أم أن تلك المقاعد قومية التوزيع وليس حسب الكثافة السكانية أو الموقع الجغرافي للطالب ولكن حسب نتيجة الإمتحان فقط ؟ وإلي متي تظل تلك الولايات أقل نموا؟ ومن المسئول عن ذلك.؟؟ حكومة الإنقاذ ولحوالي ثلاثة عقود تحكم منفردة بالسلطة المطلقة ، ألم تفكر في تلك الولايات الأقل نمواً فقط من ناحية التعليم بمختلف مراحله ؟
8/ نأتي بعد ذلك لمقاعد أبناء العاملين بالجامعات والتعليم العالي وتحديد نسبة مقاعد لهم أو تحديد نسبة أقل للمنافسة للدخول وربما بلغت حداً مبالغاً فيه وفوق ذلك هل هنالك إستثناء يتمتع به أبناء العاملين بالجامعات ووزارة التعليم العالي فهل يقبلون بمصاريف أقل من بقية الطلبة؟ ، إن الأكاديميات ليس فيها إستثناء بل المحك هو نتيجة الإمتحان ولا شئ سواه ، فهل يعقل منطقاً وعقلاً أن يقبلوا بنسب أقل وفوق ذلك ربما بمصاريف أقل ؟ علماً بأن هنالك بعض الطلبة نسبهم أعلى من تلك المخصصة لأبناء العاملين بالجامعات والتعليم العالي ولكن حظهم العاثر لم يتح لهم فرصة المنافسة والتي يفترض أن تكون أكاديمية بحتة وهذا يقود إلي حرمان طلبة ربما كان مستقبل الوطن يعتمد عليهم ولكن الإستثناء حتى في الأكاديميات حرمهم من حقهم الشرعي وحرم الوطن من كفاءتهم ومقدرتهم.
ونسأل لماذا يستثني أبناء العاملين في الجامعات والتعليم العالي ؟ أليس ما يقومون به أولياء أمورهم هو واجبهم تجاه الوطن الذي أوصلهم لهذه الدرجة والوظيفة ومدفوع الثمن ؟ وهل يفترض في كل الشعب أن يعمل بالتعليم العالي والجامعات حتى يتم إستثناء أبنائه ؟
9/ لماذا يتم تخصييص مقاعد بنسبة محددة في الجامعات الحكومية للقبول علي النفقة الخاصة؟ هل فشلت الحكومة في تمويل التعليم؟
10/ نأتي بعد ذلك لأبناء الشهداء والذين أيضاً لهم إستثناء في القبول للجامعات والكليات المختلفة ومصاريف مختلفة ربما، وأيضاً نقول إن المبدأ هو أن يكون المحك للدخول للجامعات النسبة التي أحرزها الطالب في الإمتحان ولا شئ سواها ، فإن كان هو إبن شهيد أو شقيق شهيد او خلافه فإن الأكاديميات يجب أن لا يكون فيها إستثناء مهما كان الوضع بل الأساس والأصل هو النسبة وهل تؤهله للدخول للمنافسة ؟ ومع ذلك يمكن تصور وضع خاص لأبناء الشهداء وأن لا يكون الإستثناء في نتيجة الإمتحان والنسبة المؤهلة للمنافسة ، ولكن عندما يكون الشهيد هو العائل الوحيد لتلك الأسرة والتي نجح إبنها وتؤهله نتيجة الامتحان في المنافسة والدخول للجامعة ، أن يخفف عنه عبء المصاريف والمساعدة في تكاليف الإعاشة والدراسة وأي مساعدات أخري خارج نطاق الأكاديميات .
الآن الجميع يعتبرون أنهم كانوا يتعاركون من أجل مبادئ كل منهم يعتقد أنه هو علي الصواب ، وأن من فقدوهم أثناء ذلك الأحتراب هم شهداء ، فهل يحق لهم كلهم جميعا أن تكون لأبنائهم الأسبقية في الدخول للجامعات ؟؟، وإن كانت الأجابة نعم ، فأي طريق يسلك أبناء عامة الشعب والذين لا يؤمنون بتلك المعارك التي خلفت الدمار والتخلف والمرض والفقر والفرقة والشتات ، وفوق ذلك آلاف من أبناء من فقدوا أرواحهم فيها ، والآن يأتون ليجدون مقاعد في الجامعات وهي محدودة حتي للمتفوقين ، دون أن يكون مستواهم الأكاديمي يؤهلهم !!!

معظم المتحاربون عادوا إلي أرض الوطن وأشتركوا في الحكومة ، وكل جماعة مات منهم الآلاف ، فهل يتم إعتبار أبنائهم وأخوانهم كلهم تحت مظلة أسر الشهداء ؟ ولماذا لا تفكروا في جامعة للمتحاربين وأسرهم، ونسميها ، جامعة أبناء حملة السلاح ، ولا ينافسهم فيها أحد ؟؟
أن جميع الطلبة بأختلاف ولاياتهم ، أو وظيفة ولي الأمر ، أو أستشهاد أحد أفراد الأسرة ، أو خلافه ، فهم قطعا سواسية في الوطنية ، تجاه الوطن ، وسواسية في التقييم الأكاديمي.
بخصوص تقييم الشهادة العربية وشهادة لندن والمنافسة للدخول للجامعات فنعتقد أن هنالك ظلماً مجحفاً علي أبناء المغتربين وهذا يحتاج إلي دراسة متأنية لكيفية التقييم ومساواة أبناء المغتربين مع زملائهم في الشهادة السودانية .
الرجوع إلي الأصل هو الأنفع والأجدي للأمة ولنموها وتقدمها وهو أن يكون الطلبة سواسية في المنافسة للدخول للجامعات وسواسية في تقدير المصاريف حسب دخل ولي الأمر ، فجميع موظفي الحكومة أو الأعمال الحرة أو خلافه يقوم بطريقة أو بأخرى بأداء واجبه نحو الوطن وعندها تتساوى جميع الحقوق والواجبات لجميع المواطنين من الخفير إلي الوزير دون استثناء وهذا هو الأصل .


من وجهة نظرنا نقول أن الامتحان مازال الفيصل في المنافسة للدخول للجامعات و الإستثناء لدخولها ليس له ما يبرره إطلاقاً لان حقوق المواطنة يتساوي فيها الجميع إبن شهيد ، خفير ، مزارع ، وزير ، غني وفقير، أستاذ جامعى ، أعمال حرة ، العاطلين و المغتربين ،ومن أي ولاية كان كلهم جميعا سواسية فى الحقوق والواجبا ت ومن باب أولى أن يتساوى أبنائهم الطلبة فى المنافسة للدخول للجامعات حسب نتيجة الإمتحان فقط ، وفى تقدير المصاريف يعتمد على دخل ولى الامر وعندها سنكون رجعنا إلى الإصول فى العملية التربوية والتى يعتمد عليها مستقبل الوطن والامة.
كسرة: الأخ عبد الرحيم محمد حسين والي ولاية الخرطوم نقول لك إن مُجرّب المُجرّب ندمان فغداً ستعض بنان الندم، والمابعرف ماتديهو الكاس يغرف، يغرف ، يكسر الكاس ويحير الناس، فلاتوجد حيرة وسط الأطباء والكوادر ومواطني الخرطوم أكثر من اليوم ؟؟ فقط أجلس معهم وناقش علي بصيرة وتجول معهم لتري وتسمع، عندها ستقتنع بإذن الله وتتخذ القرار الصواب.

sayedgannat7@hotmail.com

 

آراء